يتأهب يواكيم لوف، المدير الفني لمنتخب ألمانيا لكرة القدم، لكتابة السطر الأخير في رواية درامية امتدت أحداثها على مدى 15 عامًا رفقة المانشافت، شهدت الصعود إلى قمة المجد في البرازيل قبل 7 أعوام، والسقوط المدوي في إسبانيا على إيقاع الخسارة الأكبر في تاريخ الماكينات، لتشكل أمم أوروبا «يورو 2020» التحدي الأخير من أجل نهاية سعيدة.
وبرهن لوف، في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، على أن المثابرة يمكنها أن تسفر عن لقب، لكنه الآن لا يمتلك الوقت الكافي للمثابرة، وإنما يحتاج إلى المغامرة وأن يحاول من خلال بطولة يورو 2020، تأكيد أن الانتقادات التي وُجهت إليه في الفترة الماضية، لم تكن صائبة، وأنه لا يزال لديه ما يقدمه مع المانشافت.
وإزاء الضغوط حاصرت لوف والاتحاد الألماني، في الفترة الماضية، أعلن مدرب الماكينات في التاسع من مارس الماضي، أنه سيترك تدريب المانشافت بمجرد انتهاء مسيرة الفريق في يورو 2020، ليفتح الباب أمام عودة المساعد السابق هانزي فليك إلى المنتخب من جديد.
وكان الاتحاد الألماني قد أعلن في 25 مايو أن المدرب المساعد للوف سابقًا فليك، المدير الفني لفريق بايرن ميونخ في الموسمين الماضيين، هو من سيتولى تدريب المانشافت بعقد يمتد حتى 2024.
معانقة المجد
وكانت أبرز اللحظات في مسيرة لوف، عندما رفع مع المانشافت كأس العالم في البرازيل، في 13 يوليو 2014، بعد الفوز في النهائي على المنتخب الأرجنتيني بهدف دون رد، حمل توقيع ماريو جوتزه، بعد ما سحق البرازيل بسباعية تاريخية في الطريق إلى منصة التتويج.
ويغلب على تكتيك يواكيم الميل إلى النواحي الخططية بشكل كبير، والاهتمام بأدق التفاصيل في أداء الفريق، وعلى مدار هذه السنوات الطويلة، التي تولى فيها مسؤولية الفريق، نجح في تعليم اللاعبين أن القوة والأداء الخططي وإجادة ألعاب الهواء، يمكنها أن تتواجد مع السرعة والأداء الفني والتمرير الجيد والاستحواذ على الكرة.
وبات يتعين على لوف الآن أن يُعلم الفريق شيئًا إضافيًا، وهو ضرورة اقتناص الفرصة من أجل تحقيق النجاح، في الخطوة الأخيرة له مع المانشافت، في ظل قوة المنافسة على اللقب، ومطالبة الألمان بضرورة استعادة الكأس المفقود منذ 25 عامًا.
العبرة بالخواتيم
واستطاع يواكيم التعامل مع حالة الارتباك والتوتر، التي سادت بعد خسارة المانشافت أمام المنتخب الإسباني، في نهائي يورو 2008، وكذلك بعد هزيمة ألمانيا في نصف نهائي بطولتي كأس العالم 2006 و2010، حيث كان بحاجة إلى التعلم من مثل هذه التجارب، في طريقه إلى الفوز باللقب العالمي عام 2014.
لكن لوف لم يستطع تحمل الضغوط التي طاردته، بعد الخروج صفر اليدين من رحلة الدفاع عن اللقب، في مونديال 2018 بروسيا، لا سيما أن الفريق ودع البطولة من الدور الأول في مشهد لا زال عالقًا بالأذهان حتى الآن.
وقدم لوف والمانشافت مسيرة جيدة، في التصفيات المؤهلة ليورو 2020، حيث تصدر ترتيب المجموعة بعدما حقق 7 انتصارات وخسر مباراة واحدة، وسجل لاعبوه 30 هدفًا في المباريات الـ8، فيما اهتزت شباكه 7 مرات فقط.
لكن ظل خروج الفريق بشكل مهين، من النسختين الأولى والثانية لبطولة دوري أمم أوروبا، والهزيمة القاسية بسداسية مذلة أمام إسبانيا، في 17 نوفمبر الماضي، محطات صعبة وسيئة في مسيرته التدريبية، وهي الصورة التي سيحاول محوها في اليورو بعد ساعات قليلة.
وكان المنتخب الألماني قد انتقل إلى معسكره الإعدادي ليورو 2020، أمس الثلاثاء، وهو مفعم بالثقة، بعد فوزه الكاسح على لاتفيا بسباعية مقابل هدف، في المواجهة الودية التي جمعت بينهما مساء الإثنين؛ حيث ينتظر الكثير من العمل قبل انطلاق مشواره في البطولة القارية بملاقاة فرنسا بطلة العالم بعد أسبوع واحد.
اقرأ أيضًا: