رياضة

«الإبل العراقية».. حلم يتحوَّل إلى واقع في مهرجان الملك عبدالعزيز

كواليس العودة إلى الصهايد بعد 3 عقود

فريق التحرير

حتمًا لم تَلُحْ حتى في أفق مالك الإبل العراقي ممدوح الخزعلي قبل سنوات، مجرد فكرة عابرة، أن يعقد العزم وبحماس وحرص كبيرين لقطع كل هذه المسافة، باتجاه «الصياهد» في قلب نجد، علاوة على أن يسوق في رحلته هذه 10 فرديات من إبله، منطلقًا من مزرعته الخاصة، بأرض دجلة والفرات، آملًا تسجيل حضور لافت والمنافسة بشرف في النسخة الخامسة من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وتحديدًا في منافسات «مزاين الإبل».

تلك الفكرة في حقيقة الأمر تبلورت لتصبح حُلُمًا طالما راود الخزعلي طوال عام كامل، بل زاد ذاك الحلم إلحاحًا، حتى بات هدفًا ما انفك يُعِدُّ لتحقيقه عاشق الإبل العراقي هذا العدة، يدفعه شغف كبير للإنجاز، فكان قراره الذي يصفه بالتاريخي.

وترجم الخزعلي هذا الشغف عبر التقدُّم للمشاركة في منافسات «المزاين» في فئة الفرديات دق وجل، والرهان على 10 من إبله، مخصصًا منها 3 فرديات من لون «الصفر»، و3 من لون «الوضح»، وواحدة من لون «الشعل»، وواحدة من لون «الشقح»، وواحدة من لون «الحمر»، وفردية جل من لون «الوضح».

مالك الإبل العراقي، يروي تفاصيل علاقته بهذا المهرجان الذي وصلت شهرته إلى العالمية، بوصفه إياه بالمهرجان الأضخم والأشهر للإبل عالميًّا، مستطردًا في سرد حكاية هذه المشاركة، التي بدت ملامحها تتضح له بعد زيارته فعاليات ومنافسات النسخة الرابعة من المهرجان في العام الفائت، تلبيةً لدعوة كريمة من صديقه مالك الإبل محمد السبيعي.

واعترف بأن السبيعي شجَّعه وأذكى فيه روح الحماسة للمشاركة، وزاد حسن التنظيم جديته وإصراره على أن تكون نسخة هذا العام موعدًا للحضور مشاركًا ومنافسًا، لا ضيفًا قابل مضيّفه الكريم بكريم تلبية دعوته فحسب، لا سيما بعد أن أسهمت تلك الزيارة في تعرُّفه على شروط المسابقة وآلية تحكيمها التي يتولاها ذوو خبرة متفق على مخزونهم المعرفي حيال المسابقة.

وأوضح الخزعلي أن الزيارة الفائتة ساهمت في الوقوف على المعايير المطلوب توافرها في الإبل المتنافسة على جائزةٍ يكفيها أن تكون الأهم والأغلى؛ لأنها تحمل اسم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو الشخصية والقامة التي خُلِّد اسمها، وخُطَّ بحروف من ذهب في صفحات تاريخ العروبة العريق، عنوانًا للفروسية والأصالة والمجد، ناهيك عن اهتمام ورعاية كريمة للمهرجان من قيادة هذه البلاد الطاهرة.

وتحدث ممدوح الخزعلي بإسهاب أكبر عن أبرز ملامح زيارته الأولى للمهرجان، وأكثر ما لفت انتباهه في طبيعة الإبل المشارِكة في منافسات «المزاين»، مؤكدًا أن تطابق سلالاتها كان من أهم الحوافز التي يتقدمها وحدة التقاليد والأعراف عمومًا، وفي التعامل مع الإبل على وجه الخصوص. ومن ذلك الاتفاق والتناغم الواضح بين الشعبين فيما يتعلق بالاهتمام والعناية والرعاية بالإبل، والمكانة التي تحتلها لدى أبناء هذا البلد العزيز علينا جميعًا.

ورفع الخزعلي الشكر وعظيم العرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على ما بذله ويبذلانه لأجل العراق، والوقفة الجادة والمشرفة منهما لنهضة ورقي وتنمية الجمهورية العراقية.

وشدد على أن تلك الجهود الجبارة يستشعرها ويعتز ويفتخر بها كل عراقي، لا سيما أنها وقفات طالما حفظها تاريخ العلاقة الأخوية والوطيدة بين البلدين، مشيدًا بالجهود التي يبذلها رئيس مجلس إدارة نادي الإبل الشيخ فهد بن حثلين؛ إذ كان لها كبير الأثر في إحياء موروثٍ تاريخيٍ.

وثمَّن السعي المدروس والمخطط لنادي الإبل من أجل المحافظة على هذه التظاهرة الثقافية والاجتماعية والتاريخية، التي طالما تغنت وتفردت بها الجزيرة العربية، وكانت المنبع والمنطلق دائمًا لنقلها إلى العالم أجمع عبر المنظمة الدولية للإبل التي يرأس مجلس إدارتها باقتدار ومسؤولية وحكمة.

وكان مالك الإبل العراقي ممدوح الخزعلي، قد حط الرحال في المملكة، أمس الثلاثاء، من أجل المشاركة في النسخة الخامسة من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، ليوثق عودة إبل بلاد الرافدين بعد 30 عامًا من الغياب، عقب افتتاح منفذ جديدة عرعر الحدودي بين العراق والسعودية في نوفمبر الماضي.

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد