رياضة

الشركة المسوقة لسباق فورمولا إي: طبيعة الدرعية الخلابة تُمكن السيارات من السباق بانسيابية

نسعى لإعداد سائق سباقات وطني سعودي

عبدالله الجديع

أكد الرئيس التنفيذي بالشركة المسوقة لسباق فورميلا، إي الدرعية «سي بي إكس»، أن الهندسة المعمارية داخل الدرعية خلابة وهذا سيُمكن سيارات فورمولا إي من السباق بانسيابية جرّاء غياب الانبعاثات البيئية الضارة.

ما هو شعورك قبل استضافة أوّل سباق فورمولا إي ليلي على الإطلاق؟ ولماذا الآن؟

متحمّس جدًا وأتشرّف بأن أكون جزءًا من هذه الفرصة الرائعة. فهذا الحدث لن يكون مضاءً، كما أنه يتماشى مع المعايير المطلوبة للانبعاثات الصفرية في فورمولا إي، وهذا يعني أنه علينا الابتكار لتحقيق ذلك.

كما سنقوم بإضاءة المسار بأحدث تقنيات المصابيح التي تتحكم بالطاقة الـLED ، والتي تكون منخفضة الاستهلاك، إلى جانب استخدامنا للمولدات التي تعمل على الوقود الحيوي من مصادر مستدامة.

وهذا الوقود المعتمد عبارة عن زيت نباتي مهدرج عالي الأداء ومنخفض الكربون ومصنوع من مواد مستدامة مصمّمة لتقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل لـ50% مقارنة بالإضاءة التقليدية المستخدمة في أماكن رياضة السيارات. كما يكشف هذا السباق الذي يستخدم الاضاءة المبتكرة عنصرًا جديدًا من الإثارة والترفيه للرياضة، وجميعنا متحمّس لرؤية نتيجة أوّل سباق ليلي في فورمولا إي.

وفي عالم مثالي، كنا نحبّ لو يتواجد الجمهور على المدرجات كي يختبروا هذا الأمر، إلّا أننا نأمل ان نقدّم هذا السباق الاستثنائي للجمهور الذي يشاهدنا عن طريق التلفزيون كذلك.

تستثمر المملكة العربية السعودية بشكل مكثّف في فورمولا إي والاستدامة خلال العقد المقبل. هل يتميّز سباق فورمولا إي الدرعية بأي شكل من الأشكال عن الجولات التي تمّت في المواسم الأخرى، وذلك بعد العامين الماضيين من استضافة السباق؟

حتى اليوم، استضفنا السباق لمرتين هنا، ونتطلّع إلى السباق الثالث الذي نقيمه الآن. ويتميّز سباق فورمولا إي الدرعية عن السباقات الأخرى بالمعاني التي يحملها لسكّان المملكة الذين يعشقون رياضة السيارات. وفي السنوات الأخيرة الماضية، استضفنا أولى الحفلات الموسيقية العالمية، وكان الحدث الأول الذي يسمح بدخول السياح إلى المملكة، إلى جانب كونه مناسبة مليئة بالتاريخ العريق بامتياز.

كما أنه الحدث الوحيد الذي يقام أو يُخطط له في الوقت الحالي في أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. لذا، فإنّ الخلفية الرائعة ضمن هذا الحدث تأخذ الزوّار في رحلة رائعة، حتى وهم يشاهدون السباقات عبر التلفزيون.

كما أنني أعتقد أن رؤية 2030 هي السياسة الشاملة المتعلّقة بجميع جوانب الحياة في السعودية، ولا سيما تلك المتعلّقة بقيادة التغيير لتحسين مستويات المعيشة، والانفتاح أكثر على التجارة الزوّار من جميع أنحاء العالم، وكل هذا بهدف أن تصبح بلادنا حافزًا للتغيير الإيجابي في العالم. من هنا، فإنّ فورمولا إي تعكس روح المملكة بالفعل والعكس صحيح.

كما نعلم، استضافت المملكة العربية السعودية أبرز الأحداث الرئيسية مثل رالي داكار وسباق فورمولا1 المقبل الذي سيقام في نهاية عام 2021، فهل تعتقد أنها رسّخت مكانتها كمركز عالمي لفعاليات رياضة السيارات؟

يتمحور العامل الرئيسي لجلب الرياضة إلى المملكة حول خلق الرغبة في المشاركة والمنافسة والفوز. ولو ألقينا نظرة على أداء المملكة العربية السعودية في كأس العالم الأخيرة على سبيل المثال، نرى أنها حقّقت أفضل نتيجة في ربع قرن تقريبًا. نعم، في الوقت الحالي لدينا أسماء رياضية كبيرة في فورمولا1 وفورمولا إي والـWWE .  كما لا يمكننا التغاضي عن بطولة الجولة العالمية لرابطة محترفي التنس ATP ورابطة لاعبي الغولف المحترفين PGA، وغيرها كثير. كما كان لدينا بطولة العالم في الملاكمة. ومن أبرز الألعاب الأخرى في المملكة لعبة السهام والسنوكر والبلياردو، وغيرها الكثير. ويندرج كل ذلك ضمن اختصاص رؤية 2030، التي تنصّ على استخدام الرياضة كجسر بين المجتمع السعودي والمجتمع الدولي، من أجل توفير مرافق وأماكن ذات مستوى عالمي وجعل الحياة الرياضية جزءًا من الحياة على مدار السنة ضمن مناخ سعودي مثالي.

لقد كانت سنة صعبة جرّاء الجائحة. ما هي أكبر التحديات التي تغلّبتم عليها قبل السباق الافتتاحي للموسم السابع؟

لم يسهم أي حدث خلال الاثني عشر شهرًا الماضية في تسهيل الحياة على أي شخص. أما الأحداث الحية، فلا تعدّ بالأولوية عينها كعديد من جوانب الرعاية الضرورية لأولئك المتأثرين بهذا المرض الفظيع. وفي حين طرأت الصدمة في المرحلة الأولية حول ما يمكن ان يقوم به قطاع الرياضة والترفيه لناحية الحفاظ على عمل الناس، إلّا ان الأهمية القصوى أكثر من أي وقت مضى تكمن في إمكانية وصول الناس إلى الرياضة والترفيه على الرغم من معاناتهم من آثار الجائحة وإجراءات الإغلاق. ولو نظرنا إلى الناحية اللوجستية، نرى أن الأمر كان صعبًا لجميع المعنيين. وفي ما يتعلّق بالفرق والجماهير والجهات الراعية والموظفين والمتطوّعين، فكان هناك مزيد من التعقيدات، لكن من واجبنا دعم فورمولا إي ومهمتها وقاعدتها الجماهيرية الحالية والمحتملة. ونحن محظوظون للغاية لوجود حكومة مستعدة للعمل معنا ومع فورمولا إي في محاولة لإنجاز الحدث بأمان قدر المستطاع.

لقد رحّب بحلبة الدرعية عديد من الأشخاص، ومنهم السائقين. فكيف تختلف التجربة عن المسارات الأخرى في جميع أنحاء العالم؟

أعتقد أن الأهمية التاريخية للدرعية تتحدث عن نفسها. أما الهندسة المعمارية داخل هذه المنطقة الخلّابة، فتعود إلى عدة قرون، الأمر الذي يمكّن سيارات فورمولا إي من السباق بانسيابية جرّاء غياب الانبعاثات البيئية الضارة.

ما رأيك في إرث فورمولا إي في المملكة العربية السعودية؟ ما الذي تودّ تحقيقه في السنوات المقبلة؟

بداية، علينا أن نكون جزءًا من النقاش الدائر حول التنقل، وهذا عن طريق استخدام التقنيات المتقدّمة في السباق والتي تسهم في جعل السيارات الكهربائية أكثر واقعية واستدامة، كونها تعدّ البديل للوقود الأحفوري. ثانيًا، نودّ أن نستمر في تطبيق الانفتاح والتغيير الإيجابي في المملكة العربية السعودية، وهو ما تجسّده رؤية 2030. ثالثًا، أرى أنه يجب علينا توفير الترفيه للناس من خلال المشاهد الرياضية الرائعة التي تلهمهم وتدفعهم للتفاعل، سواء كانوا يعيشون في منطقة الدرعية التاريخية أو يشاهدون سباقات البطولة السعودية للسيارات الكهربائية من جميع أنحاء العالم. أليس من الرائع أن نبني قاعدة جماهيرية، وندفع الناس إلى متابعة الرياضة، ونعمل في يوم من الأيام على إعداد سائق سباقات وطني سعودي يحرز مركز الصدارة في فورمولا إي.

مرر للأسفل للمزيد