تزخر مدينة نور سلطان بالعديد من المعالم السياحية الرائعة، وقد تم اختيارها لتكون عاصمة كازاخستان في أواخر حقبة التسعينيات من القرن الماضي، وتتلألأ المدينة بالكثير من المشروعات الهندسية والإنشائية الجديدة، ويفصل نهر «إيشيم» ما بين الأحياء القديمة والأحياء الجديدة بها، وقد أصبحت هذه المدينة مركزا محوريا للأعمال والترفيه في جمهورية كازاخستان.
وقد حملت هذه المدينة العديد من الأسماء، فقد كانت تسمى في الماضي «أكمولينسك»، ثم تغير اسمها إلى «زيلينوجراد» منذ عام 1961، وأطلق عليها اسم «أكمولا» في عام 1992، وحملت اسم «آستانا» خلال عام 1998، وبدءا من مارس 2019 أطلق عليها اسم «نور سلطان» تكريما للرئيس نور سلطان نزارباييف.
معالم نور سلطان
وتزخر مدينة نور سلطان بالعديد من المنشآت والمشروعات الكبيرة، حيث تظهر الأهرامات والمعابد فوق أسطح المنازل والمراكز التجارية الكبيرة على شكل منفضة الريش، والأبراج بتصميمات جذابة، ويظهر شعار مدينة آستانا على شكل كرة ذهبية فوق إطار فولاذي أبيض، ويتم الترويج لبرج بايتيريك، الذي يبلغ ارتفاعه 100 متر، بأنه يمثل شجرة الحياة الأسطورية، وتحمل هذه الإبداعات الإنشائية أسماء العديد من المهندسين المعماريين العالميين مثل كيشو كوروكاوا ونورمان فوستر.
ويمكن للسائح في عاصمة كازاخستان مصافحة الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف على ارتفاع شاهق، وذلك من خلال وضع يده اليمنى في بصمة الرئيس الحقيقية ذات الإطار الذهبي الموجودة على قاعدة التمثال، وكما يُقال فإنه يضمن بذلك السعادة الأبدية.
التنوع المعماري
ويرجع التنوع المعماري في عاصمة كازاخستان نور سلطان إلى مليارات الدولارات من عائدات النفط والغاز في البلاد، وعلى الرغم من أنه يعيش في العاصمة أكثر من مليون نسمة، أي ما يقرب من 10% من سكان كازاخستان، إلا أن الشوارع في نور سلطان تبدو شبه خاوية.
ويقع نصب الشعب الكازاخستاني في وسط العاصمة في ميدان الاستقلال، وهو معلم معماري جديد في نور سلطان، وهو عبارة عن عمود مثبت على قاعدة من الرخام الأبيض، ويبلغ ارتفاع هذا العمود 91 مترا، ويرتبط باستقلال البلاد في عام 1991، ويعكس هذا النصب التذكاري الثقافة والتاريخ التقليدي لجمهورية كازاخستان، والطائر المقدس الذي يجلس على قمة النصب التذكاري هو تجسيد لميل كازاخستان الحديث إلى النمو المستمر والتقدم.
ويمتاز مسجد حضرة السلطان بأكبر قبة في كازاخستان والتي يبلغ ارتفاعها 51 مترا، ويضم أيضا ثمانية قباب صغيرة وأربعة مآذن في أركان المسجد بارتفاع يصل إلى 77 مترا، ويعد هذا المسجد تحفة فنية رائعة يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم، لمشاهدة الزخارف الإبداعية والزجاج الملون.
ألماتي
تقع مدينة ألماتي في الجنوب الشرقي من كازاخستان، وهي أكبر مدينة في البلاد ويعيش في العاصمة السابقة حوالي 9ر1 مليون نسمة، وتقع المدينة على قمم جبال تيان شان التي يبلغ ارتفاعها 4000 مترا، وتتمتع مدينة ألماتي بصورة مغايرة تماما للعاصمة نور سلطان المنعزلة والتي تبدو بأنها مربكة للكثيرين.
ويمكن للسياح الاستمتاع بإطلالة رائعة من برج التليفزيون، الذي يبلغ ارتفاعه 372 مترا، حيث يمتد المشهد البديع فوق الأشجار وناطحات السحاب ليصل إلى قمم الجبال المغطاة بالثلوج، وينتهز السكان المحليون أي فرصة للهرب من صخب المدينة والانطلاق وسط الطبيعة الرائعة.
وفي ملعب التزلج السريع الواقع جنوب المدينة يشاهد السياح بعض المدربين وهم يصطحبون فرقهم إلى أعلى الجبال في تمام الساعة التاسعة صباحا، ويوجد هذا الملعب قبل جبل شيمبولاك ومنتجع التزلج الشهير، وفي محطة الوادي يمكن للسياح تناول الطعام والمشروبات في المطاعم التي تقدم الأصناف العالمية مثل البيتزا واللاتيه ميكاتو، بالإضافة إلى الأطباق المحلية مثل بشبارماك، الذي يتم إعداده من لحم الضأن أو لحم الخيول.
ويمكن لعشاق الرياضات الشتوية الاستمتاع بها في مدينة ألماتي خلال شهور الصيف، حيث يصل التليفريك بالسياح إلى قمم الجبال التي تبلغ 3200 مترا، وترتسم الابتسامة الصافية على وجوه السياح خلال جولتهم الرائعة في مدينة ألماتي.