ترجمات

مكاسب ميليشيات حزب الله والنظام الإيراني من انهيار الدولة اللبنانية

مركز بحثي نمساوي يرصد الواقع المؤلم..

فريق التحرير

اتهم المركز البحثي والإخباري النمساوي «مينا ووتش»، إيران وحزب الله بتدمير النخبة السياسية في لبنان، وإفشال مؤسسات الحكم، وقال المركز: لطالما كان لبنان بنخبته المحطمة وحزب الله الذي يعمل كدولة داخل الدولة، فيما يصرخ المتظاهرون في لبنان بعد الانفجار الكارثي لمرفأ بيروت مطالبين بتسريح النخبة السياسية بأكملها، بيد أن مطالب التغيير والإصلاح والثورة، لم تعد ذات جدوى، فقد فقدت المؤسسة السياسية في لبنان منذ فترة طويلة سبب وجودها، وأدت إلى إفلاس البلاد وانتهى تاريخ صلاحيتها منذ فترة طويلة.

وشبه المركز البحثي النمساوي الساسة اللبنانيين بالجثث، فهي راقدة بلا حراك ولا تخلي مكانها لأحد. بينما فشل الدستور الذي صيغ بعد انتهاء الحرب الأهلية في التغلب على الطائفية السياسية، بل أنه أسهم في ترسيخ هويات المجموعات المتناحرة في هياكل الحكم والسلطة، وقال إن مأساة لبنان لا تكمن فقط في الفساد السياسي؛ حيث هناك واقع مجتمعي مجزّأ على خلفية تمدد الطائفية.

ومن المفترض أن يضمن التشريع الانتخابي ودستور لبنان التكافؤ بين المسلمين والمسيحيين وتوزيع المناصب بشكل جيد على الأقليات المختلفة الواحدة تلو الأخرى.  هذا هو أساس النظام السابق، وهو ما يجب تغييره بشكل جذري إذا أراد المرء الاستقرار لذلك البلد المنكوب؛ لكن حزب الله يقف وراء النخب القديمة التي ابتكرت نظام التمثيل النسبي برمته والتي تعيش وتتكسب منه بالمعنى الحقيقي للكلمة، والمثير أن الحزب جزء من النظام، ويقف في الوقت نفسه فوق النظام - باعتباره جزءًا مهمًا من جهاز القوة التوسعية الإيرانية.

ويحتفظ حزب الله بقواته المسلحة الخاصة به، ولا يمكن التعامل معه عسكريًا داخل لبنان، إذ إنه يعمل نيابة عن طهران عبر الحدود، ويقاتل في سوريا وينشط في جميع أنحاء العالم، وفق المركز النمساوي فإن أي محاولة لتحويل الدولة اللبنانية إلى دولة حقيقية ستواجه بمقاومة من قبل حزب الله العنيدة لأسباب تتعلق بالحفاظ على مكاسبه، فهو يستهدف أن يعيش لبنان محطما، وهو أيضا بحاجة إلي حدود يسهل اختراقها، وإلى الفساد والتهريب لأنشطته الإرهابية، وكذلك لتمويل نزور الأرامل والأيتام.

ومن المفترض أن تعلن المحكمة الخاصة للأمم المتحدة الثلاثاء عقاب أربعة من أعضاء حزب الله مذنبين بقتل رئيس الوزراء اللبناني الحريري في عام 2005. ومع ذلك سيقاتل حزب الله من أجل السلطة حتى آخر رصاصة طالما أخبره أسياده في طهران أن يفعل ذلك، وفق المركز، ويرى المركز النمساوي أن كل ما يجري في لبنان أشبه باستخدام مستحضرات تجميل: فالحكومة اللبنانية، التي استقالت الآن، لم تكن موجودة إلا في ديسمبر من العام الماضي بعد جدل لا نهاية له.  ولمدة 29 شهرًا، حتى نهاية أكتوبر 2016، كان لبنان بلا رئيس، وكانت الانتخابات النيابية الأخيرة في 2018 هي الأولى منذ تسع سنوات بعدما تم تأجيل الموعد مرارًا وتكرارًا. وقد ثبت منذ فترة طويلة أن لبنان يمكن أن يتخبط لسنوات بدون حكومة.

ونزل اللبنانيون إلى الشوارع كبادرة مبكرة لـ «الربيع العربي» في عام 2005 ، ومرة أخرى في 2015/2016 ومرة ثالثة في خريف 2019. وفي كل مرة كان وضعهم أسوأ من ذي قبل، وكانت الآفاق قاتمة، وفي الأخير كانت البلاد مفلسة. ثم حدث الانفجار الذي دمر بيروت، مدشنا فترة زمنية قاسية يبدو فيها الكل عالقين، البلاد والشعب والمنطقة بأسرها.

مرر للأسفل للمزيد