تشهد سماء المملكة العربية السعودية غدًا، حدوث آخر تعامد للشمس في 2023، حيث تعد ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة ظاهرة فلكية سنوية تتكرر مرتين في العام، وقت الأولى في مايو الماضي والثانية ستكون غدًا الأحد.
وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة أنه تشهد سماء مكة المكرمة غدًا الأحد 28 ذو الحجة 1444 تعامد الشمس “التسامت" الثاني والأخير هذه السنة على الكعبة المشرفة، حيث يحدث التعامد الثاني تزامنًا مع عودة الشمس "ظاهريًا" قادمة من مدار السرطان متجهة جنوباً إلى خط الاستواء.
وأوضحت فلكية جدة أنه تتوسط الشمس خط الزوال وتصبح على ارتفاع 90 درجة تقريباً وقت أذان الظهر في المسجد الحرام، حيث ستكون الشمس عند الساعة 12:26:44 ظهراً بالتوقيت المحلي وعند الساعة 9:26:44 صباحاً بتوقيت غرينتش، ويصبح ظل الزوال صفرًا ويختفي ظل الكعبة المشرفة.
وأوضحت فلكية جدة أنه يعود سبب ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة، والذي يؤدي إلى انتقال الشمس "ظاهريًا" بين مداري السرطان شمالاً والجدي جنوباً مرورًا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة.
وقالت الجمعية إن المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً أو جنوباً كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة، ولكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، وتتصف به أماكن من الكرة الأرضية محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.
وتفيد ظاهرة تعامد الشمس في تحديد الاتجاه نحو القبلة، وخاصة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والاسلامية وكافة المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق، فيما قالت فلكية جدة إنه من خلال استخدام قطعة من أي نوع مثبتة بشكل عمودي وبمراقبة ظلها لحظة التعامد، فإن الاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية.
كما تستخدم ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة أيضًا في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة، وهي تدل أيضًا على كروية الأرض.
وكانت المرة الأولى التي حدثت فيها ظاهرة تعامد الشمس في 2023 في شهر مايو الماضي، و أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان، وبتعامد الشمس المرتقب غدًا لن تتكرر الظاهرة مرة أخرى هذا العام.
وسوف تعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو العام المقبل 2024.