يبدو أن الاجتماع المرتقب بين خورخي ميسي والد الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي، ورئيس نادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو؛ لن يغير واقع رحيل هداف البلوجرانا التاريخي عن كامب نو، في انتقالات الصيف الجاري، بعدما وصلت العلاقة بين البرغوث ومكونات البارسا إلى طريق مسدود.
وفي الوقت الذي يتصاعد فيه الضجيج من جنبات النادي الكتالوني، تنديدًا بتمرُّد قائد البلوجرانا، ما بين التهديد بعقوبات يومية رادعة ردًّا على التخلف عن العودة إلى مران الفريق تحت إمرة المدرب الهولندي رونالد كومان، ومحاولات إخماد ثورة ليو عبر ورقة الشرط الجزائي المُقدرة بـ700 مليون يورو؛ كان ميسي في المقابل يتحرك بخطوات واسعة نحو مانشستر سيتي.
وكشفت صحيفة «ديلي ريكورد»، اليوم الأربعاء، أن ميسي استقر على تفعيل بند الرحيل المجاني في ميركاتو الصيف الحالي، بغض النظر عن بيان رابطة الدوري الإسباني بأحقية البارسا في الحصول على قيمة الشرط الجزائي حال مغادرة هداف الليجا أسوار كامب نو، بعدما اقترب من وضع الرتوش النهائية على بنود العقد المرتقب مع مانشستر سيتي، قبل الانتقال رسميًّا خلال الساعات القليلة المقبلة.
وشدد التقرير على أن السيتي أسال لُعاب صاحب الكرات الذهبية الست بعرض خيالي، من شأنه أن يحفظ مقعد الأرجنتيني على عرش الأعلى راتبًا في تاريخ الرياضة، عرفانًا بقرار الرحيل التاريخي عن برشلونة صوب النادي السماوي.
وأشار التقرير إلى أن ميسي وافق على شروط مالية بقيمة 700 مليون يورو، من أجل التوقيع على عقد يمتد لخمس سنوات تحت شعار شركة «سيتي فوتبول جروب» المالكة لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي.
مكاسب ميسي لم تتوقف عند حدود الامتيازات المادية مع السيتيزنز، ما بين رواتب ومكافآت ومتغيرات، بل امتدت إلى الحصول على أسهم في شركة «سيتي فوتبول جروب»، التي تبلغ قيمتها السوقية 4.8 مليار دولار، ضمن مستحقات الانتقال إلى الدوري الإنجليزي.
إغراءات السيتي عززت تطلعات ميسي في البحث عن مغامرة جديدة بعيدًا عن الليجا، بعد نحو 15 عامًا من التألق برفقة برشلونة، حقق خلالها كافة الألقاب المتاحة، وصنع مجدًا ربما يُصعب أن يتحطم في قادم الأيام؛ حيث يطمح ليو إلى كتابة تاريخ جديد في البريميرليج.
ويسعد صاحب القميص رقم 10 كثيرًا بالعمل من جديد تحت قيادة الإسباني بيب جوارديولا مدرب السيتي، في معادلةٍ يرغب من خلالها الطرفان العودة إلى منصة تتويج دوري أبطال أوروبا، بعد كثير من الإخفاق القاري في السنوات الفائتة.
ويفتح التعاون الجديد بين قائد البيسيليستي وشركة سيتي جروب الإماراتية، الباب أمام هداف البارسا التاريخي للدفاع عن شعار مانشستر سيتي في الموسم الثلاثة المقبلة، قبل أن يشد الرحال إلى نيويورك سيتي الأمريكي لموسمين، يقرر بعدهما إنهاء مسيرته في بلاد العم سام، أو تحقيق حلم الطفولة بختام مثالي في روزاريو.
وشدَّ ميسي الأب، أمس الثلاثاء، الرحال إلى مدينة برشلونة قادمًا من مسقط رأس «البرغوث» في روزاريو، لفرض موعد مرتقب مع بارتوميو لحسم مستقبل ليو، والتوصل إلى صيغة تفاهم من أجل الانفتاح على فكرة رحيل الدولي الأرجنتيني عن كامب نو.
ونشرت صحيفة «أوليه» الرياضية، صور والد ميسي قبل استقلال الطائرة نحو النادي الكتالوني لوضع حد للأزمة المتصاعدة، معقبة: «ميسي يُسرّع الإيقاع؛ حيث سافر والده وستنعقد اجتماعات مهمة.. ليو يبحث إتمام مغادرة البارسا في أقرب وقت؛ لأنه يريد معرفة أين سيلعب هذا الأسبوع».
ويبدو اجتماع وكيل ميسي مع رئيس النادي الكتالوني، محطة مفصلية في مصير اللاعب الأفضل في العالم، في ظل الضبابية التي تسيطر على المشهد مع إصرار ليو على الرحيل، عبر تجاهل العودة إلى خوان جامبر، فيما تلوح الإدارة بورقة الشرط الجزائي.
وغاب القائد الأرجنتيني عن الفريق الكتالوني منذ الأحد الماضي، بدايةً من فحص فيروس كورونا المستجد، الذي خضع له لاعبو الفريق، وواصل مسلسل التمرد بتجاهل أول تدريب تحت قيادة كومان، قبل أن يتغيب أمس الثلاثاء، عن ثاني تدريبات البارسا استعدادًا للموسم الجديد.
ونفَّذ ميسي تهديده، وتخلَّف عن الحضور إلى مقر برشلونة متمسكًا بالرحيل استنادًا إلى بند يسمح له بمغادرة كامب نو في ختام الموسم، وقد فجرت إذاعة «كادينا سير» مفاجأة مدوية وذكرت أن ميسي يحق له الرحيل مجانًا؛ إذ إن الشرط الجزائي البالغ 700 مليون يورو لا ينطبق على آخر سنة في عقده.
من جانبها، أصدرت رابطة الدوري الإسباني «الليجا»، بيانًا رسميًّا بشأن أزمة البرغوث، يؤكد أحقية برشلونة في الحصول على الشرط الجزائي الموجود في عقد لاعبه الأرجنتيني الذي يبلغ قيمته 700 مليون يورو، إذا أراد الرحيل قبل نهاية عقده.
وعلى الرغم من التكهنات التي تحاصر صاحب الـ33 عامًا، عقب نهاية كل موسم وسط تتابع التقارير بالرحيل صوب الدوري الإنجليزي؛ حيث إغراءات مانشستر سيتي، أو شد الرحال إلى إنتر ميلان تارة أخرى؛ فإن الأمور تبدو أكثر جديةً في ميركاتو الصيف الجاري، خاصة بعد نكبة لشبونة.
اقرأ أيضًا: