يترقب عشاق الساحرة المستديرة في القارة السمراء، جولة مثيرة في إياب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، التي تجرى غدًا السبت، حيث يلتقي الأهلي المصري مع ضيفه الترجي التونسي، فيما يخرج الوداد البيضاوي المغربي لمواجهة مضيفه كايزر تشيفز الجنوب إفريقي.
ويحدو الأمل الفرق العربية الثلاثة لبلوغ المباراة النهائية، التي تجرى بمدينة الدار البيضاء المغربية الشهر المقبل، حيث تطمع الجماهير إلى متابعة نهائي عربي خالص في البطولة للموسم الخامس على التوالي، لضمان الاحتفاظ باللقب لعام آخر.
ويمتلك الأهلي، حامل اللقب، أفضلية نسبية عن الضيف القادم من تونس في لقاء الإياب، بعدما حقق الفريق المصري فوزًا ثمينًا في مباراة الذهاب على ملعب حمادي العقربي في مدينة رادس بتونس، يوم السبت الماضي، بهدف حمل توقيع محمد شريف.
وأصبح يكفي المارد الأحمر التعادل فقط غدًا، على ملعب السلام، لبلوغ المباراة النهائية للمرة الرابعة عشر في التاريخ، وتعزيز رقمه القياسي كأكثر الفرق ظهورًا في نهائي البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في إفريقيا.
ورغم الفوز المستحق الذي تحقق في رادس، يدرك رجال المدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، أن المواجهة لم تحسم بعد، في ظل الخبرة التي يتمتع بها أبناء باب سويقة، وقدرة لاعبيه على التعامل مع مثل هذه المواجهات الحاسمة.
ومازال نهائي البطولة عام 2018 بين الفريقين عالقًا في أذهان لاعبي الأهلي، حينما تمكن الترجي من تعويض الخسارة بثلاثية مقابل هدف في لقاء الذهاب بمصر، بتحقيق انتصار بثلاثية نظيفة في الإياب بتونس، ليتوج باللقب آنذاك.
وتعززت صفوف صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالمسابقة برصيد 9 ألقاب، بعودة ظهيره الأيمن أحمد رمضان بيكهام، الذي غاب عن مباراة الذهاب للإصابة، فيما أصبح محمد مجدي «أفشة» لائقًا تمامًا للدفع به في القائمة الأساسية، بعدما شارك كبديل في الذهاب.
في المقابل، يتطلع الترجي للفوز خارج القواعد بأكثر من هدفين لتعويض خسارة رادس، من أجل التأهل إلى النهائي التاسع في تاريخ شيخ الأندية التونسية، والثالث في النسخ الأربع الأخيرة، أو الفوز بنفس النتيجة على أقل تقدير للمرور صوب ركلات الترجيح.
ويبحث الترجي عن تحقيق انتصاره الأول على الأهلي في الملاعب المصرية، حيث ظل عاجزًا عن تحقيق أي فوز في معقل نادي القرن في أفريقيا خلال 10 مواجهات جرت معه بمصر، في مختلف المسابقات الإفريقية، بعدما حقق خلالها 6 تعادلات، ونال 4 هزائم.
ويفتقد مدرب الترجي معين الشعباني، في مباراة الغد، خدمات محمد علي اليعقوبي، وحسين الربيع، لإصابتهما بعدوى فيروس كورونا المستجد، كما يغيب أيضا غيلان الشعلالي لاعب الوسط بداعي الإصابة.
وبغض النظر عن الريمونتادا التي حققها الترجي أمام الأهلي في 2018، فدائما ما كانت نتائج مباريات الذهاب بين الفريقين خادعة وغير مضمونة، فيما تبدو لقاءات الإياب هي الحاسمة بينهما خلال مواجهاتهما السابقة بالأدوار الإقصائية، والتي بدأت قبل 31 عامًا.
ففي أول مواجهة إفريقية بينهما، تعادل الأهلي بدون أهداف ذهابًا بتونس في دور الـ16 لنسخة المسابقة عام 1990، إلا أن الترجي فرض التعادل السلبي أيضًا في الإياب بالقاهرة، ليظفر في النهاية بورقة الترشح للدور التالي بفوزه بركلات الترجيح.
وينطبق الأمر ذاته على مواجهات الفريقين بقبل نهائي البطولة عام 2001، والنهائي في 2012، ودور الثمانية عام 2017، ولكن بشكل مغاير، فرغم اقتراب الترجي من تحقيق التأهل، بعد انتزاع التعادل ذهابًا بمصر في جميع تلك المواجهات، تمكن الأهلي من قلب المعطيات في العودة بتونس، ليحسم الأمور في النهاية ويصبح هو صاحب البصمة والبسمة الأخيرة.
كما سبق للمكشخة تعويض الخسارة أمام الأهلي بمصر، بهدفين مقابل هدف، في ذهاب قبل نهائي نسخة 2010 للبطولة، عقب فوزه في العودة بتونس بالهدف الشهير للنيجيري مايكل إينرامو، الذي أثار الكثير من الجدل، بعدما جاء من لمسة يد واضحة تمامًا.
وعلى الطرف الأخر من المربع الذهبي، يخوض فريق الوداد مواجهة بالغة الصعوبة عندما يواجه مضيفه كايزر تشيفز، بعدما تعرض لخسارة مباغتة بهدف دون رد، في موقعة الذهاب بالدار البيضاء أمام المنافس الجنوب إفريقي.
وبات يتعين على الوداد، الذي توج باللقب عامي 1992 و2017، الفوز بهدفين نظيفين في مباراة السبت، أو بفارق هدف وحيد شريطة إحرازه هدفين على الأقل للصعود إلى النهائي الخامس في تاريخه بدوري الأبطال، والثالث في المواسم الخمسة الأخيرة للمسابقة.
ولن يكون الانتصار بالأمر الهين على الفريق المغربي، بالنظر إلى نتائجه غير المرضية في مبارياته الخمس التي خاضها خارج ملعبه، خلال مشواره بالنسخة الحالية بالبطولة، حيث حقق فوزًا وحيدًا فقط، مقابل تعادلين وخسارتين.
ولا يمتلك الوداد سجلًا جيًدا على ملاعب جنوب إفريقيا، حيث أخفق في تحقيق أي فوز خلال 6 مباريات لعبها هناك، مكتفيًا بتحقيق تعادلين مقابل 4 هزائم، كان آخرها الخسارة أمام كايز تشيفز تحديدًا في لقائهما بمرحلة المجموعات، بهدف نظيف، في إبريل الماضي.
وفي المعسكر المقابل، يطمح كايزر تشيفز لمواصلة المغامرة في أحراش القارة السمراء، التي يحلم بالفوز بها للمرة الأولى في التاريخ، خاصة بعدما انتعشت آمال الفريق الجنوب إفريقي في التأهل إلى المحطة الختامية عقب الانتصار المفاجئ على الوداد.
وأصبح كايزر مطالبًا بتفادي الخسارة فقط أمام الوداد على ملعب سوكر سيتي، الذي حقق عليه 3 انتصارات و3 تعادلات دون أن يتلقى أي خسارة خلال المباريات الست التي خاضها على هذا الملعب، في مشواره بالمسابقة هذا الموسم من أجل بلوغ النهائي لأول مرة.
اقرأ أيضًا: