الأخضر يتنازل عن الصدارة

 
رياضة

الأخضر المونديالي يكتفي بالتعادل أمام الصين.. ويتخلى عن الصدارة

فريق التحرير

وسط أجواء احتفالية بعد ضمان التأهل إلى «قطر 2022».. اكتفى المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بتعادل غير عادل أمام مضيفه الصيني، بهدف لكل طرف، في المباراة التي جرت بينهما مساء اليوم الخميس، على ملعب نادي الشارقة في دولة الإمارات، لحساب الجولة التاسعة قبل الأخيرة من الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم.

وانتظر الصقور حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل المبدد في شوط المباراة الأول، من أجل فك طلاسم الدفاع الصيني، بعدما أرسل القائد سلمان الفرج ركنية رائعة إلى صالح الشهري، الذي حولها رأسية رائعة من زاوية مستحيلة إلى داخل الشباك، ليمنح الصقور تقدمًا مستحقًا.

وفي الوقت الذي بسط الأخضر النفوذ على مجريات المباراة، أهدى عبدالإله العمري ركلة جزاء لصالح الصين، قبل 8 دقائق من صفارة النهاية، بعدما لمس الكرة داخل منطقة الجزاء، في كرة ترجمها تشو تشينجي، إلى هداف التعادل غير العادل.

ورفض رجال المدرب الفرنسي المتألق هيرفي رينارد، استعادة صدارة ترتيب المجموعة الثانية، بعدما رفع رصيده إلى 20 نقطة، ليتراجع إلى الوصافة بفارق نقطة وحيدة خلف المنتخب الياباني، الذي تغلب على أستراليا في سيدني بهدفين نظيفين، فيما حرّك الفريق الصيني عداد النقاط إلى الرقم 6 في المركز الخامس.

وكان الأخضر ضمن بطاقة التأهل المباشر من المجموعة الثانية قبل جولتين من الختام، رفقة اليابان، مستفيدًا من فوز محاربي الساموراي على أستراليا، الذي يترقب خوض الملحق القاري، ليكتمل الرباعي الآسيوي في المونديال إلى جانب كوريا الجنوبية وإيران، بينما يبقى الصراع على النصف مقعد المتبقي.

ويتأهل إلى النهائيات مباشرة المنتخبان صاحبا المركزين الأول والثاني في كل من المجموعتين، فيما يخوض صاحبا المركز الثالث ملحقاً آسيوياً فاصلاً، ويتأهل الفائز منهما للملحق العالمي الذي يواجه فيه صاحب المركز الخامس في تصفيات أمريكا الجنوبية.

الشهري يقص الشريط

البداية جاءت حماسية من جانب الصين، حيث احتاج التنين إلى دقيقتين من أجل توجيه الإنذار الأول، بعد تمريرة من جانب جونمن إلى زيونج في الرواق الأيمن في مواجهة مرمى العويس، إلا أنه سدد كرة طائشة مرت بعرض الملعب لتخرج إلى رمية تماس.

البداية السريعة من جانب صاحب الأرض، نجح الصقور في امتصاصها سريعًا بفضل الاستحواذ على منطقة المناورات، ليتحكم رويدًا رويدًا في زمام المباراة مستفيدًا من تحفظ الفريق الصيني باللجوء إلى دفاع المنطقة، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة للوصول إلى شباك العويس.

واستفاد الأخضر من الانتشار الرائع فوق أرضية الميدان من أجل بسط النفوذ على المباراة، وتسييرها على هوى المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، إلا أن الخطورة ظلت غائبة، بفضل التمركز الدفاعي القوي من جانب الصين، والضغط على حامل الكرة بأكثر من لاعب، ليحبط تحركات رفاق النشط سالم الدوسري في مهدها.

وهدأ الإيقاع تمامًا بعد مرور ربع ساعة لعب في ظل افتقاد الأخضر الدوافع بعد ضمان التأهل إلى جانب التكتل الدفاعي الصيني، الذي تراجع بكامل العناصر إلى الثلث الأخير من الملعب، مع بقاء المنذر العلوي وحيدًا على دائرة المنتصف، بحثًا عن هجوم مرتد لم يحدث.

وحملت الدقيقة 15 أول ملامح الخطورة الحقيقية على مرمى الصين، بعد تسديدة رائعة من هتان باهبري بعد تمريرة حريرية من جانب سالم الدوسري، لكنها مرت بمحازاة القائم الأيمن، لتضيع فرصة الهدف الأول.

