يعتبر يوم عاشوراء عند المسلمين من الأيام الخالدة، وقد وقعت الكثير من الأحداث المهمة قديمًا وحديثًا في هذا اليوم، مما جعل المسلمين يعتزون به، فهو اليوم الذي نجى الله تعالى فيه نبي الله موسى عليه السلام من الغرق ومن بطش فرعون.
إن سبب تسمية عاشوراء بهذا الاسم يرجع لأنه اليوم العاشر من شهر محرم، وهو من الأسماء الإسلامية، ولفظ عاشوراء يعني باللغة العربية اليوم العاشر، وبالرغم من أن المسلمين بمختلف طوائفهم لهم آراء مختلفة حول تعظيم هذا اليوم والطقوس التي تمارس فيه، إلا أن كافة المسلمين متفقون على أهمية يوم عاشوراء ويصومونه اتباعًا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد لقي يوم عاشوراء عند المسلمين الكثير من الاهتمام، فهم يحتفلون بصومه وإبراز صبغة الإسلام والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويقوم فيه بالإكثار من الذكر والتسبيح والتكبير والإقبال على الله تعالى بصالح الأعمال.
نوّه إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ أحمد بن طالب، عن البدع التي تحدث في يوم عاشوراء محذرًا منها بالقول: "وأما اتخاذه مأتمًا لما وقع فيه من استشهاد العلم المنيف والسيد الشريف السبط الثاني والإمام الرباني الشهيد ابن الشهيد والولي بن الولي الحسين بن علي عليه وعلى والديه وجده من قبلهم صلوات الله وسلامه ورحماته وتبريكاته ابن بضعة النبي الغراء وحبيبة أبيها الزهراء فاتخذه قوم شعارًا لضرب الأبشار وسب الأخيار وطلب الثأر ممن لم يشهد ولم يرض فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مآتم فكيف بمن دونهم".
واختتم قائلًا: "إنما كملت فضائل آدم عليه السلام باعترافه على نفسه فقال ”ربنا ظلمنا أنفسنا” وكان إبليس كلما أوقد نار الحسد لآدم فاح بها ريح طيب آدم واحترق إبليس فاحذروا هذا العدو الذي أخرج أباكم من الجنة فإنه ساع في منعكم من العود إليها بكل سبيل والعداوة بينكم وبينه قديمة ولما تحقق خلوده في النار اجتهد في تخليد من استطاع من بني آدم معه بتحسين الشرك وقد حذركم مولاكم منه وقد أعذر من أنذر فخذوا حذركم".