يترقب عشاق الساحرة المستديرة في أنحاء الوطن العربي، مساء غدٍ الخميس، رفع الستار في ملعب «المدينة التعليمية» بالعاصمة القطرية الدوحة، عن قمة من العيار الثقيل، يصطدم خلالها طموح الدحيل القطري بخبرات الأهلي المصري، في بداية مشوار الفريقين لحساب ربع نهائي بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم.
ويقص الفريقان شريط النسخة الحالية من المونديال، بمواجهة عربية خالصة على أحد الاستادات المستضيفة لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر؛ ما يضفي صبغة عالمية أخرى على هذه المواجهة بين أبناء الضاد في هذا الموعد الكبير.
وتبدو القمة متكافئة إلى حد كبير بين طرفيها، وسط حضور جماهير يُضفي مزيدًا من الإثارة على الموعد العربي، وسط تطلعات لحجز بطاقة العبور إلى المربع الذهبي، لمواجهة بايرن ميونخ الألماني بطل أوروبا، الاثنين المقبل، في نصف نهائي البطولة.
الظهور الأول
ويخوض الدحيل البطولة للمرة الأولى في التاريخ؛ حيث حجز مقعده في هذه النسخة من خلال الفوز بلقب الدوري القطري لكرة القدم؛ حيث يشارك فريق البلد المضيف في المونديال للمرة الرابعة عشرة على التوالي، في إطار حرص الاتحاد الدولي للعبة «فيفا»، على الحضور والنجاح الجماهيري.
وكان من المفترض أن يستهل الدحيل مسيرته في البطولة، أمس الأول الاثنين، بمواجهة أوكلاند سيتي النيوزيلندي، في الدور الأول للبطولة، لكن ممثل أوقيانوسيا اعتذر عن عدم المشاركة في هذه النسخة قبل انطلاقها؛ بسبب القيود المفروضة على السفر في بلاده ضمن الإجراءات الاحترازية في ظل الجائحة.
خبرات المارد الأحمر
وفي المقابل، يخوض الأهلي البطولة للمرة السادسة ممثلًا للقارة الإفريقية، بعدما توج بلقب دوري الأبطال في 2020، على حساب الغريم التقليدي الزمالك، بفوز درامي بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي عرفت بـ«نهائي القرن».
وحقق الفريق المصري أفضل نتائجه برفقة الجيل الذهبي بقيادة محمد أبو تريكة، في نسخة 2006، عندما أحرز الميدالية البرونزية للبطولة؛ ما يعني أن الفريق يتسلح بالخبرة بهذا المحفل العالمي، وإن كانت آخر مشاركة سابقة له في البطولة عام 2013.
ولكن خبرة المارد الأحمر، ستصطدم بطموحات الدحيل؛ حيث يسعى فريق البلد المضيف إلى تكرار ما حققه أكثر من فريق مضيف سابقًا، مثل العين الإماراتي، والرجاء البيضاوي المغربي، عندما بلغا المباراة النهائية للبطولة في نسختي 2013 و2018 على الترتيب، وهو ما حققه كاشيما أنتلرز الياباني أيضًا في نسخة 2016.
عقبة ميونخ
ويدرك الطرفان أن الوصول إلى النهائي يتطلب أولًا اجتياز عقبة غد، قبل خوض اختبار أكثر صعوبةً في المربع الذهبي؛ حيث يلتقي الفائز من هذه المباراة في المربع الذهبي مع بايرن ميونخ الألماني بطل أوروبا والمرشح الأقوى للفوز بلقب هذه النسخة.
ورغم هذا، حرص الجهاز الفني لكلا الفريقين على مطالبة لاعبيه بعدم التفكير في مباراة بايرن، وأن ينصب كل التركيز حاليًّا على مباراة غد، خاصةً أن المباراة تُقام وسط أجواء متباينة، خاصةً أن رحلة دفاع الدحيل عن لقب الدوري القطري، لم تكن بقوة الأهلي في مشوار الحفاظ على المسابقة للمرة التاسعة في السنوات العشر الأخيرة.
ويحتل الدحيل المركز الثاني في جدول الدوري القطري حاليًّا، بفارق 13 نقطة خلف السد المتصدر، بعد 15 مباراة لكل منهما في المسابقة، بينما يأتي الأهلي في المركز الثاني مؤقتًا، في جدول الدوري المصري بفارق نقطتين فقط خلف منافسه التقليدي الزمالك الذي خاض عشر مباريات مقابل تسع مباريات فقط لحامل اللقب حتى الآن.
أجواء مختلفة
ويعي الفريقان تمامًا اختلاف الوضع في مونديال الأندية، وأن لكل فرصة في المباراة ثمنها، وأن الفوز في مباراة غد سيضع صاحبه في مكان مختلف، حتى في حالة الهزيمة أمام بايرن في المربع الذهبي؛ حيث سيكون باستطاعته وقتها خوض مباراة ثالثة في البطولة، والمنافسة على الميدالية البرونزية.
وتذخر صفوف الفريقين بالعديد من النجوم البارزين، وأصحاب المهارات العالية؛ ما يمنح كلًّا منهما الثقة والقدرة على حسم المباراة لصالحه؛ حيث يعتمد صاحب الأرض على مجموعة من نجوم المنتخب القطري الفائز بكأس آسيا 2019، مثل بسام الراوي، وكريم بوضياف، وعلي عفيف، والمعز علي الذي توج هدافًا للبطولة بالإمارات.
كما يضم الفريق بعض اللاعبين أصحاب الخبرة بالكرة الأوروبية، مثل المغربي المخضرم مهدي بنعطية، والإيراني علي كريمي، والبلجيكي إدميلسون، وأيضًا النجم البرازيلي المتألق دودو، الذي تعاقد معه الدحيل في 2020، بعدما سطع اللاعب لسنوات في صفوف بالميراس البرازيلي.
وبجانب بنعطية الذي يمتلك قدرًا جيدًا من الخبرة الإفريقية، بحكم مسيرته الطويلة مع منتخب المغرب؛ تضم صفوف الدحيل لاعبًا إفريقيًّا آخرَ هو الكيني ميكايل أولونجا الذي انضم في يناير الماضي، قادمًا من كاشيوا ريسول.
ويتصدر إدميلسون قائمة هدافي الدحيل في الدوري القطري هذا الموسم، برصيد عشرة أهداف، مقابل ثمانية أهداف لدودو، وستة أهداف للمعز علي؛ ما يعني أن الفريق يعتمد على هجوم ناري في مواجهة منافسه الأهلي.
كتيبة موسيماني
وفي المقابل، يعتمد الأهلي أيضًا على عدد من نجوم المنتخب المصري، وفي مقدمتهم حارس المرمى المخضرم محمد الشناوي، والجناح محمود عبدالمنعم «كهربا»، وحسين الشحات، ورمانة ميزان الفريق عمرو السولية.
كما تضم صفوف الفريق أكثر من محترف أجنبي من أصحاب الخبرة والمهارة الكبيرة، وفي مقدمتهم الدولي التونسي علي معلول، الذي أصبح من أبرز عناصر التفوق في صفوف الأهلي، والنيجيري جونيور أجايي، ونجم الدفاع بدر بانون، كما ضم الفريق إلى خط هجومه مؤخرًا الكونغولي والتر بواليا.
ورغم وجود أكثر من مهاجم بارز في الفريق، يتميز أداء الأهلي بأنه لا يعتمد في هز شباك الفريق على خط الهجوم فقط، بل إن نجوم خط الوسط يلعبون دورًا مؤثرًا في هز شباك المنافسين، وفي مقدمتهم محمد مجدي «أفشة» صاحب الضربة القاضية في النهائي القاري.
صراع الخطوط
وبجانب الخطوط، يعتمد الفريقان على مدربَيْن أجنبيَّيْن؛ هما: الفرنسي صبري لموشي في الدحيل، والجنوب إفريقي بيتسو موسيماني في الأهلي. ويتسم كل من المدربين بالطموح الكبير إضافةً إلى خبرته الجيدة ومعرفته بطريقة لعب الآخر.
وبجانب خبرته الكبيرة بالكرة الفرنسية والأوروبية، يحظى لموشي بقدر جيد من الخبرة بالكرة الإفريقية؛ حيث كان مدربًا من قبل لمنتخب كوت ديفوار، وهو ما يمنحه بعض الثقة في مواجهة الأهلي بطل إفريقيا، ومديره الفني الجنوب إفريقي موسيماني.
في المقابل، يمتلك موسمياني بعض الخبرة بالكرة القطرية؛ حيث سبق أن لعب للسد القطري، وإن كان ذلك قد حدث قبل نحو ربع قرن، عندما كانت الكرة الخليجية تختلف كثيرًا عما وصلت إليه الآن، كما قاد فريقه السابق صن داونز إلى خوض غمار المونديال قبل 8 سنوات.