كان من المنتظر من العبقري الإسباني بيب جوارديولا، صاحب الشعبية الهائلة أن يقود فريقه مانشستر سيتي لأكثر من مجرد بلوغ دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لكن بعد الخسارة المفاجئة 1-3 أمام أولمبيك ليون، أمس السبت، فإن سيتي وصل إلى الدور نفسه الذي خرج منه في آخر ثلاث سنوات.
وتولى جوارديولا المسؤولية في النادي الإنجليزي، بعدما قاد سلفه التشيلي مانويل بليجريني الفريق إلى قبل نهائي دوري الأبطال، إلى جانب حصد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبرغم أن جوارديولا توّج بلقب الدوري مرتين إضافيتين وحطم العديد من الأرقام القياسية وقدم كرة قدم ممتعة، لم تتابعها جماهير النادي من قبل، إلا أن النجاح في حصد اللقب الأوروبي الأهم بقي عصيا على الفريق، ومن المؤكد أن هذا يقلق المدرب الإسباني حتى أنه في مرات عديدة بدا مهووسا بدوري أبطال أوروبا.
فعلى مدار الموسم أشار جوارديولا إلى دوري أبطال أوروبا، دون تصريح واضح، عند سؤاله عن مشواره في البطولات المحلية، ويظهر هذا بوضوح خلال استعداد جوارديولا لمباريات دوري أبطال أوروبا حتى أنه في مباريات دور المجموعات كان يبالغ بوضوح عند الحديث عن كفاءة بعض المنافسين المتواضعين.
وكان التصور دائما أن مانشستر سيتي، باعتباره من الوافدين الجدد على صفوة الأندية الأوروبية، يحتاج فقط إلى التأقلم مع المتطلبات المختلفة لدوري الأبطال على الفريق.
وقال جوارديولا بعد الخسارة أمام ليون: «في يوم ما سننهي هذه الفجوة ونبلغ قبل النهائي. استحق الفريق ذلك على مدار السنوات الماضية. ربما في يوم ما سننهي هذه الفجوة».
لكن التساؤلات الآن باتت تتعلق بجوارديولا نفسه، والغريب أنها تأتي بخصوص اختيارات المدرب، الذي يوصف دائما بأنه من أبرز البارعين الخططيين، وأساليبه الخططية.
وظهر سيتي بشكل ناضج وكقوة أوروبية عندما فاز على ريال مدريد، بطل أوروبا 13 مرة، ذهابا وإيابا في دور الـ16، لكن جوارديولا قام بتغيير طريقة اللعب، وحدث اختلاف وحيد في التشكيلة التي فازت على ريال واستبعد لاعب الوسط المهاجم فيل فودين وأشرك مدافعًا إضافيًا هو إيريك جارسيا البالغ عمره 19 عامًا.
ويبدو أن جوارديولا شعر أنه يجب إبطال هجوم ليون، لكن هذا الأمر أتى بنتائج سلبية حيث فرض الفريق الفرنسي سيطرته على منتصف الملعب ولم يهيمن مانشستر سيتي على اللعب كما جرت العادة، لكن عندما خرج المدافع فرناندينيو واشترك الجناح رياض محرز في الدقيقة 56، تحسن الدور الهجومي وأدرك سيتي التعادل بعد 13 دقيقة.
ولم يكن من السهل شرح كيف سمح الأسلوب الخططي لجوارديولا للبديل موسى ديمبلي بالانفراد بالمرمى وتسجيل هدف التقدم 2-1، بينما لم يكن لطريقة اللعب أي دور في ضياع فرصة سهلة من رحيم سترلينج من مدى قريب في الدقائق الأخيرة، وارتدت هذه الفرصة بعد أقل من دقيقة واحدة بالهدف الثالث أثناء بحث مانشستر سيتي عن إدراك التعادل؛ لكن تبقى التساؤلات تتعلق بإذا ما كان جوارديولا قام بتعقيد الأمور على نفسه.
وليس لدى كريس وادل لاعب إنجلترا السابق، الذي شارك مع أولمبيك مرسيليا في مشوار بلوغ نهائي كأس أوروبا 1991، أي شك في أن جوارديولا كان يجب أن يسمح لسيتي باللعب بطريقته المعتادة، وقال: «لم يتسبب مانشستر سيتي في إرباك المنافس. كان الأمر يحتاج إلى مشاركة ديفيد سيلفا بين الخطوط. لم يكن يرغب المنافس في اللعب أمام فيل فودين، على بيب جوارديولا أن يعترف ويقول إنه أخطأ».
وأضاف رودي جارسيا مدرب ليون جدلا في هذا الأمر عندما قال إنه فاز بالمعركة الخططية، لكن جوارديولا لا يتفق مع ذلك، إذ قال المدرب الإسباني: «في هذه المباراة، الأسلوب الخططي ليس أهم شيء. يتحلى المنافس بسرعة فائقة، بينما لا يتميز دفاعنا بالسرعة لذا لم أكن أرغب في وجود اثنين أمام اثنين».
وتابع: «لقد عملنا لمدة ثلاثة أيام على ذلك. ناقشنا الأمر وراجعنا ذلك، وعندما نلعب كما لعبنا في آخر 20 دقيقة، فهذا يؤكد أن الأسلوب الخططي لم يكن المشكلة».
لكن الواقع يقول إن مانشستر سيتي، الذي فاز على ريال مدريد لم يكن جيدا بالشكل الكافي للفوز على ليون، ومن المرجح الآن أن يبحث جوارديولا في الأشهر المقبلة عن السبب الحقيقي وراء تكرار الإخفاق في دوري الأبطال.
اقرأ أيضا