وجاءت الدقيقة 24 لتثير الجدل، بعد تدخل عنيف على هتان باهبري داخل منطقة الجزاء، أجبر حكم المباراة على مراجعة تقنية الفار للتأكد من وجود مخالفة لصالح المنتخب الوطني، قبل أن يأمر باستئناف اللعب دون احتساب خطأ بدا مستحقًّا لصالح مهاجم الأخضر.

وفي الدقيقة 28، عاد فهد المولد يصنع الخطورة بعدما قاد هجوم خاطف من العمق، قبل أن يمرر كرة خطيرة إلى صالح الشهري، إلا أن الدفاع الصيني أبعدها بصعوبة، لتجد هتان باهبري الذي سددها قوية علت العارضة بقليل.

انحصر اللعب في الدقائق العشر الأخيرة في وسط الملعب مع تصاعد وتيرة الحذر من الجانبين تفاديًا لهدف مباغت، وإن مالت الأفضلية قليلًا لصالح الصقور عبر هجمات على استحياء على مرمى يان جونلينج، افتقدت في مجملها إلى الخطورة، وتحطمت على عتبات الدفاع الصيني.

وفي الوقت الذي ظن الجميع اتجاه الشوط الأول إلى التعادل، انشقت الأرض عن القائد سلمان الفرج، الذي أرسل ركنية إلى صالح الشهري، لم يتردد الأخير في تحويلها رأسية رائعة إلى داخل شباك الصين، ليضع الصقور في المقدمة.

تراخي غير مبرر وتعادل مخيب

دخل الصقور الشوط الثاني بأريحية كبيرة، حيث مال الأداء إلى الإمتاع فوق الميدان وسط تراجع المضيف الصيني إلى المناطق الخلفية، وكاد فهد المولد أن يضاعف النتيجة بعد أربع دقائق فقط، من مقصية رائعة، إلا أن الكرة أخطأت المرمى بسنتيمترات قليلة.

وعلى غير سير المباراة، أحرز المنتخب الصيني هدفًا مباغتًا حمل توقيع زانج، عند الدقيقة 53، بعدما غافل الدفاع السعودي في لحظة تراخي، إلا أن الحكم رفض معادلة النتيجة بسبب وقوع مهاجم التنين في مصيدة التسلل، ليبقى عداد النتيجة دون تغير يذكر.

وأهدر أحمد شراحيلي هدفًا لا يصدق، عند الدقيقة 57، بعد تعاون رائع بين سالم الدوسري وصالح الشهري داخل منطقة الجزاء، قبل أن يهيأ الأخير الكرة إلى المدافع القادم من الخلف أمام المرمى مباشرة، ليسددها بغرابة شديدة خارج المرمى، لتضيع فرصة مضاعفة النتيجة.

وعاد سالم الدوسري ليُبدع وليمتع بعد فاضل مهاري أمام الدفاع الصيني، عند الدقيقة 64، قبل أن يسدد كرة مقوسة أبعدها الحارس جونلينج بأطراف الأصابع إلى ركنية، وعاد مجددًا ليضيع فرصة مضاعفة النتيجة، بعدما مر الأنيق سلمان الفرج بمهارة، ومرر كرة حريرية إلى سعود عبدالحميد، الذي توغل داخل منطقة الجزاء، قبل أن يرسل عرضية إلى سالم ليسدد كرة قوية ارتدت من الدفاع الصيني المتكتل.

وفي الوقت الذي بدا الأخضر قريبًا من إضافة الهدف الثاني، أهدى المدافع عبدالإله العمري ركلة جزاء لصالح المنتخب الصيني، بعدما لمس الكرة بيده في المنطقة المحظورة، قبل 8 دقائق من النهاية، ليترجمها تشو تشينجي لهدف التعادل.

لم يتغير الوضع كثيرًا فوق الميدان، رغم فرض الأخضر السيطرة في باقي الدقائق بحثًا عن هدف الفوز القاتل من أجل استعادة الصدارة من بين أنياب الساموراي الياباني، ولم تفلح تغيرات رينارد في صناعة الفارق لتنتهي القمة على إيقاع التعادل، الذي لم ينتقص من فرحة التأهل السادس إلى المونديال.

مرر للأسفل للمزيد