رغم قيادة المنتخب الألماني لكرة القدم إلى الفوز بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل، أنهى المدرب يواكيم لوف مسيرته مع المانشافت بشكل متواضع، عندما ودع بطولة كأس الأمم الأوروبية الحالية «يورو 2020» من دور الستة عشر، ليغادر المقعد الوثير بعد 15 عامًا من الباب الضيق.
وهذه هي البطولة الكبيرة الثانية على التوالي التي يسقط فيها المانشافت مبكرًا بقيادة لوف حيث خرج الفريق صفر اليدين من الدور الأول في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، علمًا بأنه خاض البطولة من أجل الدفاع عن اللقب الكبير.
وانتهت مسيرة لوف مع المانشافت بالهزيمة المنافس التقليدي المنتخب الإنجليزي، بهدفين دون رد، على استاد ويمبلي العريق في لندن، مساء أمس الثلاثاء، حيث كان أداء الماكينات بعيدًا كل البعد عن مستوى الأداء الذي قدمه أمام نفس المنافس في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، في المباراة التي انتهت برباعية مهدت الطريق أمام جيل متميز من الألمان نحو لقب مونديال 2014.
ويترك لوف، صاحب الـ61 عامًا، تدريب منتخب ألمانيا بعدما قاد الفريق في 198 مباراة، وهو رقم قياسي لمدربي المانشافت، حصد خلالها لقب كأس العالم في البرازيل، وتوج مع الفريق بلقب كأس القارات 2017، لكنه لم يفز مع الفريق باللقب الأوروبي من قبل حيث خسر نهائي يورو 2008 أمام إسبانيا، وخرج من المربع الذهبي في نسختي 2012 و2016.
وبعد الخروج المبكر من مونديال 2018 في روسيا، فشل لوف في إعادة بناء الفريق من خلال اللاعبين الجدد الذين ضمهم إلى صفوف الفريق في آخر ثلاث سنوات، كما تلقى انتقادات هائلة بعدما احتل المركز الأخير في مجموعته بالنسخة الأولى من بطولة دوري أمم أوروبا في 2018.
وتزايدت الانتقادات والضغوط على لوف بسبب بعض النتائج السيئة الأخرى، وخاصة الهزيمة المذلة بسداسية نظيفة أمام إسبانيا في أواخر العام الماضي، فيما جاءت الهزيمة أمام مقدونيا الشمالية في نهاية مارس الماضي، بتصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2022 والأداء الذي قدمه الفريق في يورو 2020، تأكيدًا على أنه الوقت المناسب لتولي المدرب الجديد مسؤولية الفريق.
ووجد لوف صعوبة في الحديث عن فترة عمله مع الفريق وسط خيبة الأمل بعد السقوط في يورو 2020، مكتفيًا بالتعقيب: «كانت هناك أشياء إيجابية كثيرة، تطورنا بثبات، فزنا بكأس العالم وكأس القارات مع الفريق الشاب، كانت هناك لحظات لا تنسى».
واعترف يواكيم: «عانينا بعض المشاكل بعد 2018 ومررنا بأوقات عصيبة، ولم ننجح في تقديم فريق يتفاعل بشكل جيد»، ورغم ذلك اعتبر جاريث ساوثجيت، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، أن لوف قدم مسيرة رائعة تستحق التأمل.
وقال مانويل نوير، حارس مرمى المانشافت: «نظرت إلى مقاعد الإدارة الفنية في النهاية، كان شعورًا محزنًا، إنه رجل رائع دون شك، كلنا ندين له بالكثير، شكل حقبة رائعة، ومن المحزن جدًا أن تنتهي اليوم».
ولعب لوف كرة القدم لأندية منها فرايبورج القريب من مسقط رأسه في تشويناو، كما تضمنت مسيرته التدريبية، أندية مثل؛ شتوتجارت الألماني وفنربخشة التركي، قبل تولي منصب المدرب المساعد ليورجن كلينسمان في تدريب المنتخب الألماني عام 2004.
وكان فوز الفريق بالمركز الثالث في مونديال 2006 بألمانيا سببًا في عودة ثقة الجماهير الألمانية بمنتخب بلادها بعد خروجه صفر اليدين من دور المجموعات في كل من يورو 2000 و2004، وإن بلغ الفريق في نفس الفترة نهائي كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
وتولى لوف قيادة المانشافت خلفًا لكلينسمان، واعتمد على جيل من المواهب الشابة مثل، توماس مولر، وماتس هوملز، ومانويل نوير، وفيليب لام، وسامي خضيرة، وتوني كروس، ومسعود أوزيل، لتشكيل فريق يجيد الهجمات المرتدة السريعة، وهو الفريق الذي سطع في مونديال 2010 قبل أن يخسر أمام إسبانيا في المربع الذهبي للبطولة.
وتوج المانشافت بلقب كأس العالم 2014 بالفوز على نظيره الأرجنتيني بقيادة النجم الكبير ليونيل ميسي بهدف نظيف، في النهائي على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو، وكان الفريق حقق قبلها بأيام قليلة فوزًا تاريخيًا على نظيره البرازيلي، قوامه 7 أهداف في المربع الذهبي للمونديال.
والآن ستكون مهم إعادة بناء الفريق واستعادة مستواه مسؤولية هانزي فليك، المدير الفني الجديد للمانشافت، والذي كان مساعدًا للوف أيضًا في قيادة الماكينات من 2006 إلى 2014، والذي قاد بايرن ميونخ لسبعة ألقاب مختلفة في الـ20 شهرًا الماضية.
ولم يعد متبقيًا على كأس العالم 2022 في قطر سوى 17 شهرًا، ولكن الفريق يتطلع أيضًا إلى الظهور في قمة مستواه خلال يورو 2024 المقررة بألمانيا، حيث يعول الماكينات على جيل جديد واعد يضم أسماء بحجم؛ جوشوا كيميتش وسيرج جنابري وليون جوريتسكا وكاي هافيرتز.
اقرأ أيضًا: