يبدو أن مصائب الدوحة لا تأتي فرادى؛ فلم يكد النظام القطري يستوعب فتح ملف الرشاوى من أجل الحصول على تنظيم كأس العالم 2022، حتى أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات البلد الخليجي لاستضافة المونديال، عن إصابة ستة من عمال مشاريع كأس العالم بفيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19».
وبعد محاولات للتستر على تفشي الفيروس بين عمال مشاريع المونديال؛ أوضحت لجنة الإرث أنه بالإضافة إلى اثنين من موظفي أحد مقاوليها، تم الكشف عن إصابتهما بالفيروس؛ كشفت الفحوصات عن سقوط ستة آخرين في براثن الوباء الوافد من الصين.
وأكدت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، في بيان رسمي، صباح اليوم الجمعة: «تتعامل اللجنة العليا مع هذه الإصابات المؤكدة بالفيروس وفق إجراءات وتوجيهات وزارة الصحة العامة التي تتولى تقديم الرعاية الصحية للمصابين بفيروس كوفيد-19 في قطر».
وعلى الرغم من تتابع الأزمات على رأس النظام القطري، بسبب السمعة السيئة في التعامل مع عمال مشاريع المونديال، زعم البيان أن الحالات المصابة تتلقى رعاية مستمرة على أيدي متخصصين، مع الالتزام بالحجر الصحي في مرفق طبي مخصص تابع للوزارة، وتحدد مدة الحجر الصحي وفق حالة كل مصاب على حدة.
وأضاف البيان: «يخضع الذين خالطوا الحالات المصابة للحجر الصحي في أماكن مخصصة لذلك، في مرافق الإقامة لمدة 14 يومًا كإجراء احترازي، مع المتابعة الدورية لحالتهم الصحية».
واختتم بيان الاعتراف القطري، بتفشي العدوى بين العمال: «تواصل اللجنة العليا إجراء فحوصات طبية لجميع عمالها منذ بدء انتشار الفيروس، ويخضع العمال الذين يعانون من مشكلات تنفسية لفحوصات بصرية على أيدي الأطباء وأطقم التمريض في مواقع العمل».
ومع ذلك، لن يتردد نظام تميم بن حمد في تجاهل أبسط الأسس والقواعد الصحية بإجبار العمال على العمل؛ حتى مع علمه بإصابتهم بفيروس كورونا، وهو أمر غير مستبعد تمامًا في ظل السجل الأسود في تعامل الدوحة مع عمال المونديال.
الأزمة تتواصل في مسلسل مأساوي، بدايةً من عدم منحهم حقوقهم المالية المتفق عليها، ومرورًا بإجبارهم على العمل والعيش في ظل ظروف بالغة القسوة كانت محل انتقاد من كل المنظمات الدولية، وكذلك حرمانهم من العودة إلى بلدانهم، وحرمانهم من التنقل بحرية، وانتهاءً باحتمال إجبارهم على العمل بالرغم من بدء تفشي فيروس كورونا بين العمال.
وكان الادعاء العام الفيدرالي في بروكلين، وجه اتهامات لمسؤولين سابقين في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بتلقي الرشى من أجل التصويت لروسيا وقطر في السباق على استضافة مونديالي 2018 و2020؛ ما يعد ضربة قاصمة للدوحة؛ لأنها المرة الأولى التي تصدر فيها سلطات قضائية حكومية تهم فساد مرتبطة بهذين الحدثين.
وفي لائحة الاتهام المفتوحة عن المدعي العام في بروكلين بأمريكا جون دونوهيو، تم التطرق إلى تفاصيل الفساد المحيطة بالتصويت الذي حصل عام 2010 في زيورخ، وأدى الى منح روسيا استضافة مونديال 2018 وقطر استضافة نسخة 20220
وكشفت لائحة الاتهام أن عضو فيفا السابق البرازيلي ريكاردو تيكسيرا والمسؤول الباراجوائي الراحل نيكولاس ليوز -وكلاهما كان عضوًا في اللجنة التنفيذية لفيفا التي صوتت على منح نهائيات 2018 لروسيا و2022 لقطر- تلقيا رشى مقابل التصويت لملف قطر.
اقرأ أيضًا: