أكد الناقد الرياضي أحمد الفهيد، أن الهلال يمر بانتكاسة لا تليق بحجم صاحب الثلاثية التاريخية في الموسم الفائت، مشددًا على أن التوقيت الحالي لم يعد للمدرب الروماني رازفان لوشيسكو، وعلى الإدارة أن تتدخل بشكل فوري لإنقاذ الزعيم.
وتلقى أزرق الرياض صدمة خسارة مخيبة في عقر داره أمام ضيفه أبها، في مفاجأة من العيار الثقيل، بثلاثية درامية مقابل هدفين، في المباراة المثيرة التي جرت بينهما أمس الخميس، على ملعب الأمير فيصل بن فهد، لحساب الجولة الـ17 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
وأوضح الفهيد، في تصريحات عبر القنوات الرياضية السعودية: «خسارة الهلال أمام أبها ليست عارضة كما يظن البعض، وإنما تأتي بعد سلسلة كبيرة من الإخفاقات اللافتة، ما يحدث داخل أزرق الرياض وصاحب الثلاثية في الموسم الفائت، انتكاسة لا تليق بفريق بطل، ولا تليق أيضًا بنادٍ بحجم الزعيم».
ودلل الناقد الرياضي على هذا التراجع المخيب، قائلًا: «في آخر 11 مباراة لم يحقق الفريق الفوز سوى في مباراتين فقط، ليجمع 12 نقطة فقط من أصل 30 متاحة، إلى جانب خسارة لقب السوبر السعودي قبل أيام، وهي أرقام تشير دون شك إلى وجود مصيبة داخل الهلال».
وأضاف: «السؤال في الوقت الحالي يدور حول أسباب هذا التراجع الحاد، والإجابة التي تتبادر إلى الأذهان، وهي بطبيعة الحال ليست شافية، تكمن في تشبع اللاعبين بالألقاب والبطولات والانتصارات، لكن لو هذا الحديث حقيقيًا، لكان فريق مثل بايرن ميونخ يصارع الهبوط الآن، واكتفى ريال مدريد وبرشلونة في المنطقة الدافئة في الليجا».
واعترف الفهيد: «كان السؤال في بداية الموسم: من يوقف الهلال؟ والآن تحول إلى، من يوقظ الهلال؟، الفريق البطل لابد أن يستمر بطل، الألقاب لا يمكن أن تصل بأحد لمرحلة التشبع، إلا إذا أدمن أسلوب واحد، وتكتيك واحد، وتشكيل واحد، وهنا إذا لم يتدخل أطراف المنظومة لإحداث التغير في الوقت المناسب، سيصاب اللاعبون بالملل، ويتسلل إلى الفريق نوع من التكاسل».
وتابع: «من الضروري داخل الهلال خلق التنافس بين اللاعبين، وإتاحة الفرصة أمام الجميع، وضخ دماء جديدة في عروق الفريق، عبر إضافة أسماء جديدة وأفكار فنية مبتكرة، من أجل إحداث الفارق».
وشدد الناقد الرياضي على أن «اللاعبين يتحملون جزءًا كبيرًا من المسؤولية، وعليهم أن يدركوا أنهم يدافعون على ألوان زعيم آسيا، ومن شعر أنه اللاعب الأعظم، من الغد لابد أن يغادر المملكة كلها إن كان محترفًا أجنبيًا، الكيان أكبر من الجميع، بافيتيمبي جوميز على سبيل المثال، تحول الآن إلى عبأ على الفريق، حيث بات يتفنن في إهدار الفرص السانحة، وأصبح نجم التسلل في الدوري السعودي».
وحول تحمل المدير الفني الروماني رازافان لوشيسكو مسؤولية تراجع الهلال، أكد الفهيد: «بالتأكيد يتحمل الجزء الكبير، نعم هو حقق الثلاثية عن جدارة، وهو مدرب قدير، لكن هذا لا يعني أنه فوق النقد، ولا أن ندفن الرؤوس في الرمال، ونقول إنه ليس هناك خطأ، ولا حتى أن نطالب بإقالته».
وأردف الناقد الرياضي: «لو أن كل مدرب حقق بطولة كبيرة، قيل بعدها لا يمكن المساس به، لما تخلى مدير فني عن منصبه، ولكن على سبيل المثال زين الدين زيدان حقق أكبر سلسلة إنجازات في تاريخ ريال مدريد، والآن جمهور الميرينجي يطالب برحيل الفرنسي، الذي بات يعبث بالفريق ويقدم نموذج مشوه للنادي الملكي».
واستطرد: «الآن لم يعد توقيت لوشيسكو مع الهلال، في الوقت الحالي لم يعود المدرب المناسب للزعيم، الكارثة أن رازفان لا يعترف بوجود أزمة، ويبرر النتائج المخيبة بأن الفريق كان الأفضل، ولكن لا يمكن أن يخسر الأفضل بالثلاثة على يد أبها، ويسقط بثلاثية أيضًا في السوبر أمام النصر».
وواصل الناقد الرياضي: «إذا لم تعترف بوجود مشكلة لن تصل إلى الحل، رازفان أصبح الآن الأزمة، حيث يعتمد التشكيل الخاطئ، وينتهج سياسة التدوير بشكل مبكر في عمر الموسم، إلى جانب إجراء تغيرات خاطئة وفي توقيت خاطئ، وتبديل المراكز بين اللاعبين غير موفق، واختراع مراكز عجيبة للاعبين».
وختم الفهيد تصريحاته: «انتهي زمن لوشيسكو مع الزعيم، وهناك قاعدة يمكن أن ترسخ ما يحدث داخل البيت الأزرق، إذا الهلال خرج من الملعب خسر، بمعني إذا جُرجر الفريق إلى الحديث عن التحكيم وغيرها من الأمور بعيدًا عن الفنيات، وأعتقد أن الزعيم مقبل على موسم صفري، بعد الخروج من الكأس، وخسارة السوبر، وفقدان الصدارة، وعلى الإدارة أن تتدخل بشكل عاجل، لأن هذا ليس توقيت الصمت».
وضاعف أبناء الجنوب من معاناة الزعيم، ليدفع المدرب الروماني رازفان لوشيسكو إلى النفق المظلم، بعدما أهدر النقطة الـ16 في الجولات العشر الأخيرة، ليتنازل عن الصدارة رسميًّا لصالح الشباب، كما تكبَّد الهزيمة الثانية تواليًا بعد السقوط السبت الماضي، أمام الجار اللدود النصر، في كأس السوبر السعودي.
ورفض الهلال العودة إلى الصدرة، بعدما تجمد رصيد حامل اللقب عند النقطة 30، ليستقر في المركز الثاني على سلم ترتيب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، بفارق نقطتين خلف الشباب، فيما قفز أبها إلى المركز السابع بـ24 نقطة، ليعود إلى الديار بالفوز الأول في تاريخه على الزعيم في الرياض.
اقرأ أيضًا: