رياضة

سعودي وحيد وسيطرة برتغالية.. صراع الخطوط يُشعل مسرح «دوري المحترفين»

11 مدرسة كروية تقود مغامرة مثيرة في ملاعب المملكة

فريق التحرير

خطوط لا نهائية ودوائر متقاطعة وتكوينات مزدحمة ومهام متداخلة وصراخ هنا وهمسات هناك، لوحة بيضاء تلخص المشهد الدرامي في مسارح أحلام دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، مع توافد العديد من الأسماء الرنانة إلى ساحة «المحترفين» لتقود أكابر الكرة في المملكة، في سيناريو ساخن ينذر بملحمة تاريخية في الموسم الجديد يشعلها من الخارج صراع الخطوط.

وما بين الحفاظ على حالة الاستقرار بالإبقاء على ذات الأسماء، أو شحن بطاريات الثقة لمن لحق بالدوري في الأمتار الأخيرة في الموسم الماضي، أو تغير العتبة بالكامل من أجل تغير واقع هذا الفريق أو ذاك، لتحمل النسخة المرتقبة بعد ساعات من الدوري السعودي طياتها الكثير من الأسرار، ربما لم تكشف عنها إلا في الأمتار الأخيرة.

ويرصد «عاجل» العديد من الظواهر التي تشكل صراع الخطوط، في ظل تنافس 11 مدرسة، تبدو فيها أوروبا صاحبة اليد الطولى، بينما يسهم العرب في المنافسة بثلاثة أسماء تعرف جيدًا دهاليز دوري المحترفين، ويبقى خالد العطوي وحيدًا ليدافع بمفرده عن كبرياء المدرسة السعودية العريقة في الإدارة الفنية.

11 مدرسة كروية

يمثل مدربو الدوري السعودي 11 مدرسة كروية مختلفة ما بين أوروبا الحاضرة بـ7 مدارس، تأتي في مقدمتها البرتغالية على نحو معتاد في السنوات الأخيرة، بـ4 مدربين، والرومانية ذات الحظوظ القوية مع رازفان لوشيسكو، وظهور أول للألمان بعد غياب طويل، إلى جانب صربيا وفرنسا وبلجيكا وألبانيا.

ولم تغب المدرسة البرازيلية على ساحة دوري المحترفين، بتواجد الثنائي فابيو كاريلي، بأحلام كبيرة مع الاتحاد لتجاوز الواقع المخيب، وبريكليس شاموسكا في الفيصلي، ولم يغب العرب عن المشهد بقيادة المدرسة التونسية التي تواجدت باثنين من المدربين، إلى جانب المخضرم الجزائري نور الدين بن زكري.

البرتغاليون مروا من هنا

ويقود روي فيتوريا قائد ثورة التصحيح في فريق النصر، المدرسة البرتغالية في الدوري السعودي، مدعومًا بخبرات واسعة في أروقة المملكة، وكتيبة من النجوم بمثابة جلاكتيكوس أصفر، قادر على استعادة عرش الدوري المفقود، وربما الذهاب لما هو أبعد بفرض الهيمنة على مقاليد الألقاب.

ويبحث بيدرو كايشينيا عن صناعة التاريخ مع الشباب، بطموحات كبيرة لأنصار شيخ الأندية بعد تدعيم الصفوف على نحو مثالي، اهتم على غير المعتاد بالمزج بين الجودة وسد الثغرات وجلب الأسماء الرنانة، بالإضافة إلى خوسيه أنطونيو جاريدو بعدما قاد الباطن إلى العودة من جديد إلى دوري الكبار، وأخيرًا إيفو فييرا مدرب الوحدة، والذي يعوّل عليه فارس مكة الكثير لتجاوز إنجاز مقعد المربع الذهبي.

سيطرة أوروبية

وإلى جانب المدرسة البرتغالية، تحضر المدرسة الأوروبية بالعديد من الأسماء تمثل أفكار متغايرة وكرة متفاوتة، من بينها الألمانية التي يمثلها الوافد الجديد مايكل سكيبه، مدرب بوروسيا دورتموند السابق، في مهمة محفوفة بالمخاطر رفقة الضيف الجديد على دوري المحترفين فريق العين.

وقدم الصربي فلادان ميلويفيتش أوراق الاعتماد مع الأهلي رغم ضيق الوقت في الأنفاس الأخيرة من عمر الموسم، بعدما تعاقب 4 مدربين على تدريب الراقي، إلا أنه ترك بصمة سريعة على الفريق، تجاوز معها الأزمات التي علقت خطوات أخضر جدة، ليواصل المهمة وإن لم تختلف الأجواء كثيرًا بين أروقة قلعة الكؤوس.

ويكمل البلجيكي يانيك فيريرا مهمة الدفاع عن ألوان الفتح، بعدما قاد النموذجي للإفلات من شبح الهبوط في الأمتار الأخيرة، فيما دفعت فرنسا بأحد أبرز الأسماء التي تألقت كثيرًا في الساحة العربية، إذا تعلق الأمر، بالمدرب باتريس كارتيرون، الذي حل على رأس الجهاز الفني لفريق التعاون، بعد سيناريو مثير للجدل، عقب دفع الشرط الجزائي لفريق الزمالك المصري، وشد الرحال في المنعطف الأخير من الموسم صوب القصيم.

ورغم البداية غير الموفقة للفرنسي في دوري أبطال آسيا، إلا أن كارتيرون قاد السكري لأول مرة إلى ربع نهائي البطولة القارية، قبل أن يغادر من الباب الواسع بشق الأنفس أمام النصر، وأخيرًا يدافع بيسنيك هاسي عن المدرسة الألبانية في دوري السعودي، مدعومًا بسلسلة من العروض القوية في الموسم الماضي.

كبرياء الأخضر

ويحمل خالد العطوي عبء الدفاع عن كبرياء الكرة السعودية بمفرده مع فريق الاتفاق، في مهمة ثقيلة ربما لا تنذر بتحقيق اللقب، بالنظر إلى الفوارق الفنية الشاسعة مع أهل المقدمة، ولكن تبقى تجربة فارس الدهناء جدير بالدعم والمساندة من أجل فتح الباب أمام حلحلة سيطرة الأجانب على الدوري السعودي.

وحل العطوي على رأس الجهاز الفني للكوماندوز في صيف 2019، ليقود فارس الدهناء في 34 مباراة لحساب جميع المنافسات، حقق خلالها الفوز في 16 مباراة، وتعادل في 3 آخرين، بينما تكبَّد 15 هزيمة، وقاد الهجود لتسجيل 62 هدفًا بينما استقبل 42 في شباكه، وجمع 51 نقطة.

صراع الأرقام الصعبة

لا شكَّ أنَّ حصر ترشيح نادٍ أو اثنين للفوز باللقب السعودي هذا الموسم محض هراء وضرب من الخيال، رغم تفاوت الإمكانيات، فالمنافسة ستكون حامية الوطيس ومفتوحة على مصراعيها بين كبار القوم، ولا يمكن استبعاد أحد منها على نحو ربما يفتح الباب أمام تكرار معجزة الفتح.

إلا أن الصراع الأبرز والموقعة المرتقبة تأتي في مواجهة الكرة الشاملة مع لوشيسكو أمام واقعية فيتوريا، في كلاسيكو خارج الخطوط يشعل إيقاع ديربي الرياض الكبير، في ظل محاولات النصر لاستعادة عرش المسابقة، مقابل إصرار أزرق على الاحتفاظ بالزعامة.

ولم يترك البرتغالي الوقت يتفلت منه لإنجاز المهمة، فسارع إلى عقد 16 صفقة قوية لتعزيز الصفوف مثلت عمودًا فقريًا يمكنه أن يبنى عليه أفكار الموسم حتى نهايته، كان على رأسها الثنائي جونزالو مارتينيز، والموهوب عبدالفتاح عسيري.

وأطاح روي من تشكيلته بالحمل الزائد رغم ثقل الأسماء مثل جوليانو وبيتروس ويحيى الشهري وعمر هوساوي، ليبدأ الرجل الخاص فى تنفيذ أسلوب اللعب المنظم والدفاع المحكم الذي يتعمده بالضغط بعرض الملعب وعدم ترك فرغات، والتى تطور إلى برجماتية تمنح لها أسماء رنانة من نوعية حمدالله وأمرابط الكثير من الأفضلية.

وفي المقابل يتمسك رازفان رغم هشاشة الصفقات الجديدة، بأفضلية الاستحواذ على إيقاع رسم تكتيكي 4/2/3/1 فى وجود قماشة مريحة من الأسماء، بحضور بافيتيمبي جوميز وسالم الدوسري وكاريلو وياسر الشهراني وهتان باهبري وجيوفينكو وصالح الشهري، تدعم حظوظ الحفاظ على مكتسبات الموسم المنصرم.

مغامرة المجد

الأهلي لم يكن أفضل حالًا من جاره اللدود الاتحاد، في الموسم الفائت رغم تباين المقعد على سلم الترتيب، حيث استعان بـ4 مدربين، بعد العروض المتذبذبة التي قدمها الموسم الماضي، ليحل الصربي في نهاية الموسم محملًا بآمال المنافسة على المجد رغم صعوبة المهمة.

وبدأ فلادان المغامرة المحفوفة بالمخاطر من خلال إعادة ترتيب البيت من الداخل في ظل الأزمات المتعاقبة التي كلفت الفريق خسارة أبرز الأسماء، من نوعية عسير ودجانيني ودا سوزا ويوسف بلايلي، إلى جانب عدم شعور نجم الفريق السوري عمر السومة بالراحة.

وفي مشهد مشابه إلى حد التطابق يحاول فابيو كاريلي إعادة الكبرياء إلى النادي الغربي بعد سنوات من التخبط، وعلى الرغم من ميركاتو الاتحاد غير المطمئن إلى حد كبير، إلى أن البرازيلي الذي يعتمد على الضغط العالي بطرق لعب مختلفة تنطلق بكل تأكيد من الأصل 4/3/3 ومشتقتها، يراهن على ترجمة التكتيك من اللوحات إلى البساط الأخضر عبر ممرات التطبيق الصحيح والسيطرة على فراغات الملعب وخلق الفرص وتعويض الفوارق الفنية بالروح القتالية.

ربيع الشباب

بعد موسم للنسيان فشل في نهايته الليوث حتى في احتلال مركز مؤهل لدوري أبطال آسيا، يستعد الشباب بقوة وإصرار لافت للمنافسة على لقب هذا الموسم تحت قيادة بيدرو كايشينيا المحنك، الذي صنع توليفة رائعة من اللاعبين، وقدم أداءً لقى استحسان الجميع في فترة الإعداد.

ويُعرف عن البرتغالي الاهتمام بالجوانب النفسية والعلاقة الجيدة مع اللاعبين والقدرة على حثهم على تقديم أفضل ما لديهم على أرضية الميدان، وهى الرؤية التى دعمها بالتعاقد مع أسماء مميزة على رأسها المخضرم الأرجنتيني إيفر بانيجا من إشبيلية، وفابيو مارتينز من سبورتينج براجا.

ويبدو أبيض الرياض عازمًا هذا الموسم على العودة للواجهة مرة أخرى، فالفريق عزز الصفوف بشكل متناسق على نحو يدعم فكر كايشينيا الذي يعتمد على طريقة لعب 4/3/3 و4/2/3/1 بتحول صانع الألعاب إلى لاعب وسط ثالث في حالة الارتداد الدفاعي، وهو ما تحقق عبر جلب صفقات من الموهوبين القادرين على تطبيق الفكر البرتغالي في الطريق نحو اللقب.

مرر للأسفل للمزيد