تعود الحياة من جديد إلى دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، عندما يشد الاتحاد الرحال صوب المجمعة للنزول ضيفًا على العائد إلى الأضواء فريق الفيحاء، عند الساعة 7:15 مساء اليوم الأربعاء، لحساب الجولة الأولى من المسابقة العريقة، ليُرفع الستار عن موسم ينذر بالكثير من الإثارة والندية بالنظر إلى معطيات التحضيرات والمعسكرات وأسماء المدربين وصفقات ميركاتو الصيف التي أسالت الكثير من الحبر.
ويبحث الاتحاد عن تسجيل بداية قوية أمام المضيف البرتقالي، من أجل التأكيد على أن تألق النمور في الموسم الفائت والمنافسة حتى الرمق الأخير، لم يكن وليد مصادفة أو ضربة حظ، وإنما هي مجرد البداية لاستعادة العميد الكبرياء المفقود، والعودة مجددًا إلى منصات التتويج بعد غياب طويل.
مهر الألقاب
ويقص «الإتي» شريط الموسم الجديد مدعومًا باستقرار فني يُصدّر الكثير من الطمأنينة إلى المدرج الأصفر تحت قيادة المدرب البرازيلي فابيو كاريلي، الذي قاد ثورة التصحيح داخل الفريق، ونجح رغم الكثير من الأزمات والمعوقات، في المنافسة على لقب الدوري في النسخة الماضية، والتأهل إلى نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال.
ويأمل الاتحاد في الخروج بأكبر المكاسب من ملعب مدينة المجمعة الرياضية، عبر تسجيل الانتصار الأول في الموسم على نحو يشحن بطاريات الثقة لدي الفريق، إلى جانب رفع معنويات النمور قبل شد الرحال إلى الرباط من أجل خوض النهائي العربي أمام الرجاء البيضاوي المغربي، يوم 21 أغسطس الجاري، والتي يأمل خلالها النادي الغربي جني الثمار بعد سنوات التعب والمعاناة.
ولم يختلف تشكيل النمور كثيرًا عن الموسم الماضي، خاصة أن إدارة أنمار الحائلي لم تتحرك على نحو موسع في ميركاتو الصيف الفائت لتدعيم الصفوف باستثناء صفقة البرازيلي إيجور كورونادو، قادمًا من الشارقة، إلا أن الأهم أن النادي نجح في الحفاظ على القوام الأساسي للفريق دون التفريط في القطع الأساسية رغم المغريات.
ويمتلك الاتحاد ذخيرة حية في كافة الخطوط، مع بقاء الحارس المتألق مارسيلو جروهي، خلف دفاع صلب بقيادة المصري أحمد حجازي، العائد من مغامرة أولمبية مثالية رفقة الفراعنة، وعمر هوساوي وحمدان الشمراني ومهند الشنقيطي، ما يمنح المدرب البرازيلي خيارات متعددة في الخط الخلفي، رغم غياب زياد الصحفي بداعي الإصابة، وغموض موقف سعود عبدالحميد من تمديد التعاقد.
وفي معركة الوسط يبرز الثالوث برونو هينريكي، العائد بقوة بعد غياب طويل بسبب الإصابة، والقائد المغربي كريم الأحمدي، وعبدالإله المالكي، فيما يتولى مهام الهجوم، المخضرم فهد المولد، ورومارينيو، وجاري رودريجيز، وعبدالرحمن العبود، في انتظار تقديم كورونادو أوراق الاعتماد بعد حل أزمة شهادة الكفاءة المالية.
خصم عنيد وكفاءة مالية
وفي المقابل يسجل الفيحاء عودة جديدة إلى دوري المحترفين، يتمنى أن تكون قوية بالقدر الذي يمنح الثقة في البقاء بين الكبار لفترة أطول، خاصة أن الفريق البرتقالي أبرم العديد من الصفقات المميزة في الميركاتو الصيفي، ساهمت إلى حد كبير من تدعيم الصفوف لمقارعة أهل القمة.
وتلقى الفيحاء، دفعة قوية قبل تسديد ضربة بداية الموسم، بعدما نجح في الحصول على شهادة الكفاءة المالية من قِبل وزارة الرياضة؛ مساء أمس الثلاثاء، وذلك إثر الوفاء بالالتزامات التعاقدية والمالية، ليمنح الضوء الأخضر إلى الصفقات الجديدة لتعزيز الصفوف أمام الضيف القادم من جدة.
ونجح الفريق البرتقالي في جلب العديد من الأسماء المميزة في ميركاتو الصيف، على رأسها، متوسط الميدان البرازيلي ريكاردو رايلر، القادم من سبورتينج براجا البرتغالي؛ وصانع الألعاب فرناندو أندرادي، على سبيل الإعارة لمدة موسم مع أفضلية الشراء، والمدافع اليوناني كيرياكوس بابادوبولوس، في صفقة انتقال حر، والظهير الأيسر هزاع عسيري، مدافع نجران.
ويعوَّل الفيحاء الكثير على خبرات المدرب فوك رازوفيتش، من أجل ضبط بوصلة الانتصارات، خاصة أن الصربي صاحب الـ48 عامًا، ليس غريبًا على دوري المحترفين، بعدما خاض تجربة جيدة رفقة الفيصلي في عام 2018.
وكان أبناء المجمعة حجزوا تذكرة العودة سريعًا إلى دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، بعد احتلال المركز الثاني على سلم ترتيب دوري الدرجة الأولى، برصيد 81 نقطة، بفارق 10 نقاط خلف الحزم.
وخاض الفيحاء فترة إعداد قوية في صربيا استعدادًا لخوض غمار الموسم الجديد، حيث خاض 5 مباريات متدرجة القوة، بدأها بالخسارة أمام بروداراك بثلاثية مقابل هدفين، قبل أن يمطر شباك كولوبارا بخماسية مقابل هدف، وتغلب على إي إم تي نوفي بيوجراد، بهدفين نظيفين، قبل أن يعود ليفوز على عجمان 3-2، واختتم التحضيرات بالتعادل مع الشباب بهدف لكل طرف.
حسابات التاريخ
ويساند التاريخ بطبيعة الحال كتيبة كاريلي على حساب العائد من غياهب الدرجة الأولى، حيث يبحث الاتحاد على الفوز العاشر في مباريات افتتاح الموسم، بينما يأمل الفيحاء في كسر عقدة البدايات.
ولعب النمور 13 مباراة افتتاحية منذ تدشين دوري المحترفين في عام 2008، حقق خلالها 9 انتصارات، مقابل تعادل وحيد، و3 هزائم، فيما لم يعرف الطرف البرتقالي طعم الفوز في بداية الموسم في 3 لقاءات سابقة، اكتفى خلالها بتعادلين، وخسارة.
وفي الوقت الذي وقت الاتحاد على 31 هدفًا كأقوى هجوم في جولة الافتتاح، واستقبل 19 أخرين، بصم الفيحاء على هدف وحيد، وتلقى مرماه 3 أهداف، في مشهد يجسد الفوارق الكبيرة بين الطرفين على سلم الأرقام.
إلا أن حسابات التاريخ لم تكن حاضرة بذات القوة في المواجهات المباشرة التي جمعت الاتحاد والفيحاء، حيث التقى الطرفان في 6 مباريات سابقة، اقتسما خلالها الفوز بواقع 3 انتصارات لكل فريق، إلا أن العميد وقع على 13 هدفًا، فيما عرف الفريق البرتقالي الطريق إلى مرمى النمور 10 مرات.
اقرأ أيضًا: