تشهد أوروبا حاليًّا أزمة طاقة متفاقمة، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، التي أثرت سلبًا على إمداد الغاز لدول أوروبا، ومع دخول فصل الشتاء، تفاقمت أزمة الغاز وشعر بها السكان بعد غلاء أسعار الطاقة وصعوبة استخدام أجهزة التدفئة لمواجهة صقيع الشتاء في أوروبا.
وارتفعت نسبة التضخم في التشيك خاصة، والتي قُدرت أنها الأعلى في أوروبا بين الدول، بعدما وصلت نسبة التضخم في التشيك إلى 17%.
وتباعًا، ارتفعت أسعار الغاز والكهرباء وزادت الفاتورة على الأهالي في التشيك اللذين عجزوا عن دفع هذه الزيادة.
ولم يقتصر الأمر على المنازل فقط، حيث تشهد المحلات أزمة كبيرة بسبب ارتفاع فاتورة الغاز، ما أدى إلى انخفاض معدل الزبائن في المحلات، وتأثير ذلك على الحالة الاقتصادية لأصحاب المحلات.
وفي أحد محال شارع نوفي ميستو بالعاصمة التشيكية براغ، تعاني عائلة بيتر سانتانوس، التي تمتلك متجرًا صغيرًا لبيع البن، من تبعيات أزمة ارتفاع أسعار الغاز.
وأعرب صاحب محل القهوة عن الأزمة الحالية قائلًا: "أصبحنا ندفع أسعار الطاقة وكل السلع الأخرى مضاعفة عدة مرات عما كانت عليه قبل حرب أوكرانيا، الواط الواحد كانت تكلفته نحو خمسة كورونات اليوم أضحى بثلاثين".
وفي مقابلة مع شبكة سكاي نيوز، قال صاحب محل القهوة الشهير في التشيك: "كان العشرات يزورون متجرنا يوميًّا، أما اليوم فنستقبل بالكاد ثلاثة أشخاص، وهم ليسوا تشيكيين بل سياح، وفي الغالب يتفرجون ولا يشترون شيئًا".
وتأثرت حركة البيع بأزمة الطاقة والغاز العالمية، وحتى المحال الصغيرة اضطرت إلى استبدال الأجهزة التي تعمل بالطاقة إلى غيرها أصغر موفرة للطاقة.
وتعاني الأسرة المالكة لمحل القهوة من ركود حركة البيع والشراء، وأعربت ربة الأسرة قائلة: "نستخدم الغاز للتدفئة ولتسخين مياه الاستحمام. شركات الطاقة تؤكد أنها رفعت الأسعار بنحو ثلاثين في المئة لكن ذلك غير صحيح، فقيمة الفواتير تضاعفت عدة مرات"
وأعربت عائلة سانتانوس من قلقها وخوفها من الشتاء المقبل، خاصة مع استمرار أزمة الطاقة العالمية وارتفاع أسعار الغاز، وسط مخاوف من استمرار الحرب الأوكرانية، التي أثرت بشكل كبير على ارتفاع أسعار الغاز الذي بات يثقل كاهل العائلات التشيكية.