التاريخ ينحاز للنصر على حساب الاتحاد
يشهد ملعب الجوهرة المشعة في جدة، مساء اليوم الجمعة، موقعة من العيار الثقيل عندما يحل فريق النصر ضيفًا ثقيلًا على صاحب الدار والصدارة «الاتحاد»، في المباراة التي تقام عند الساعة 8:20، ضمن منافسات الجولة الـ20 من دوري المحترفين السعودي.
ويتأهب عشاق الثنائي الأصفر لربط الأحزمة قبل الكلاسيكو المرتقب، والذي يحمل في طياته الكثير من الإثارة داخل وخارج الميدان، في ظل الصراع المستعر بين الطرفين على صدارة الدوري، والتي يقبض عليها الاتحاد بفارق 6 نقاط أمام المطارد القادم من الرياض.
ويحط النصر الرحال في جدة بمعنويات مرتفعة، بعدما نجح في تسجيل 8 انتصارات في الجولات العشر الأخيرة بينها 7 تواليًا، ليتجاوز صدمة البداية الكارثية، ويزحف بقوة خلف الصدارة، وهي المعطيات التي يرغب الخبير الأرجنتيني ميجيل أنخيل روسو في الحفاظ عليها من أجل المضي نحو استعادة اللقب المفقود.
ويطمح رفاق الهداف أندرسون تاليسكا إلى الحفاظ نغمة الانتصارات، إلا أن المهمة تبدو عصية هذه المرة أمام منافس يعض على القمة بالنواجذ، ولم يعرف سوى الفوز في المواجهات التسع الأخيرة، وهو الأمر الذي ينذر بصدام عنيف فوق الميدان تدعمه كتيبة من النجوم، ومن خلفها يقف اثنان من العقول في صراع من نوع آخر بين المدرستين الرومانية والأرجنتينية.
ويمتد حبل إثارة الكلاسيكو لما هو أبعد من صراع النقاط الثلاث التي تعني الكثير في ماراثون الدوري المحموم؛ حيث تسجيل اللقاء الأول بين المغربي عبدالرزاق حمدالله وفريقه السابق النصر، في مشهد يثير الكثير من المشاعر المتناقضة بعد شهر عسل امتدت لثلاثة مواسم شكَّل خلالها أسد الأطلس تاجر السعادة لمدرج الشمس، قبل أن تنتهي الرواية على نحو درامي.
وعلى الرغم من القرار السابق بإقامة الكلاسيكو خلف أبواب موصدة بسبب عقوبة إيقاف جماهير الاتحاد الصادر من لجنة الانضباط والأخلاق، إلا أن الغموض مازال يخيم على الأجواء، على خلفية التقارير الصحفية التي زعمت تدخل مركز التحكيم الرياضي، بتعليق القرار وعودة الروح إلى مدرجات ملعب الجوهرة، بناءً على تحركات قانونية من جانب النمور، غير أنها لم تأخذ الصفة الرسمية بعد.
ويحتل الاتحاد على صدارة ترتيب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، برصيد 44 نقطة، من 18 مباراة، بفارق 6 نقاط أمام فارس نجد، الذي تراجع مؤقتًا إلى المركز الثالث إثر فوز الشباب على ضيفه ضمك، في افتتاح منافسات الجولة العشرين.
وفي المقابل، عانى فارس نجد من تراجع لافت في البدايات، إلا أنه ما لبث أن انتفض بقوة ليقفز إلى الوصافة، التي تنازل عنها مؤقتا لصالح الجار الشباب بعد فوز الليوث أمس الخميس على ضمك، ليدخل القمة من المركز الثالث بـ38 نقطة، من الفوز في 12 مباراة، مقابل تعادلين، بينما تلقى 5 هزائم.
ويدعم التاريخ أفضلية نسبية لفريق الاتحاد على حساب النصر، على نحو يوثق الصراع المثير بين الثنائي الأصفر على الزعامة، بعدما حقق العالمي 11 انتصارًا من أصل 27 مواجهة مباشرة جمعت الطرفين لحساب دوري المحترفين السعودي، بينما حضر التعادل في 8 لقاءات، فيما حقق النمور الفوز في 8 مناسبات.
وكانت الكلمة الأخيرة في الصدام التاريخي بين الاتحاد والنصر لصالح النمور، بعدما انتزع رجال المدرب الروماني كوزمين كونترا الفوز خارج الديار بثلاثية مقابل هدف، في القمة التي جرت بينهما في 18 سبتمبر الماضي، على ملعب مرسول بارك، لحساب الجولة الخامسة من الموسم الجاري، والتي شهدت إهدار حمدالله ركلة جزاء في أول خدمة لفريقه الجديد قبل الرحيل رسميًا إلى جدة في ميركاتو الشتاء.
وتبادل الثنائي الأصفر الانتصارات الكبيرة في المواجهات المباشرة، بعدما أمطر الاتحاد شباك النصر بخماسية مقابل هدف وحيد، في المباراة التي جمعتهما في 20 سبتمبر 2007، قبل أن يؤكد الإتي التفوق في هذا الموسم بالفوز برباعية دون رد إيابًا، وتحديدًا في 3 يناير 2008.
وعاد الاتحاد ليضرب شباك العالمي بخماسية مقابل هدفين في 20 مايو 2011، لحساب دوري المحترفين السعودي، فيما انتظر النصر حتى عام 2016 ليرد الدين كاملًا بالفوز على النمور في جدة بخماسية دون رد، ويدون الفوز الأكبر بين الطرفين في المسابقة.
وفشل النصر في تحقيق الفوز على الاتحاد في آخر 6 مواجهات مباشرة في دوري المحترفين السعودي، وتحديدًا منذ أبريل 2019؛ حيث تلقى 3 هزائم، فيما اكتفى بالتعادل في المباريات الثلاث الأخرى وبنتيجة واحدة بهدف لكل طرف.