تفاجئنا الطبيعة كل يوم بأوجهها الكثيرة التي لم نعهدها عليها، إلا أن أحد هذه الوجوه أصبح شبيهًا بوجه البشر، فتحولت الصخور الترابية إلى أشكال أثارت الإعجاب، في أمثل صورة لعجائب الله في خلقه، وتدفع الإنسان للاستكشاف في الصحراء لكشف مثل هذه الظواهر الغريبة.
صخور تبوك
تمكن أحد الرحالين من هواة رحلات التصوير والصيد والرحلات البرية، ويدعى فواز سليمان عبدالله الصبيح، من رصد صخور غريبة في ضواحي مدينة تيماء في تبوك.
وكشف الصبيح مصور الصخور، أنه لاحظ وجود تكونات صخرية طبيعية أثناء رحلته في تيماء، ولكن اكتشف وجود عدد من الصخور تشبه وجه الإنسان في تكوينها، ومقاربة لها بشكل كبير.
مدينة تيماء
وتبعد تيماء نحو 264 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من مدينة تبوك، وهي مدينة استوطنها قدماء العرب من الثموديين والعماليق.
وأشار سليمان عبدلله أن رحلاته الاستكشافية في صحراء تيماء، بينت له العديد من الجوانب في صحراء السعودية لم يراها من قبل، مثل النقوش التراثية، والصخور التي تكونت بفعل عوامل التعرية للطبيعة فنحتت أشكالًا مختلفة مشابهة للبشر.
وتشتهر مدينة تيماء بخصوبة أرضها وعذوبة مائها، وهو صالح للشرب ولا يحتاج إلى تحلية، أما المعالم الصخرية في المدينة فتتركز في ضواحيها، ومن هذه المعالم: اللبدة، وجبال الدغش، والنقرة، والخشيبوات، وأبرق سلمان، والمشريفية.
توثيق المواقع التراثية
وذكر المستكشف فواز سليمان عبدالله الصبيح، أنه بعد تقاعده من عمله بشركة الكهرباء، اتجه إلى هوايته المفضلة من توثيق المواقع الأثرية، وإطلاق العنان لرحلاته بالصحراء للتأمل وإطلاق الخيال لمعرفة مدلولات أشكال صخور تبوك وتأثير الرياح والأمطار في نحتها بأشكال وجوه البشر والحيوانات.
جدير بالذكر أن المكتشفات الأثرية السطحية التي ظهرت في تيماء كشفت أن الحياة دبت في هذا الموقع منذ العصر الحجري الحديث، أما العصر الذي يليه، والمعروف بالعصر البرونزي، فقد خلّف العديد من المكتشفات الأثرية، التي تعود في تاريخها إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد.
وتتمثل هذه المكتشفات في أوانٍ فخارية مزخرفة تمت دراستها من قبل علماء الآثار، الذين ذكروا أنها تماثل ما عثر عليه في المواقع المؤابية والآدومية، التي يعود تاريخها إلى أواخر العصر البرونزي وأوائل العصر الحديدي، الذي يمتد من 3300 إلى 1200 قبل الميلاد.