أهدر فريق مانشستر سيتي فرصة قتل القمة الأوروبية إكلينيكيا بفارق مريح أمام ضيفه ريال مدريد، الذي عرف كيف يتعامل مع أنصاف الفرص، في أمسية لم تخل من الإثارة والمتعة بين الكبيرين في الطريق إلى المحطة الختامية من دوري أبطال أوروبا، كما حفلت بالكثير من الأرقام القياسية.
وحقق السيتي فوزًا صعبًا على الضيف القادم من العاصمة الإسبانية ريال مدريد، برباعية مقابل ثلاثو أهداف، في القمة الأوروبية التي جرت بينهما مساء أمس الثلاثاء، في ملعب الاتحاد، لحساب ذهاب الدور نصف النهائي من البطولة الأغلى في القارة العجوز.
وأكسب فارق الهدف موقعة العودة في ميدان سانتياجو بيرنابيو، قدرًا أكبر من الأهمية والإثارة في ظل تساوي حظوظ الطرفين في خطف بطاقة التأهل، خاصة مع قدرة السيتي على التسجيل خارج القواعد بأريحية ودون معاناة، في مقابل تواجد ورقة رابحة على رقعة الريال تحمل اسم كريم بنزيمة.
وبصم السيتي والريال سبعة أهداف لتكون واحدة من أبرز وأجمل المباريات في البطولة سواء في النسخة الحالية أو في تاريخ دوري الأبطال، حيث أكد بيب جوارديولا مجددًا أنه حامل أختام المتعة الكروية في أوروبا وإن بقيت الكأس ذات الأذنين الكبيرة عصية على مطاوعة الإسباني.
رهان السيتي ونجاعة بنزيمة
ويقف السيتي على بعد خطوة واحدة الوصول إلى النهائي القاري للمرة الثانية تواليًا، إلا أن ذلك يبدو مرهونًا بمدى الحالة الفنية لرفاق كريم بنزيمة، في مدريد، خاصة أن الريال كاد أن يغادر في أكثر من مناسبة أمام باريس سان جيرمان ومن بعده تشيلسي، إلا أن الفرنسي شكّل كلمة السر في بقاء الملكي حتى الآن.
وهز مانشستر سيتي الشباك مرتين في أول 11 دقيقة من المباراة، وأهدر عدة فرص محققة قبل أن يستعيد الريال التوازن ليبدأ ماراثون التهديف المتبادل بين الفريقين بعد مرور نصف الساعة الأول من المباراة، وسط أجواء كانت مهيأة تمامًا لزيادة الغلة.
وهز الفريق الإنجليزي شباك البلجيكي تيبو كورتوا بأربعة أهداف، وهو ما يعادل نصف عدد الأهداف التي دخلت شباك الريال خلال المباريات العشر التي خاضها الفريق في البطولة الحالية قبل لقاء الأمس، حيث اهتزت شباك الريال ثلاث مرات في مباريات دور المجموعات، إضافة إلى ستة أهداف دخلت شباك الفريق في دور الـ16 ودور الثمانية.
دي بروين يخطف الأضواء
وواصل مانشستر سيتي ممارسة هوايته في تحقيق الأرقام القياسية محليًا وأوروبيًا، حيث جاء هدف البلجيكي كيفن دي بروين بعد 93 ثانية فقط من بداية اللقاء، هو أسرع هدف لسماوي في تاريخ دوري الأبطال، كما أنه أيضًا أسرع هدف في الدور نصف النهائي في المسابقة.
وحرّك دي بروين رصيده إلى 12 هدفًا في مشوار البلجيكي بدوري الأبطال، من بينها 9 أهداف في الأدوار الإقصائية، ليشكّل أحد أبرز القطع المؤثرة على رقعة جوارديولا، التي تطارد بقوة اللقب الأول في تاريخ السماوي على منصة دوري الأبطال.
ومنح الهدف الثاني الذي حمل توقيع جابرييل جيسوس مزيدًا من التفاؤل للفريق قبل موقعة الإياب في مدريد، لاسيما وأن البرازيلي سجل هدفًا في كل من المباريات الثلاثة التي خاضها مع مانشستر سيتي أمام ريال مدريد في دوري الأبطال، وهو السجل الذي يهدد الملكي في البرنابيو.
وترك مانشستر سيتي بصمة جديدة من خلال مباراة الذهاب بعدما أصبح أسرع فريق يهز شباك ريال مدريد مرتين في مباراة بدوري الأبطال، متفوقًا بهذا على أتلتيكو مدريد الذي سجل هدفين في مرمى الميرينجي خلال أول 16 دقيقة في مايو 2017.
الفوز الثالث تواليًا
وخطف السماوي الفوز الثالث على التوالي أمام الريال في دوري أبطال أوروبا، وهو ما لم يحققه أي فريق إنجليزي، حيث لم يسبق للفرق البريميرليج الفوز بأكثر من مباراتين متتاليتين في مواجهة الفريق الإسباني، صاحب الألقاب الـ13 في تاريخ المسابقة.
وتُعد مباراة الذهاب بين الفريقين أمس، هي الأكثر تهديفيًا في تاريخ الدور قبل النهائي لدوري الأبطال معادلة بهذا مُباراتي أياكس أمام بايرن ميونخ التي انتهت لصالح الأول 5-2 في أبريل 1995، وليفربول أمام روما التي انتهت لصالح ليفربول 5-2 في أبريل 2018.
كما عادل فيل فودين، جناح مانشستر سيتي، إنجازًا سابقًا يحمل اسم الفتي الذهبي واين روني، بعدما أصبح ثاني لاعب إنجليزي لم يتجاوز عمره 21 عامًا، يسجل تسعة أهداف في مشوار دوري أبطال أوروبا.
ورفع المتألق كريم بنزيمة، مهاجم الريال، بثنائية ملعب الاتحاد، رصيده إلى 41 هدفًا مع الريال في مختلف المسابقات هذا الموسم، ليصبح خامس لاعب يُسجل 40 هدفًا أو أكثر للفريق في موسمٍ واحد بعد كريستيانو رونالدو وبوشكاش وألفريدو دي ستيفانو وهوجو سانشيز.