قبل نحو عامين، تحدث الأرجنتيني ليونيل ميسي الهداف التاريخي لفريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، في ملعب كامب نو عقب نكسة روما، ليعاهد الجماهير على العودة من جديد لمطاردة دوري أبطال أوروبا، وإعادة «الكأس الجميلة» إلى خزانة النادي الكتالوني.
إلا أن شيئًا لم يتغير، وربما طوال تلك الأيام فقد البرغوث أبرز الأسلحة، وربما فقد معها الحماس نحو مطاردة المجد؛ حيث استعصت الكأس ذات الأذنين الكبيرتين، لكن ليونيل بات على موعد مع قمة مهمة، مساء اليوم الأربعاء، أمام مضيفه يوفنتوس، قد تكون مؤشرًا على مدى قرب برشلونة من أن يكون منافسًا حقيقيًّا للفوز باللقب المفقود.
ولأن الفوز الكبير داخل القواعد بخماسية مقابل هدف، على حساب المنافس المغمور فريق فيرنكفاروش المجري، كان متوقعًا لصالح رفقاء ليو؛ باتت موقعة السيدة العجوز خارج الديار، على ملعب إليانز ستاديوم، مقياسًا واقعيًّا لكتيبة رونالد كومان لمعرفة ماذا يمكن أن يحدث.
وظلت تصريحات ميسي في 2018 لعنة تحاصر البارسا؛ حيث ودَّع الفريق الكتالوني دوري الأبطال من الدور قبل النهائي أمام ليفربول على ملعب أنفيلد في 2019، بخسارة قاسية برباعية دون رد، رغم الفوز ذهابًا بالثلاثة، قبل أن يسقط بثمانية أهداف مقابل هدفين أمام بايرن ميونخ في دور الثمانية في النسخة الأخيرة، فيما عُرف بـ«زلزال لشبونة».
ولا يوحي أداء ليونيل الحالي بقدر كبير من الثقة للنادي الكتالوني، بعدما سجَّل الأرجنتيني هدفين فقط هذا الموسم لبرشلونة، كلاهما من علامة الجزاء، رغم أنه يركض أكثر من أي وقت مضى، لكن الفرص باتت صعبة المنال، خاصةً بعدما رحل لويس سواريز أكثر لاعب صنع أهدافًا لميسي، إلى أتلتيكو مدريد.
وكان أداء ميسي أمام ريال مدريد، في مباراة الكلاسيكو يوم السبت الماضي، صورة مصغرة من أداء قائد البلوجرانا خلال هذا الموسم حتى الآن.. كانت هناك لحظات سحرية، ولكن كان هناك فترات طويلة كافح فيها اللاعب ليترك أثرًا قويًّا.
وتمكَّن ميسي من الحصول على ركلات حرة من كاسيميرو، الذي حصل على بطاقة صفراء، وناتشو في الشوط الأول، وساهم في الهدف الذي سجله أنسو فاتي في المباراة؛ حيث مرر الكرة إلى خوردي ألبا الذي بدوره مرَّر كرة عرضية ليضعها الشاب المتألق داخل الشباك.
واستعاد ميسي ذاكرة اللمحات الفنية بمراوغة رائعة لقائد الريال سيرخيو راموس داخل منطقة الجزاء، إلا أن تيبو كورتوا حارس الملكي وقف حائط سد دون كسر صيام ليو في شباك الميرينجي. وفي الشوط الثاني، انخفض أداء الأرجنتيني للغاية، ولم يعد قادرًا على تطوير أداء الفريق، بعد أن تلقى الهدف الثاني.
ووثقت الإحصائيات، عقب موقعة كامب نو، أن ميسي لمس الكرة 98 مرة، لكن فشل في تسجيل أي هدف. حتى الآن خاض 6 مباريات لحساب الكلاسيكو بواقع 515 دقيقة، دون فك شفرة المرمى، ومنذ أن رحل كريستيانو رونالدو، لم يسجل أي هدف في ريال مدريد.
ومع غموض موقف رونالدو من المشاركة في المباراة بدوري الأبطال؛ حيث إنه ينتظر سلبية عينة فحص فيروس كورونا المستجد، قبل أمسية الأربعاء، ستتجه الأنظار صوب رد فعل ميسي عندما يواجه فريق الغريم اللدود.
وكان على رونالد كومان مدرب برشلونة، أن يتعامل بحذر مع قائد الفريق حتى الآن؛ حيث ألمح الهولندي إلى أنه أراد المزيد من ميسي، لكن بطريقة ما صحَّح ذلك عندما قال قبل مباراة فيرنكفاروش: «أنا سعيد به وبالعمل الذي يقوم به.. لا توجد لدي أي شكوى، ولا يوجد لدي أي شك بشأن الأداء الذي سنشاهده منه في المباريات القليلة المقبلة».
ويعلم كومان أن أفضل طريقة يمكنه بها مساعدة ميسي هو أن يدفع باللاعبين المناسبين بجوار البرغوث، وهو ما كان بالاعتماد على الثنائي فاتي «هداف الفريق حاليًّا»، والبرازيلي فيليب كوتينيو، إلا أن إصابة البرازيلي تعني أن أنطوان جريزمان سيعود إلى المنافسة. ولا يخفى على أحد أن الثنائي لا يوجد بينهما تواصل في الملعب حتى الآن.
وعلى ميسي وباقي الرفاق تغيير الوضع المخيب أمام يوفنتوس، وتأكيد تجاوز هزيمة الكلاسيكو، وصم الآذان أيضًا عن التخبط الإداري في النادي بعد استقالة مجلس جوسيب ماريا بارتوميو، وربما تكون هذه هي الفرصة الأخيرة ليتمكن برشلونة من إعادة «الكأس الجميلة» إلى كامب نو.