رياضة

«مواليد» كرة القدم يستفيدون من تجنيس الرياضيين.. ولا مكان للنجوم

شروط صارمة لـ«فيفا» للسيطرة على الظاهرة

فريق التحرير

يترقب الوسط الرياضي -بشغف كبير- ما سينتج عن التنفيذ الفعلي للتوجيهات العليا الخاصة بمنح الجنسية السعودية للمبدعين في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي، حيث من يتوقع كثيرون أن يتمخض تنفيذ القرار عن آثار إيجابية على صعيد النتائج التي تحققها الرياضة السعودية في مختلف المجالات، وذلك بفضل الاستفادة الكبيرة من عملية تجنيس الرياضيين، من خلال توفير مزيد من الزخم للرياضة السعودية بما ينعكس على النتائج المحققة على مختلف الأصعدة.

وبينما توقع كثيرون أن تكون كرة القدم هي المستفيد الأكبر من مثل هذا القرار، من خلال جلب نجوم كروية مميزة من خارج السعودية يمكن أن تفيد المنتخب السعودي، يبدو واقع الحال غير ذلك تمامًا، حيث سيكون من الصعب تمامًا جلب مثل هذه النجوم، وذلك بسبب الشروط الصعبة التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» للسماح بتجنيس الرياضيين.

ووضع «فيفا» أربعة شروط صارمة ينبغي توافر واحد منها على الأقل، حتى يمنح موافقته على تغيير جنسية لاعب من دولة إلى أخرى، وأول هذه الشروط أن يكون اللاعب مولودًا في منطقة تابعة لها صلة بالاتحاد المراد الانتساب إلى جنسيته. والشرط الثاني أن يكون والد أو والدة اللاعب مولودًا في منطقة لها صلة بالاتحاد المراد الانتساب إلى جنسيته. والشرط الثالث أن يكون جد أو جدة اللاعب مولودًا في منطقة لها صلة بالاتحاد المراد الانتساب إلى جنسيته. أمّا الشرط الرابع أن يكون اللاعب قد عاش بشكل مستمر خمس سنوات على الأقل بعد بلوغه سن الثامنة عشرة، في منطقة تابعة للاتحاد المراد الانتساب إلى جنسيته.

استفادة المواليد

ولذلك فإنه من المتوقع أن تقتصر استفادة كرة القدم السعودية من قرار تجنيس الرياضيين على اللاعبين المواليد الذين أبصروا النور فوق الأراضي السعودية، لتوافر شرط الميلاد في السعودية، كما أنهم يمضون -في العادة- أغلب سنوات أعمارهم في السعودية إن لم يكن كلها، ولذلك فإن قرار تجنيس الرياضيين سيفيد -بالدرجة الأولى- اللاعبين المواليد، ويحسم أمرهم بشكل نهائي، ليصبحوا لاعبين سعوديين بشكل رسمي ونهائي.

الألعاب الأخرى

وخلافًا لما توقع كثيرون، ستكون الألعاب الأخرى سواء الفردية أو الجماعية هي المستفيد الأكبر من قرار تجنيس الرياضيين، وذلك بسبب عدم وجود شروط صارمة كشروط «فيفا» للحدّ من ظاهرة تجنيس الرياضيين، حيث لم تعمل الاتحادات الدولية لمختلف الرياضات على السيطرة على عملية تجنيس الرياضيين وتنقلهم بين الدول المختلفة للعب باسمها، وتركت الباب مفتوحًا دون وضع شروط وضوابط لمثل هذه العملية.

بعيدًا عن الكرة

ولذلك فإنه سيكون من السهل على الجهات المعنية استهداف رياضيين بعينهم في مختلف الرياضات بخلاف كرة القدم، من أجل منحهم الجنسية السعودية للعب باسم المملكة في مختلف المحافل الرياضية، بهدف الألقاب، وفي الوقت نفسه العيش والتدريب في السعودية ونقل الخبرات للاعبين السعوديين بما يسهم في رفع مستواهم والارتقاء بالمستوى العامّ للرياضة.

الأكثر من ذلك، فإن قرار تجنيس الرياضيين سيسمح للسعودية بمنح جنسيتها لرياضيين في ألعاب معينة، كرياضات رفع الأثقال وكمال الأجسام والمصارعة والجودو...، وغيرها من الألعاب التي تتطلب ضخامة البنية الجسدية، وهي ألعاب كان من الصعب على السعوديين التنافس فيها، وذلك بسبب طبيعة تكوين الإنسان في شبه الجزيرة العربية.

ومن هنا، فإن قرار تجنيس الرياضيين سيغيّر إلى الأبد من وجه الرياضة السعودية، خاصة مع قيام الجهات المعنية بانتقاء أفضل العناصر لكي يتم منحها الجنسية السعودية.

مرر للأسفل للمزيد