ساعات قليلة تفصلنا عن موعد ليلة النصف من شعبان، والتي تحظى بمكانة كبيرة لدى جموع المسلمين، نظرًا لفضلها العظيم لما ورد عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: «فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ». رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
وتبدأ ليلة النصف من شهر شعبان هذا العام من مغرب يوم غد الإثنين 6-3-2023، وتنتهي فجر الثلاثاء 7-3-2023.
ويتم إحياء ليلة النصف من شعبان، بقيام ليلها وصيام نهارها، فعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ».
كما ورد عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.
وكان الشيخ عبد السلام السليمان، عضو اللجنة الدائمة للفتوى وعضو هيئة كبار العلماء، قال إن شهر شعبان له ميزة عن غيره وهو ما يتعلق بأنه قبل شهر رمضان، وقد كان السلف رحمهم الله سواء من الصحابة رضي الله عنهم أو أمدادهم يحرصون على الاستعداد لرمضان في هذا الشهر، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من صيامه كما أخبرت عائشة وأنس وأم سلمة رضي الله عنهم.
وأوضح السليمان، خلال لقائه في قناة السعودية، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصوم معظم شهر شعبان، كما أخبرت بذلك عائشة وأنس وأم سلمة، ناصحًا بضرورة استغلال هذه الأوقات من الشهر بالعبادة وقراءة القرآن والصيام، وكان يسمى السلف هذا الشهر بالقراء.