ما زال أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، يتصدر المشهد بعد نحو 5 أشهر من الرحيل المفاجئ، على خلفية الجدل الدائر حول وجود شبهات جنائية وراء وفاة «البيلوسا»، في ظل التحقيقات الجارية حاليًا من أجل فك شفرة الساعات الأخيرة في حياة قائد البيسيليستي، مع تصاعد الشبهات حول تورط الفريق الطبي في جريمة القتل غير المتعمد.
وكشف موقع «TN Noticias» عن جانب من التقرير الطبي إثر تشريح جثة مارادونا، والذي أفصح عن وجود أخطاء طبية ساهمت في وفاة بطل العالم في مونديال 1986، متأثرًا بنوبة قلبية في 25 نوفمبر الفائت.
ولفت التقرير إلى أن دييجو كان يعاني من قصور في القلب والكلى والتليف الكبدي الحاد، وأن الوفاة جاءت نتيجة مرض قلبي موجود مسبقًا، مشيرًا إلى أن أحد لم يلحظ الأعراض أو حاول التقليل من حدتها، ما ساهم في تدهور الحالة بعد الجراحة الدقيقة التي أجراها في المخ لإزالة جلطة دموية قبل 3 أسابيع من الوفاة.
وشدد التقرير الطبي على أن وفاة مارادونا ناجمة عن متاعب في القلب، ليخلص إلى أن الإهمال العام في علاج ورعاية أسطورة الأرجنتين أثر على الوفاة، خاصة أنه لم يخضع لفحوصات طبية كافية، ولم يلتفت الفريق الطبي المعالج إلى وجود قصور في أداء القلب.
واعترف التقرير أن الوفاة كان يمكن تفاديها لكون النجم الأرجنتيني أجرى عملية جراحية، وكان من المفروض أن يبقى تحت المراقبة الطبية في المستشفى بسبب الأزمة القلبية، لكنه نقل إلى مكان بعيد لم يكن يتوفر فيه جهاز تنظيم دقات القلب للطوارئ.
تقرير الطب الشرعي، كشف أيضًا أن مارادونا توفي ما بين 4 و6 صباحًا، حين كان نائمًا، وهو ما يتناقض تمامًا مع رواية الممرضة ديانا مدريدـ التي قالت إنه استيقظ بشكل طبيعي في الصباح، كما تناول دواء ممنوع على مرضى القلب، ولا يعطى لمن يعاني من عدم انتظام دقات القلب.
وأثار التقرير حالة من الجدل في الشارع الأرجنتيني المترقب، بعدما زاد من تورط الطبيب الشخصي ليوبولدو لوك، وأجوستينا كوزاكوف، إلى جانب الطبيب النفسي كارلوس دياز، و4 ممرضات، في وفاة مارادونا، على إيقاع اتهامات بالقتل غير المتعمد قد تصل عقوباتها إلى السجن ما بين 8 سنوات و25 سنة.
ورحل مارادونا عن عالمنا في 25 نوفمبر الفائت، ولكن ذكراه ستظل حاضرة في الأذهان؛ حيث صنع الأسطورة الراحل مجدًا لمنتخب بلاده بعدما قاده لنهائي كأس العالم مرتين؛ كانت الأولى في 1986 بالمكسيك عندما قاد الفريق للتتويج بلقبه الثاني فقط، وكانت المرة الثانية في النسخة التالية مباشرة بإيطاليا عام 1990؛ لكنه خسر النهائي أمام ألمانيا، كما يعد أحد أبرز أيقونات اللعبة، إثر مسيرة رائعة عصية على التكرار.