سيطرت حالة من الجدل في الرياض والقاهرة على حد سواء على مدار الساعات القليلة الماضية، على خلفية التكهنات التي أثيرت بشأن صفقة تبادلية تعتمل في الكواليس، تفتح الباب أمام انتقال المغربي عبدالرزاق حمدالله، مهاجم فريق النصر، إلى الأهلي المصري، في مقابل رحيل جناح المارد الأحمر حسين الشحات صوب مرسول بارك.
وزاد من وتيرة التكهنات انفتاح العالمي على فك الارتباط مع حمدالله من أجل توفير الراتب الضخم لأسد الأطلس، إلى جانب تعزيز القدرات الهجومية بالتعاقد مع البرازيلي تاليسكا والكاميروني فينسنت أبوبكر، من التخلص من صداع أزمات المغربي والتي تصدرت المشهد في موسم أصفر الرياض المخيب.
إلا أن منطقية الأحداث كانت كفيلة بنسف الأحاديث المتواترة بشأن الصفقة، التي مرت دون استناد إلى مصدر هنا أو هناك، بالنظر إلى راتب حمدالله الذي يقترب من حاجز 22.5 مليون ريال سنويًا، وهو ما يتجاوز سقف الرواتب في النادي المصري، إلى جانب تراجع مردود الشحات على نحو لافت، حيث بات في مرمى غضب مدرج الشياطين الحمر.
وفي خضم الحديث المتصاعد عن الصفقة المحتملة، لفت الناقد الرياضي عدنان جستنية إلى أن إدارة النصر برئاسة مسلي آل معمر، بدأت التحرك نحو تسويق حمدالله، في ظل اهتمام الكثير من الأندية من أجل الحصول على خدمات المغربي، بالنظر إلى الأرقام المميزة التي حققها مع العالمي.
وكشف مصدر داخل النادي الأهلي المصري، في تصريحات لموقع «عاجل»، اليوم الجمعة، أن الحديث عن انتقال المهاجم المغربي إلى ملعب مختار التتش، أمر عارٍ تمامًا من الصحة، مشيرًا إلى أن الأمر لا يعدو كونه اجتهادات وكلاء لاعبين من أجل الخروج بأكبر المكاسب في الميركاتو.
ولفت المصدر إلى أن المدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني لم يحسم بعد موقف اللاعبين المغادرين للفريق في الصيف المقبل، إلى جانب القناعة التامة بالقيمة الفنية لجناح الأهلي حسين الشحات، على الرغم من سوء التوفيق الذي حاصر لاعب العين السابق في الموسم الفائت.
من جانبه، نفى سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة بالنادي الأهلي، التكهنات التي أثيرت بشأن الصفقة المزعومة، مشددًا على أن تركيز الفريق منصب الآن على التحضير بشكل جيد لمباراة الترجي التونسي، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وأشار عبدالحفيظ إلى أن ملف الصفقات في النادي الأهلي لا يتسم بهذه العشوائية، وإنما يتم بعد دراسة متأنية من جانب لجنة التخطيط بعد التنسيق الكامل مع الجهاز الفني، من أجل التعاقد مع لاعبين قادرين على تلبية احتياجات الفريق.
وأكد مدير الكرة بالنادي الأهلي، أن الشحات أحد القطع الأساسية على رقعة موسيماني، وينجح في تنفيذ رؤية الجهاز الفني بشكل كبير، معتبرًا أن التقييم الفني للاعب من جانب بعض المحللين يفتقد إلى الدقة، ويتجاهل الدور الذي يقوم به داخل الملعب.
وكان أمير توفيق، مدير التعاقدات لبطل أفريقيا، نفى في وقت سابق، دخول الشياطين الحمر في مفاوضات مع مهاجمين جدد في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن ما يتردد في هذا الشأن عارٍ تماما من الصحة.
وأردف أمير إلى أن تعاقد الأهلي مع صفقات جديدة يجري وفقًا لمعايير محددة، حيث يتم تقييم الأمور من كافة الجوانب بعد نهاية الموسم، ومناقشة رؤية الجهاز الفني مع لجنة التخطيط للكرة، وبالرجوع إلى محمود الخطيب رئيس النادي والمفوض في هذا الشأن.
ويمتلك الأهلي المصري العديد من اللاعبين في الخط الأمامي، بوجود محمد شريف، والكونغولي والتر بواليا، ومروان محسن، وصلاح محسن، إلى جانب المعارين، عمرو جمال هداف طلائع الجيش، وأحمد ياسر ريان، هداف الدوري الممتاز حتى الآن رفقة سيراميكا كليوبترا، والسنغالي أليو بادجي، الذي بات على أعتاب الرحيل نهائيًا.
وفي المقابل، يحيط الغموض بمستقبل حمدالله في الموسم الجديد، على الرغم من القيمة الفنية للمهاجم المغربي، خاصة بعد النجاح في انتداب الثنائي تاليسكا وفينسنت أبو بكر، إلى جانب التزام الإدارة الصمت حيال مصير المغربي، رغم الاستغناء عن خدمات 6 لاعبين حتى الآن، على رأسهم براد جونز ومايكون بيريرا.
وتعرض حمدالله لكثير من الانتقادات اللاذعة خلال الموسم المنصرم، بسبب تراجع المستوى في بداية الموسم، حيث شارك في 21 مباراة أحرز خلالهم 12 هدفًا، كما حاصرته الأزمات من كل جانب بداية من الإصابات، والمشاكل مع إدارة النصر والمدرب الجديد مانو مينيز، مروراً بعناصر الفريق، وصولًا للقيام بفعل غير أخلاقي ضد أحد المنافسين.
ويرتبط المهاجم المغربي، صاحب الـ30 عامًا، مع أصفر الرياض، بعقد يمتد حتى 30 يونيو 2022، ويحق له بداية من شهر يناير المقبل التفاوض مع أي ناد، والانتقال إليه مجانًا في صيف العام المقبل، وهو ما قد يدفع النصر لفض الشراكة مبكرًا بحثًا عن الخروج بأكبر المكاسب.
ونجح النصر في ضم تاليسكا القادم من نادي جوانجزو إيفرجراند الصيني، بعقد يمتد لمدة 3 سنوات، إلى جانب الحصول على توقيع الكاميروني فينسنت أبوبكر، مهاجم بيشكتاش التركي، حتى صيف 2024.
اقرأ أيضًا: