تشهد العراق حاليًا اشتعال حدة التوترات الداخلية، مع نشوب المظاهرات والاحتجاجات في البلاد، مع إعلان أنصار الصدر اعتصامهم المفتوح الذي بدأ في البرلمان ثم انتقل إلى خارجه في المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد.
من جانبه، أعلن زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، يوم الثلاثاء، تأجيل موعد المظاهرات في العراق التي كانت مقررة لأنصاره السبت المقبل "حتى إشعار آخر".
وأكد الصدر أن الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح سلمية وستظل كذلك إلى لنهاية، بكل تفاصيلها "والمطلوب هو إصلاح النظام برمته، وقال الصدر في رسالة إلى أنصاره "مطالبكم هي إصلاح النظام بكل تفاصيله: قضائياً وتشريعياً وتنفيذياً ومحاسبة الفاسـدين".
وتابع زعيم التيار الصدري أنه يمنع منعاً باتاً المطالبة برجوع الكتلة الصدرية إلى البرلمان، فيما يطالب بحل المؤسسة التشريعية وإجراء انتخابات مبكرة، كما أعلن الإطار التنسيقي، الخصم الرئيسي للصدر، عن بدء اعتصام لأنصاره خارج المنطقة الخضراء، مطالبًا بـ"تشكيل حكومة خدمية وطنية".
واشتعلت المظاهرات في العراق بعد خروج مئات آلاف من العراقيين الجمعة الماضي في ثلاث مظاهرات شعبية في أماكن متفرقة ببغداد وعدد من المحافظات العراقية لأنصار وجماهير أطراف سياسية مضادة لوضع حد لإنهاء الأزمة السياسية على خلفية نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في أكتوبر 2021.
ودعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، أنصاره إلى تظاهرة سلمية مليونية في ساحة التحرير وسط بغداد، وقال زعيم التيار الصدري: "ندعو إلى تظاهرة موحدة مليونية من جميع محافظات العراق إلى بغداد ".
وفي تصريحات له، رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي استعداده لتسليم السلطة لأي حكومة منتخبة، محذِّرًا من خطورة عدم وجود موازنة للدولة.
وقال في كلمة له خلال افتتاح جلسة مجلس الوزراء العراقي: إننا مستعدون لتسليم السلطة لأي حكومة منتخبة، وفي اللحظة التي تتفق فيها الكتل السياسية، نحن جاهزون، كما نفى وقوف حكومته أمام ايجاد حلّ للوضع الراهن أو تعطيل تشكيل حكومة جديدة، ووصف ذلك بـ«الهراء».
وأضاف الكاظمي أنه لا توجد موازنة للدولة حتى الآن بعد مضي ثمانية أشهر من بداية العام، نافيًا أن يكون السبب في ذلك حكومته، وأشار إلى أن ذلك يعود إلى الوضع السياسي الموجود، وحذَّر من أن غياب الموازنة والتوافق السياسي سينعكس سلباً على الخدمات والبنية التحتية في العراق، قائلًا: كيف نقوم ببناء المدارس وتعبيد الطرق وبناء المشاريع مع غياب التوافق السياسي على تشكيل الحكومة أو إيجاد حل للانسداد السياسي.
وأكدَ رئيس الوزراء العراقي أن العراق يواجه مشكلة سياسية حقيقية في مرحلة ما بعد الانتخابات، وهو بحاجة إلى الحوار والحكمة والتضحية، داعيًا الجميع إلى الحوار بكل جدية، عادًا ذلك بأنه السبيل الوحيد لحل مشكلات العراق.