رياضة

يورو 2020.. إنجلترا وألمانيا قمة ثأرية في أحضان ويمبلي

فريق التحرير

يترقب عشاق كرة القدم، قمة أوروبية من العيار الثقيل عندما يستدرج المنتخب الإنجليزي نظيره الألماني، في موقعة عصيبة على ملعب ويمبلي بالعاصمة لندن، يوم الثلاثاء المقبل، لحساب منافسات ثمن نهائي كأس أمم أوروبا «يورو 2020».

وقلّل يواكيم لوف، المدير الفني لمنتخب ألمانيا، من أهمية الصدام المرتقب أمام إنجلترا، معتبرًا أنَّ الشيء الأهم في هذا التوقيت يتجسد في نجاح المانشافت في حجز مقعد في الدور ثمن النهائي، بعد معاناة في الدور الأول من المسابقة القارية.

وتجاوز منتخب ألمانيا في دور المجموعات ليورو 2020، بشق الأنفس بعد تعادل درامي أمام نظيره المجري، بهدفين لكل طرف، حيث نجح رجال لوف في قلب التأخر مرتين من أجل الحصول على مقعد في الأدوار الإقصائية، على نحو أظهر أيضًا شخصية المانشافت في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها.

والآن، سيكون المانشافت في أمس الحاجة إلى هذه الشخصية عندما يلتقي نظيره الإنجليزي، في ظل اختلاف الدوافع والامكانيات أمام منافس يجيد اللعب فوق ميدانه، ويبدو متعطشًا إلى التقدم بثبات صوب المحطة الختامية من البطولة التي تُقام داخل الديار وتحديدًا في لندن، بحثًا عن اللقب الأول في أمم أفريقيا.

أزمة ويمبلي

وربما كان لوف محقًا في كلماته بعد المباراة العصيبة أمام المجر في مدينة ميونخ، حيث ظلت بطاقة التأهل معلقة حتى الرمق الأخير، ولكن العديد من جماهير المانشافت أيضًا لديها الحق في قلقها، حيث كانت تتوارى خلف المقاعد في بعض الفترات من المباراة.

ومن المؤكد أن لوف أصبح لديه الكثير ليفكر فيه، قبل مباراة الثلاثاء المقبل، على استاد ويمبلي العريق في لندن، مع افتراض موافقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على إقامة اللقاء في لندن، في ظل تصنف بريطانيا على أنها منطقة متعددة الفيروسات، ولهذا يتسم سفر الألمان من وإلى إنجلترا بصعوبة بالغة.

ولن يكون هناك الكثير من المشجعين الألمان في المباراة لمؤازرة المانشافت، ولكن المنتخب الألماني سيحظى على الأقل بمساندة التاريخ في ظل السجل الجيد أمام الإنجليز في الآونة الأخيرة، والذي لم يشهد أي خسارة.

مخاوف مشروعة

وكان المانشافت على وشك الخروج خاسرًا أمام المجر، ولكن البديل ليون جوريتسكا سجل هدف التعادل القاتل في الدقيقة 84، ليعبر بالمنتخب الألماني رفقة فرنسا والبرتغال من المجموعة السادسة «مجموعة الموت» إلى دور الستة عشر.

ورغم المخاوف المشروعة من مردود رفاق القائد مانويل نوير في البطولة حتى الآن، تبقى شخصية المانشافت التي أظهرها في المباراة محفزًا من أجل التغلب على منتخب الأسود الثلاثة، في عقر دارهم، وتعويض إخفاقات الأعوام القليلة الماضية.

وكان المانشافت ودّع بطولة كأس العالم 2018 في روسيا من الدور الأول، رغم أنه خاض البطولة من أجل الدفاع عن اللقب العالمي الذي أحرزه في 2014 بالبرازيل، وهي البطولة التي شهدت فوزًا تاريخيًا للماكينات على صاحب الأرض بسباعية مقابل هدف، في المربع الذهبي، وفي قلب الماراكانا.

المجد الأخير

وأخفق المنتخب الألماني في بطولة دوري أمم أوروبا على عكس العديد من التوقعات، ما ضاعف من الضغوط الواقعة على لوف، حيث يدرك أن كل مباراة يخوضها بداية من موقعة إنجلترا قد تكون الأخيرة له مع المانشافت، بعد الاتفاق في وقت سابق على فض الشراكة، لذا يأمل في وداع مميز وخروج من الباب الواسع.

ولهذا، فإن المباراة أمام منتخب الأسود الثلاثة قد تكون بداية الطريق نحو تحقيق مجد أخير ليواكيم مع المانشافت، وقد تصبح نقطة النهاية في مسيرة استمرت لمدة 15 عامًا في مقعد الرجل الأول بالإدارة الفنية لمنتخب ألمانيا.

عقبة ألمانية

وفي المقابل، تبدو المباراة على قدر هائل من الأهمية بالنسبة لمنتخب الأسود الثلاثة بقيادة المدرب جاريث ساوثجيت، الذي قاد الفريق إلى المربع الذهبي في مونديال روسيا 2018، ويتطلع الآن إلى إنجاز أكبر في يورو 2020.

ويسعى ساوثجيت إلى اجتياز عقبة المانشافت أولًا، ثم دور الثمانية، ليستغل بعدها إقامة فعاليات الدورين قبل النهائي والنهائي على استاد ويمبلي، لقيادة الفريق إلى الفوز بأول لقب له في البطولات الكبيرة منذ الفوز الوحيد في المواعيد الكبرى منذ 55 عامًا، وبالتحديد عبر كأس العالم 1966.

ورغم التنافس الكبير من الألمان، والذي دائمًا ما يصب في صالح الماكينات، إلا أن ساوثجيت يدرك أن اللقب الوحيد في خزانة الإنجليز مر عبر الفوز على المانشافت في نهائي مونديال 66، والذي شهد الكثير من الجدل وشكَّل ثأرًا مستمرًا بين الطرفين، ويأمل جاريث أن يكون ذلك محفزًا لتجاوز عقبة ثمن النهائي.

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد