كريم حقي 
رياضة

كريم حقي: التخطيط الجيد وراء إنجازات المغرب بمونديال قطر

وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ )

كشف النجم التونسي السابق كريم حقي عن رؤيته لأسباب نجاح المنتخب المغربي في بطولة كأس العالم التي تنظمها قطر، كما ألقى لاعب الدوري الألماني السابق الضوء على الأخطاء التي ارتكبها المنتخب الألماني وكلفته الخروج المبكر من المونديال.

وتأهل المنتخب المغربي للدور الثاني من صدارة مجموعته بعد تعادل سلبي مع كرواتيا وانتصارين أمام بلجيكا 2 / صفر وكندا 2 / 1 ثم أطاح بالمنتخب الإسباني من الدور الثاني يؤكلات الجزاء الترجيحية ليصبح أول منتخب عربي يصل لدور الثمانية قبل أن يهزم البرتغال بهدف نظيف ليصبح أول منتخب أفريقي يصل للمربع الذهبي في تاريخ المونديال.

ويستعد المنتخب المغربي لمواجهة نظيره الفرنسي، حامل لقب مونديال 2018، غدًا الأربعاء على ملعب استاد البيت في الدور قبل النهائي الذي يُفتتح اليوم الثلاثاء بمواجهة الأرجنتين وكرواتيا.

وعن إنجاز المغرب، قال كريم حقي في مقابلة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : «إنه إنجاز كبير للغاية وإنجاز تاريخي، قدم المنتخب المغربي ثلاث مباريات ممتازة للغاية في الدور الأول على مستوى الأداء والنتائج».

وأضاف : «أرى أن أكثر ما تميز به المنتخب المغربي هو التنظيم التكتيكي، لقد تأهل من صدارة المجموعة وهو إنجاز كبير ثم تفوق في الأداء والنتيجة أمام المنتخب الإسباني في الدور الثاني».

وتابع: «أمام البرتغال، ربما لم يكن الأداء على نفس المستوى لكن المدير الفني وليد الركراكي عرف كيف يوظف اللاعبين وكيف يتعامل مع المباراة وتقدم الفريق بهدف (يوسف النصيري)، ونجح الركراكي في إدارة الفريق والتغييرات بشكل جيد».

وأضاف حقي: «بشكل عام، حقق المنتخب المغربي نجاحا كبيرا رغم اختلاف الإمكانيات عن المنتخب الكرواتي والمنتخب الإسباني وكذلك البرتغالي، كان التنظيم بالفريق من أبرز العوامل، كما أنه يحظى بجيل من اللاعبين يتفوق على أجيال سابقة من حيث المستوى الفني والمهارات الفردية».

ولدى سؤاله حول ما إذا كان عدد المحترفين في أوروبا هو أبرز ما ميز المنتخب المغربي، قال حقي: «هذا يشكل عاملا مهما بالطبع، لكنه ليس وحده هو سبب النجاح، لأنه بالنظر إلى أجيال سابقة للمنتخب المغربي، سنجد أنها ضمت نجوم يلعبون في بطولات كبرى، ولم يتحقق هذا الإنجاز من قبل».

وأوضح: «الفارق الأبرز هنا يتمثل في التخطيط السليم، تخطيط وتنفيذ على مدار عشرة أعوام، وكان لأكاديمية محمد السادس دور كبير حيث شكلت النواة لهذا الجيل، والآن نجني ثمار هذا التخطيط... كانت هناك دراية بالأمور ثم تخطيط سليم ثم تنفيذ بشكل جيد، والوصول للدور قبل النهائي بالمونديال هو إنجاز يجب أن تجتمع فيه كل الوسائل والأسباب».

وعن المدرب وليد الركراكي، قال كريم حقي: «هو مدرب رائع للغاية على مستوى النتائج والإنجاز، لقد أظهر عقلية مختلفة عن العديد من المدربين العرب والأفارقة على مستوى تعامله مع الفريق وشخصيته وقربه من اللاعبين، هذا بدا أمرا جديدا، هناك بعض المنتخبات تعين مدربين عندما يتجاوزون عمر الـ60 عاما وأحيانا تكون هناك حواجز بينه وبين الفريق، لكن الاتحاد المغربي لكرة القدم جازف بتعيين مدرب شاب».

وأضاف: «عمل الركراكي مدربا للفتح والدحيل والوداد الرياضي، ربما تواجد على أعلى مستوى في الكرة الأفريقية لسنوات معدودة، لكنه مدرب له شخصية مميزة مع اللاعبين ويجيد التواصل مع الإعلام بطريقة مختلفة عن العديد من المدربين الأفارقة والعرب، يستطيع أن يوصل الرسائل للجماهير والإعلام، وهذه من أسباب النجاح... لقد نجح بشكل كبير».

وعن مستقبل الكرة الأفريقية والعربية ورؤيته لمونديال 2026، قال حقي "إقامة هذه النسخة من المونديال في قطر ساعدت على هذا النجاح الأفريقي التاريخي بشكل عام، فحتى مشاركة الكاميرون والسنغال وتونس وغانا تعد إيجابية، ويمكن أن نقول إن تلك المنتخبات سجلت خروجا إيجابيا على مستوى النتائج والأداء وتقارب المستويات مع منتخبات كبيرة.

وأضاف «نسخ سابقة، كانت منتخبات أفريقية تخرج بنقطة واحدة أو تعادل مع منتخب متأخر في آسيا، لكننا الآن نتحدث عن فوز للكاميرون أمام البرازيل وفوز لتونس أمام فرنسا كما كانت غانا قريبة حتى النهاية من التأهل لكنها خرجت من مجموعة صعبة، بشكل عام كانت المشاركة الأفريقية في مونديال قطر إيجابية».

وتابع «بالتأكيد سيكون لهذا المونديال أثرا إيجابيا في المستقبل، وعن مونديال 2026، فإن القارة الأفريقية ستشارك تقريبا بتسعة منتخبات، وأرى أن هذا يعود بالنفع على منتخباتنا على مستوى التجربة، لكن في الوقت نفسه يجب الحذر، لأنه لا يُشترط أن تكون كل المنتخبات في أفضل حالاتها، وقد نشهد عروضا ونتائج سلبية ترجعنا للخلف مجددا بعد هذه الخطوة التي تحققت. لكن بالطبع على المستوى الإعلامي والنفع للكرة الأفريقية، سيكون الأمر مفيدا في 2026».

وعن رؤيته لمشاركة المنتخب الألماني والأسباب التي أدت لوداع المونديال من دور المجموعات، قال كريم حقي اللاعب السابق لفريقي باير ليفركوزن وهانوفر الألمانيين «أعرف الألمان وأعرف خبايا الكرة الألمانية، ربما هذه كانت أول مرة نرى فيها الألمان يتحدثون بشأن موضوع غير رياضي في مسابقة عالمية»، وذلك في إشارة إلى قيام لاعبي المنتخب الألماني بتغطية أفواههم بأياديهم اليمنى لدى تجمعهم لالتقاط الصورة الفوتوغرافية التي سبقت مباراتهم الأولى في مونديال قطر أمام اليابان، احتجاجا على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحظر ارتداء الشارة متعددة الألوان والتي تحمل شعار "حب واحد".

وأضاف كريم حقي : «الألمان معروفون بالجدية والفصل بين مختلف الأمور، لقد فوجئت بتصرفهم، ولو أن التعبير عن الرأي حق للجميع، لكن لا يُفترض الخلط بين الرياضة وأي قضايا أخرى».

وتابع «كان خطأ كبيرا من الاتحاد وكل القائمين على أمور المنتخب الألماني، يمكن توجيه رسائل، لكن الدخول في سجال وجدل مع المنظمين بالفيفا ومع الدولة المنظمة للمونديال ومحاولة فرض أمور سياسية، كان أمرا مختلفا عن شخصية الألمان وجديتهم... أنا كرياضي، كنت أرى أنه تصرف سيء وعاد بالضرر على المنتخب الألماني».

وأضاف كريم حقي بشأن أداء المنتخب الألماني : «ليست الأمور السياسية فقط هي التي أثرت على الفريق، أعتقد أن منتخب ألمانيا لديه مشكلات منذ سنوات، أرى أن الفريق غير أسلوبه في اللعب».

وتابع : «كنت أحصل على دبلومة في ألمانيا في السنوات الأخيرة ورأيت الخطوط العريضة لتطور الكرة الألمانية، وأعتقد أن التغيير أثر بالسلب على الكرة الألمانية، فقد توجهت الكرة الألمانية في السنوات الأخيرة إلى طريقة الاستحواذ على الكرة، بشكل أشبه بـ /التيكي تاكا/ التي طبقها بيب جوارديولا ونجح بها مع برشلونة، لكن هذا أثر سلبا على الكرة الألمانية، فهذا الأسلوب لا يتماشى مع الطريقة الألمانية التي كانت تعتمد على اللعب المباشر والوصول بأقصر الطرق للمرمى».

مرر للأسفل للمزيد