رياضة

يورو 2020.. صدامات عنيفة تُشعل مرحلة الجد وأخرى شبه محسومة

فريق التحرير

أُسدل الستار على فعاليات الدور الأول من بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم «يورو 2020»، دون أن تشهد صدمات كبيرة أو مفاجآت من العيار الثقيل، ولكن ربما على العكس تمامًا حيث رسخت أقدام الكبار في استمرار الهيمنة على القارة العجوز، رغم بعض العثرات الذي حالت دون العبور إلى ثمن النهائي بأريحية كبيرة.

وتبدو الترشيحات لبعض المنافسين في دور الستة عشر أكبر بشكل واضح من الترشيحات التي ترافق أسماء كبيرة لم تقدم حتى الآن المردود المنتظر، وإن تحلّت بشخصية البطل من أجل البقاء في أجواء المنافسة.

ثالوث العلامة الكاملة

وكان المنتخب الإيطالي واحدًا من بين ثلاثة منتخبات فقط حققت العلامة الكاملة في الدور الأول، وحصد كل منهم النقاط التسع غير منقوصة في دور المجموعات، لذا سيكون الآزوري مرشحًا بقوة لعبور ثمن النهائي على حساب منافسه النمساوي، الذي يخوض دور الستة عشر للبطولة للمرة الأولى في التاريخ.

وحقّق المنتخب البلجيكي أيضًا العلامة الكاملة، إلا أن رفاق الفنان كيفن دي بروين يترقبون اختبارًا محفوفًا بالمخاطر أمام البرتغال حامل اللقب، والذي تجاوز عبر بشق الأنفس ضمن أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث، بفضل ثنائية كريستيانو رونالدو في شباك فرنسا، والتي أمّنت تعادلًا كان كافيًا لعبور الدور الأول.

 وأكمل المنتخب الهولندي مثلث المتأهلين بالنقاط التسع، وبهجوم هو الأقوى حتى الآن في المسابقة بعدما وقع الطواحين على 8 أهداف في المباريات الثلاث، إلا أن الفريق البرتقالي يترقب مهمة صعبة أمام نظيره التشيكي، على ملعب بوشكاش أرينا بالعاصمة المجرية بودابست.

وفي باقي مواجهات دور الستة عشر، يلتقي منتخب ويلز مع الدنمارك ويحل المنتخب الألماني ضيفًا على نظيره الإنجليزي، وتلتقي فرنسا بطلة العالم مع سويسرا وكرواتيا مع إسبانيا والسويد مع أوكرانيا.

عودة الكاتيناتشيو

وبعدما تأهل الآزوري من الباب الواسع في مجموعة متوازنة، سيكون على رجال المدرب روبرتو مانشيني أن يغادروا العاصمة روما الآن لمواجهة نظيره النمساوي، على ملعب ويمبلي العريق في لندن، غدًا السبت، بعدما استعاد الكثير من البريق وبدا أكثر قدرة على استعادة نغمة الألقاب.

ورغم المخاوف من تراجع مردود ثنائي الدفاع جورجيو كيلليني وليوناردو بونوتشي، إلا أن الكاتيناتشيو الإيطالي كان العنوان الأبرز في يورو 2020، بعدما استعادة الآزوري سمعته التاريخية، وخرج بشباك نظيفة من معترك الدور الأول.

وانتقد فرانكو فودا المدير، الفني للمنتخب النمساوي، إقامة المباراة على استاد ويمبلي في ظل القيود الصارمة المفروضة على السفر، ما يعني أن عددًا قليلا للغاية من الجماهير سيسافر خلف الفريق الذي يخوض دور الستة عشر للمرة الأولى في التاريخ.

قيود لندن

وأكد فودا، في تصريحات لصحيفة «كلاينه تسايتونج»: «ليس معقولًا أن نخوض المباراة في لندن»، حيث كان يُمنّي النفس بحشد جماهيري من أجل تجاوز عقبة الطليان، في ظل الفوارق الشاسعة في التاريخ والأسماء والإمكانيات بين أطراف الصراع على ملعب ويمبلي.

ولكن، حتى إذا كانت المدرجات محتشدة عن آخرها بجماهير المنتخب النمساوي، فإن القليل فقط من المراهنين قد يرون الفريق قادرًا على تحقيق المفاجأة، في مواجهة المنتخب الإيطالي الذي قدم حتى الآن نسخة مميزة، على صعيد الدفاع والهجوم.

واعتمد الآزوري بشكل كبير في البطولة الحالية حتى الآن على النواحي الهجومية دون أن يتأثر التراث الدفاعي الكاتيناتشيو الذي تتسم به المدرسة الإيطالية، وهو ما يرجح أن المنتخب الإيطالي لن ينتظر صعوبة في مواصلة انتصاراته بالبطولة والإطاحة بالمنتخب النمساوي.

صدام عنيف

ويواجه المنتخب البلجيكي، المصنف الأول عالميًا، اختبارًا في غاية الصعوبة، بعد غدٍ الأحد، حيث يلتقي نظيره البرتغالي، حامل لقب البطولة، والذي يقوده المهاجم الخطير كريستيانو رونالدو، صاحب الـ36 عامًا، متصدر قائمة هدافي البطولة حتى الآن برصيد خمسة أهداف.

وإذا سجل رونالدو أي هدف في مباراة بلجيكا، سيحطم الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في المباريات الدولية، بعدما نجح في معادلة الرقم التاريخي مع الإيراني علي دائي برصيد 109 أهداف لكل منهما.

وتقام القمة المرتقبة على ملعب لا كارتوخا في مدينة أشبيلية بإسبانيا، ما يسهل الأمر على مشجعي البرتغال للسفر خلف فريقهم، ولكن ما يدعم موقف المنتخب البلجيكي أن النجمين الكبيرين كيفن دي بروين وإيدن هازارد، أصبحا جاهزين للمشاركة، وتعزيز القدرات الهجومية للشياطين الحمر.

وفي المباراة الأخرى، بعد غدٍ الأحد، يلتقي المنتخب الهولندي نظيره التشيكي في العاصمة المجرية بودابست، ومن المؤكد أن الطواحين سيخشى الهجوم القوي لرفاق المهاجم الفذ باتريك تشيك الذي سجل ثلاثة أهداف في البطولة حتى الآن.

مواجهات متوازنة

ويواجه المنتخب الكرواتي نظيره الإسباني في مباراة متكافئة بشكل كبير، يوم الاثنين المقبل، على استاد باركن في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وفي اليوم نفسه، تشهد العاصمة الرومانية بوخارست مواجهة في المتناول بين المنتخبين الفرنسي، بطل العالم، ونظيره السويسري؛ حيث استفاد الديوك من مقعد الصدارة لضمان مباراة أكثر سهولة في دور الستة عشر.

وعاد مهاجم ريال مدريد الإسباني، كريم بنزيمة، إلى قائمة هدافي المنتخب الفرنسي من خلال البطولة الحالية، بعد سنوات من الجفاء مع المدرب ديديه ديشامب، ولكن الشيء الجيد للمنتخب السويسري، قد يكون فشل كيليان مبابي حتى الآن في هز الشباب بالبطولة الحالية.

ويشهد ملعب ويمبلي قمة من العيار الثقيل بين المنتخب الإنجليزي ونظيره الألماني، في لندن، وسط ترقب حضور تاريخي للجماهير في ظل جائحة كورونا، حيث يمتلك المانشافت بقيادة يواكيم لوف الأفضلية في المواجهات بين الفريقين في الآونة الأخيرة، لكن «الأسود الثلاثة» يلعب بقوة دائمًا في عقر داره، حتى وإن كان مرجحًا أن يفتقد جهود لاعب خط وسطه ماسون مونت مجددًا بسبب العزل.

وفي المباراة الأخرى، يوم الثلاثاء المقبل، يلتقي المنتخب السويدي نظيره الأوكراني في جلاسجو، حيث يعد أبناء كييف بقيادة المدير الفني أندري شيفتشنكو، أضعف الفرق المتأهلة إلى دور الستة عشر بالبطولة الحالية، ولكن المفاجآت تبقى واردة في البطولات الأوروبية.

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد