رياضة

الاتحاد والهلال.. من يحسم كلاسيكو تكسير العظام في الشرائع؟

غيابات مؤثرة وحظوظ متكافئة وحالة ترقب

فريق التحرير

بات ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بمكة المكرمة مسرحًا لواحدة من المحطات المفصلية في مشوار دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، عندما ينزل فريق الهلال صاحب الصدارة ضيفًا على الاتحاد، في الكلاسيكو المرتقب الذي يُقام عند الساعة 8:50 مساء اليوم الجمعة، لحساب الجولة الـ25 من عمر المسابقة.

قمة سعودية بنكهة برازيلية تحمل كثيرًا من الإثارة بين الكبيرين في مهمة البحث عن اللقب، مع دخول الموسم المنعطف الأخير، حيث يتمسك الزعيم تحت قيادة «المؤقت» روجيرو ميكالي بطموحات الحفاظ على اللقب الثاني تواليًا وتأكيد السيطرة على مقاليد الكرة المحلية، بينما يطمح النمور مع قائد ثورة التصحيح فابيو كاريلي، إلى التأكيد على التعافي من آثار السنوات العجاف، والمضي قدمًا نحو استعادة العرش المفقود.

وتعد هذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي يصطدم الاتحاد مع الضيف العنيد القادم من الرياض، في ظل المنافسة الشرسة بين الكبيرين على اللقب، بعدما استفاق الاتحاد من سنوات التخبط، وبات أحد أطراف مثلث المنافسة على القمة مجددًا.

ويترقب الشباب واحدة من هدايا كثيرة يمكن أن يظفر بها من وراء قمة الشرائع، قبل أن يدخل معترك استعادة نغمة الانتصارات أمام الباطن، حيث تكفي خسارة الهلال لتفتح الباب أمام رفاق القائد إيفر بانيجا من أجل العودة إلى الصدارة، بينما لن يكون التعادل سيئًا على الإطلاق، من أجل تضييق الخناق على الطرف الأزرق للعاصمة وتعطيل انتفاضة النمور.

كلاسيكو الغيابات المؤثرة

وفي الوقت الذي كان يمنّي ثنائي الصراع البرازيلي خلف الخطوط، دخول موقعة الكلاسيكو بجميع القطع الأساسية على رقعة القمة، إلا أن الضربات لم تتوقف هنا وهناك لتسلب الطرفين أهم الأوراق المؤثرة، على نحو أثار كثيرًا من القلق خاصة في جانب أصحاب الأرض.

وتلقى كاريلي صفعة قوية قبيل التوقف الدولي، بعدما حسم قلب الدفاع المصري أحمد حجازي، الجدل حول المشاركة في القمة، بالحصول على البطاقة الحمراء أمام الرائد، في الجولة الماضية، ليربك حسابات النمور، خاصة أن المدافع المُعار من ويست بروميتش ألبيون، بات إحدى القوة الضاربة في الفريق وصمام أمان لا غنى عنه.

وقبل أن يستفيق المدرب البرازيلي من صدمة غياب الحاجز، جاءت الضربة الثانية لتعلن فراغ الخط الخلفي من العناصر الأساسية، إثر حصول زياد الصحفي على البطاقة الصفراء الرابعة أمام الرائد أيضًا، ليخرج من حسابات الكلاسيكو.

وفي الوقت الذي بدأ كاريلي التركيز على توفير البدائل المناسبة من بين عبد المحسن فلاتة وعمر هوساوي وحمدان الشمراني، مع الاعتماد على تألق الحارس مارسيلو جروهي، حمل المران الأخير للنمور أنباءً غير سارة بإصابة رمانة ميزان الوسط عبدالإله المالكي في مفصل القدم، ليسلب البرازيلي ثنائية مثالية في وسط الملعب إلى جوار القائد كريم الأحمدي.

الهلال بمن حضر

ولم يكن البرازيلي الآخر روجيرو ميكالي أسعد حالًا من مواطنه بعدما خسر أحد أهم الأوراق الهجومية في صفوف الهلال، إثر تأكيد غياب سالم الدوسري عن مغامرة «الشرائع»، بعد العودة من التوقف الدولي رفقة المنتخب السعودي، بهدف في شباك فلسطين وإصابة مؤثرة على مستوى العضلات.

وعلى الرغم من تعافي المهاجم الواعد عبدالله الحمدان، أحد الصفقات المثيرة في ميركاتو الشتاء الماضي، من آثار فيروس كورونا المستجد، إلى أن هداف الشباب السابق لن يكون حاضرًا في الكلاسيكو، لعدم الجاهزية من الناحية البدنية أولًا، إلى جانب الشعور بآلام في البطن.

وثالثة الأسافي كانت غياب قائد الفريق سلمان الفرج الغائب منذ فترة بسبب الإصابة، بكل ما يحمل من قيمة فنية ومعنوية داخل الميدان، إلا أن «الكابيتانو» يشبه إلى حد كبير غياب برونو هنريكي على الطرف المقابل، بعدما تمرس الطرفان على النتائج الإيجابية أثناء غيابهما الطويل.

إلا أن ميكالي لن يكون في نفس ورطة كاريلي، حيث يمتلك العديد من البدائل القوية لتعويض المصابين، بتواجد الفرنسي بافيتيمبي جوميز، هداف المسابقة، إلى جانب أندريا كاريلو، ولوسيانو فييتو، وصالح الشهري، وسيباستيان جيوفينكو، وهتان باهبري، وفي الوسط الثنائي المتفاهم محمد كنو، وجوستافو كويلار، مع بقاء عبدالله عطيف في الصورة.

حظوظ متكافئة

وعلى الرغم من الغيابات القاسية في معسكر أصحاب الأرض، فإن الاتحاد يدرك أن الفوز على الضيف القادم من الرياض في المتناول رغم قوة المنافس، حيث كاد رفاق البرازيلي رومارينيو أن يخطفوا فوزًا ثمينًا من الرياض في الدور الأول، في المباراة التي جرت ديسمبر الماضي، إلا أن الهلال انتزع تعادلًا متأخرًا بأقدام صالح الشهري.

وبعيدًا عن ثغرة الدفاع التي تعد الصداع الأبرز في رأس كاريلي بالنظر إلى قوة الهجوم الأزرق، يبدو بديل المالكي حاضرًا من بين الثنائي عبدالعزيز البيشي وعبدالعزيز الجبرين، وهو ما يمنح الفريق كثيرًا من التوازن، بينما تبدو أوراق الهجوم حاضرة بقوة بوجود بريجوفيتش وعبدالرحمن العبود والمخضرم فهد المولد والعائد من الإصابة جاري رودريجيز والباحث عن استعادة الثقة هارون كمارا، وهو الخط الناري الذي يربك كثيرًا حسابات الضيوف.

ويحط الهلال الرحال في مكة المكرمة مدعومًا بأربعة انتصارات متتالية، أعادت الزعيم إلى صدارة المشهد، وهو الآن يبحث عن الفوز الخامس لحصد حزمة من المكاسب، على رأسها التغريد خارج السرب، وإبعاد منافس عنيد من الصراع، وتجاوز عقبة كأود في الطريق نحو اللقب، وإحباط مخطط الشباب في الحصول على هدية مجانية.

وفي المقابل، تفادى العميد هو الأخر الخسارة في أخر أربع جولات، محققًا 3 انتصارات، مقابل تعادل يبدو مرضيًا أمام الرائد، بالنظر لمعطيات المباراة، بعدما لعب الفريق قرابة ساعة منقوص العدد إثر طرد حجازي، وهي المعطيات التي تعزز حظوظ الإتي في الخروج بفوز يقلب موازين الصراع على اللقب، ويشعل الأجواء حتى الرمق الأخير.

وتتجاوز أهمية الكلاسيكو حدود مثلث القمة الهلال والشباب والاتحاد، بل يترقب التعاون أيضًا الموقف؛ حيث يحتل الزعيم صدارة الدوري برصيد 48 نقطة، وفي حالة تعثره سيحصل الليوث صاحب المركز الثاني برصيد 45 نقطة، على فرصة اللحاق به على القمة، كما يحتل النادي الغربي المركز الثالث برصيد 42 نقطة وفي حالة تعثره، سيحصل السكري على فرصة تضييق الفارق معه؛ حيث يشغل أبناء القصيم المركز الرابع برصيد 38 نقطة، أما في حالة فوز الإتي فإنه سيزاحم أبيض الرياض مؤقتًا على مركز الوصافة، في انتظار نتيجة حفر الباطن.

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد