رياضة

خليل الزياني.. مسيرة الأيقونة السعودية في ملاعب القارة الصفراء

دشن مسيرة الذهب ووضع الأخضر على خريطة آسيا

فريق التحرير

وقف عشاق الأخضر على أطراف الأصابع في انتظار الأنباء السارة القادمة من سنغافورة، قبل نحو 36 عامًا، بحثًا عن اللقب الأول في بطولة كأس آسيا لكرة القدم، إلا أن كتيبة المدرب خليل الزياني كانت في الموعد تمامًا لتعود إلى الديار تحمل المجد القاري، في أول مغامرة رسمية على ملاعب القارة الصفراء.

مغامرة الزياني كانت الخطوة الأولى لمنح السعودية مكانة مرموقة على خارطة كرة القدم الآسيوية؛ حيث التوهج الحقيقي للعبة في تلك المساحة الجغرافية الشاسعة التي أنجبت الكثير من النجوم، وكانت تشكل منعطفًا استراتيجيًا في سماء القارة بعد أن سطرت إنجازات عديدة على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية.

ويحتل الأخضر المرتبة الثانية مناصفة بعد إيران وبعد اليابان على مستوى أكثر المنتخبات حصولًا على بطولة كأس آسيا، بعد أن أحرز اللقب في ثلاث مناسبات أعوام 1984، 1988، 1996، إلى جانب التأهل إلى المباراة النهائية أيضًا أعوام، 1992، 2000، 2007.

عراب كأس آسيا

وعلى وقع اختيار المخضرم خليل الزياني، أفضل مدرب في تاريخ نهائيات كأس آسيا، في استفتاء جماهيري، استعرض الاتحاد القاري، عبر موقعه الإلكتروني، مشوار أحد أبرز الأيقونات الكروية في السعودية، والتي دّشنت المسيرة المرصّعة بالإنجازات والبطولات.

ولد الزياني عام 1947، في مدينة الدمام، وبدأت علاقته بكرة القدم مع نادي الاتفاق في العام 1962، وطوال مسيرته كلاعب حقق لقب كأس ولي العهد عام 1965، وكأس الملك 1968، كما ظل مخلصًا لقميص الفريق حتى اعتزاله اللعب عام 1973.

لكن شهرته كمدرب طغت على مسيرته كلاعب، نظرًا للكثير من الإنجازات التي حققها سواء مع ناديه الأم الاتفاق أو المنتخب الوطني، والتي حظي من خلالها بشهرة واسعة في الشارع الكروي السعودي.

في شتاء العام 1984 كانت سنغافورة الوجهة الثامنة لرحلة كأس آسيا التي شارك فيها 10 منتخبات أحدها المنتخب السعودي الذي يشارك للمرة الأولى في البطولة وأوقعته القرعة ضمن المجموعة الأولى إلى جانب كل من الكويت «حامل اللقب» وقطر وسوريا وكوريا الجنوبية.

خليفة زاجالو

وأسند الاتحاد السعودي لكرة القدم، مهمة تدريب الأخضر للمدرب الوطني، خلفًا للبرازيلي الشهير زاجالو، ولم تكن مهمته بتلك السهولة؛ حيث حجم المسؤولية وقصر المدة وكوكبة النجوم الذين كانت تزخر بهم قائمة المنتخب، أمثال صالح النعيمة ومحيسن الجمعان وشايع النفيسة ومحمد عبدالجواد وعبدالله الدعيع، وبالطبع النجم الشهير ماجد عبدالله.

ورغم تعادله في اللقاء الأول أمام قطر بهدف لمثله، إلا أن الأخضر أنهى الدور الأول متصدرًا للمجموعة برصيد 6 نقاط، بعد الفوز على سوريا وكوريا الجنوبية بالنتيجة ذاتها، بهدف دون رد، ليضرب في الدور قبل النهائي، موعدًا مع إيران صاحب الرقم القياسي آنذاك.

كان الأخضر في طريقه إلى الخروج من البطولة، بعد أن تأخر بهدف حتى الدقيقة 88، التي سجل فيها المدافع الإيراني شاهين بياني، هدفًا عكسيًا في مرماه ليحتكم الفريقان إلى الأشواط الإضافية وثم إلى ركلات الجزاء الترجيحية التي ابتسمت للسعودية في نهاية المطاف.

90  دقيقة على المجد

وأدرك الزياني وكوكبة نجوم الأخضر آنذاك أن 90 دقيقة فقط، تفصلهم عن اعتلاء هرم القارة الآسيوية، وكتابة التاريخ بطريقتهم الخاصة، وبعد مرور عشر دقائق من بداية المباراة النهائية أمام الصين سدد شايع النفيسة كرة قوية من خارج منطقة الجزاء على يمين الحارس الصيني مفتتحًا التسجيل للأخضر.

وفي الدقيقة الثانية من الشوط الثاني وقع النجم ماجد عبدالله على ثاني الأهداف لمنتخب بلاده؛ لتظل النتيجة على حالها حتى صافرة النهاية، التي أطلقت العنان للأفراح السعودية كبطل جديد قادم لاحتلال مكانته باقتدار في كرة القدم الآسيوية، في إنجاز غير مسبوق كان للمدرب خليل الزياني بصمته القوية في ذلك.

البداية من الاتفاق

ولم يكن الإنجاز القاري وليد الصدفة للزياني، فالمدرب تم اختياره للمهمة الوطنية بعد أن سطع نجمه مع نادي الاتفاق، حينما قاده قبل ذلك بعام واحد للفوز بلقب بطولة الدوري السعودي، ولقب البطولة الخليجية كأول ناد سعودي يظفر بها.

إحدى المحطات التدريبية الخالدة للزياني في مسيرته أيضًا، على مستوى المنتخبات الوطنية كانت مع المنتخب الأولمبي السعودي، الذي قاده للتأهل إلى أولمبياد لوس أنجلوس في العام 1984 للمرة الأولى في تاريخه، تلك المشاركة التي يرى الكثير من النقاد أنها كانت النواة الأساسية لتقديم أسماء لامعة، سطرت في السنوات التالية اسم السعودية بأحرف من ذهب على المستوى القاري.

على صعيد الأندية؛ ذاق الاتفاق مع الزياني طعم الألقاب مرتين في الدوري ومثلها في بطولة الأندية الخليجية وبطولة كأس العرب، كما أشرف على تدريب عدة أندية سعودية أخرى أبرزها القادسية الذي أحرز معه لقب كأس ولي العهد في العام 1992، والهلال الذي كان محطته التدريبية الأخيرة، التي أعلن بعدها اعتزال الدكة الفنية في أواخر القرن الماضي؛ ليخوض لاحقًا تجارب في العمل الإداري والتحليل الفني التلفزيوني.

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد