باءت جميع محاولات الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي، الهداف التاريخي لفريق برشلونة الإسباني، في الخروج من الأسر الكتالوني بالفشل؛ ليخضع في الأخير لأحكام إدارة جوسيب ماريا بارتوميو، إلا أن تلك المعطيات عززت تطلعات «البرغوث» في الحصول على وداع مثالي في الصيف المقبل، يُتيح لقائد البلروجرانا الرحيل من الباب الواسع.
وتمسك صاحب الكرات الذهبية الست، بمغادرة أسوار كامب نو بعد عقدين من التألق مع الفريق الكاتالوني، بعد انهيار مؤلم آخر في بطولة دوري أبطال أوروبا، بالسقوط التاريخي أمام بايرن ميونيخ الألماني، بثمانية أهداف مقابل هدفين، في العاصمة البرتغالية لشبونة.
ورغم إصرار الأرجنتيني على الخروج، لم تسمح له إدارة النادي بالرحيل مجانًا؛ حيث تمسكت بالحصول على قيمة الشرط الجزائي في عقد ليو، والتي تبلغ نحو 700 مليون يورو، من أجل إطلاق سراح ميسي وإنهاء مسيرته مع الفريق.
خيبة أمل
وكسر ميسي حاجز الصمت جراء الشعور بالإحباط من إدارة النادي، معربًا، في مقابلة أجراها مع موقع «جول» العالمي، عن غضبه الشديد من عدم وجود مشروع واضح في برشلونة، ومن رئيس النادي الحالي بارتوميو.
وقال ميسي: إنه كان بمقدوره الرحيل عن برشلونة بنهاية الموسم المنصرم، لكن بارتوميو لم يسمح له بالإقدام على تلك الخطوة، بعدما تجاوز التاريخ المحدد لمغادرة النادي مجانًا، في 10 يونيو الماضي، حينما تم تعليق النشاط الكروي؛ بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وبنبرة تخلو من خيبة الأمل، أضاف ليونيل: «عالم كرة القدم صعب للغاية وهناك كثير من الأشخاص المزيفين وكل ما حدث ساعدني في كشفهم، لقد قلت دائمًا إنني أريد أن أعتزل هنا، وإنني أريد مشروعًا يحقق الألقاب لنستمر في كتابة أسطورة النادي العظيم، لكن الحقيقة أنه لم يكن هناك أي مشروع، هناك بعض المراوغات والتغطية على الأزمات».
ويتأهب هداف البارسا التاريخي الآن لخوض موسم إضافي في كامب نو، الذي دافع عن ألوانه طوال مشواره الكروي، إذ يأمل في أن يحقق نتائج أفضل من التي تحققت في الموسم الماضي، بعد حصاد صفري خرج خلالها الفريق برصيد خالٍ من الألقاب.
ويُمني ميسي النفس بالحصول على ختام مناسب بعد حقبة رائعة قضاها داخل جدران برشلونة، وشهدت تتويجه بعشرة ألقاب للدوري الإسباني، وستة ألقاب في كأس الملك، وأربع بطولات بدوري أبطال أوروبا، من بين ألقاب أخرى.
ثورة كومان
واستعانت إدارة النادي بالمدرب الهولندي رونالد كومان؛ لإحداث ثورة في الفريق بعد الانهيار الذي عانى منه تحت قيادة مدربه المقال كيكي سيتين، الذي أخفق برشلونة تحت قيادته في الاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني؛ ليذهب في الأخير إلى الغريم التقليدي ريال مدريد.
ويشكل ميسي الآن جزءًا من عملية إعادة بناء البلوجرانا، حتى بعدما بلغ سن 33 عامًا، وبات على أعتاب نهاية مسيرته مع برشلونة، وربما يقنعه رئيس جديد بالبقاء مع إجراء انتخابات رئاسة النادي، المقرر إجراؤها في مارس المقبل، لكن اعتبارًا من الشتاء، يتمتع ميسي بحرية التفاوض على الانتقال إلى أي نادٍ آخر، مع انتهاء عقده في يونيو 2021.
في غضون ذلك، سيكون محور مشروع كومان محاطًا بمواهب شابة ومثيرة، لكنها لا تزال تفتقد الخبرة المطلوبة، مثل آنسو فاتي وفرانسيسكو ترينكاو وبيدري، إلى جانب أسماء بحجم أنطوان جريزمان وفرانك دي يونج.
ميسي وحيدًا
ويتعين على ميسي من الآن العمل بمفرده من أجل تجاوز تلك المرحلة الضبابية، بعد اقتراب الأصدقاء المقربين من الرحيل، وعلى رأسهم الأوروجواياني لويس سواريز وأرتورو فيدال، في ظل سياسة التقشف التي تتبعها إدارة النادي التي تحاول خفض رواتب اللاعبين عقب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا.
ومن المنتظر أن يكون الموسم المقبل انتقاليًّا في مسيرة الكتالونيين، ولكنه يبقى مدعومًا بوجود أعظم لاعب في تاريخ النادي، وأفضل هداف على الإطلاق، وحتى وإن كان غير سعيد أو فقد كل وسائل الراحة والدعم بين جدران كامب نو.
ويُعد ميسي أسطورة برشلونة، ومنذ أن تم تصعيده إلى الفريق الأول لكرة القدم عام 2005 حتى الآن، خاض 731 مباراة، أحرز 634 هدفًا وقدم 285 تمريرة حاسمة، وتوج بالعديد من البطولات؛ أبرزها دوري أبطال أوروبا «4 مرات».
اقرأ أيضًا: