رياضة

بالألماني والفرنسي والإيطالي.. «بي إن سبورتس» تسير على طريق الانهيار

المقاطعة العربية بدأت تؤتي ثمارها

فريق التحرير

خلافا للصورة البراقة التي يشاهدها كل من يدير تلفازه صوب ترددات شبكة «بي إن سبورتس» القطرية، تنبئ كل المؤشرات بصورة قاتمة تمامًا بل حالكة السواد بالنسبة للشبكة القطرية التي تعد النافذة الإعلامية التي تحاول بها قطر اختراق الدول الأوروبية والعربية على حد سواء.

فبينما يعتقد البعض أن شبكة «بي إن سبورتس» تعتبر مثالًا على النجاح ومواكبة الأحداث الرياضية، لا يدرك هؤلاء أن الأوضاع في الشبكة القطرية تشير من سيئ إلى أسوأ، وأن الشبكة القطرية التي استحوذت على حقوق بث أغلب البطولات والفعاليات الرياضية في مشارق الأرض ومغاربها، لم تعد بالقوة نفسها التي كانت عليها.

وأصبحت مسألة استمرار «بي إن سبورتس» من عدمه مطروحة للحديث بقوة خاصة في ظل الصعوبات التي تواجهها الشبكة في الوفاء بتعهداتها المالية، وخسارتها مناطق نفوذ كانت تعتبر طبيعية وبديهية حتى وقت قريب بفضل الإنفاق غير المحدود وغير المحسوب من جانب الحكومة القطرية على القناة لتضمن استمرارها في القيام بدورها، لكن بعدما وصلت فاتورة نفقات القناة إلى حدود غير مسبوقة، وبدأت تأثيرات المقاطعة العربية تظهر بوضوح على الاقتصاد القطري، لم يعد من الممكن استمرار الوضاع على ما هي عليه.

فبعدما خسرت «بي إن سبورتس» حق بث مباريات الدوري الألماني، وجرى تقليص صلاحياتها في الدوري الفرنسي الذي تتباهى قطر بامتلاك باريس سان جيرمان أكبر أنديته، صارت الشبكة القطرية على مشارف خسارة حقوق بث مباريات الدوري الإيطالي في المواسم المقبلة.

وفي ضوء هذه التطورات، أصبح من الوارد بقوة أن تنهار الشبكة القطرية بشكل تام؛ لكن هذه الخطوة يمكن أن تتأجل حتى تنتهي بطولة كأس العالم المزمع إقامتها في قطر عام 2022، وهي البطولة التي تريد قطر أن تتبجح بها أمام العالم وتوهم شعبها- خلافا للحقيقة- أنها أصبحت دولة عظمى ومحط أنظار العالم، وهو ما لا يمكن أن يتحقق سوى بالإبقاء مصابيح «بي إن سبورتس» مضاءة حتى ذلك الحين.

وتعاني «بي إن سبورتس» من تزايد أعبائها المالية بشكل كبير لدرجة اعتبارا من الموسم الكروي الجديد، وفي الوقت نفسه، لم تعد الحكومة القطرية قادرة على الإنفاق على نافذتها الإعلامية كما اعتادت أن تفعل بسبب ارتفاع فاتورة الإنفاق على استضافة بطولة كأس العالم بشكل غير معقول وهو ما ترك أثره على القدرات المالية لقطر.

وكان الموسم الماضي قد شهد فضيحة كبرى لـ«بي إن سبورتس» حين تعثرت في سداد الجزء الثالث من قيمة حقوق بث الدوري الايطالي إلى الوكالة الرياضية العالمية «آي إم جي»، لتقوم الأخيرة بمنع «بي إن سبورتس» من بث أربع مباريات من الجولة الخامسة والعشرين، ثم منعها من بث مباريات الجولة السابعة والعشرين كاملة.

وخلال تلك الفترة قدمت «بي إن سبورتس» في بيان رسمي عبر حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اعتذارها لجمهورها عن عدم قدرتها على الوفاء بنقل ما تبقى من مباريات الدوري الإيطالي، قبل أن تنقل بقية المباريات بعد اتفاق على جدولة المبالغ المتبقية.
كما لم تسدد سوى جزء واحد من قيمة حقوق بث مباريات الدوري الإيطالي عن الموسم الحالي 2021-2020، وهو الموسم الأخير في عقد القناة مع الشركة المالكة لحقوق توزيع مباريات المسابقة خارج إيطاليا.

وجرت عادة القناة القطرية على الإسراع في تسديد القسط الأخير من مقابل حقوق البث بهدف تسهيل مفاوضات الحصول على حقوق البث لموسم جديد، لكن هذه المرة لم تتقدم «بي إن سبورتس» بعرض جديد للحصول على حقوق البث.

وفي محاولة يائسة منها لتدارك الموقف، قامت «بي إن سبورتس» بالاستغناء عن عدد كبير من الموظفين وصل عددهم إلى 126 موظفا من بينهم مقدمو برامح ومحللو مباريات، وهو ما أدى إلى التأثير سلبا على جودة المنتج الإعلامي المقدم للمشاهدين.

اقرأ أيضًا

مرر للأسفل للمزيد