اكتشف محققون تابعون لمنظمات حقوق الحيوان في اندونسيا أسواق شعبية تواصل بيع أنواع متنوعة من الحيوانات الحية، بينها الخفافيش والخنازير والثعابين، للمشترين من العامة، رغم الأزمة الطاحنة التي ضربت العالم مع تفشي فيروس «كورونا» المستجد، والذي أكد العلماء أن مصدره الخفافيش، وإصابة عشرات الملايين حول العالم.
وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، اليوم الإثنين، أن المحقيين في جزيرة سولاويزي الاندونيسية، وهي الأكبر في البلاد، اكتشفوا بائعين يتعاملون بالخفافيش والفئران الحية، إلى جانب الخنازير والكلاب والثعابين والضفادع وغيرها من الحيوانات الحية.
ووجدوا كذلك بائعين يقومون ببيع دواجن بعد صبغ جلدها بألوان زاهية لمن يريد تربيتها كحيوان أليف بالمنزل. وقالت مصادر من منظات معنية بحقوق الحيوان إن تلك الأسواق واصلت العمل وبيع الحيوانات الحية غير متأثرة بالجائحة، رغم مناشدات منظمة الصحة العالمية بغلق أسواق بيع الحيوانات الحية.
وتحدث شهود عن أوضاع مزرية داخل الأسواق بجزيرة سولاويزي، حيث تكدس الحيوانات فوق بعضها البعض في أقفاص ضيقة، وتكديس عشرات الكلاب المصابة في أقفاص صغيرة بانتظار ذبحها. كما أن العاملين في المكان لا يتبعون أي تدابير للنظافة في التعامل مع الحيوانات النافقة أو الحية.
ويحذر خبراء من أن الأوضاع غير الصحية في أسواق بيع الحيوانات الحية تجعلها أرضًا خصبة لانتشار الأمراض والفيروسات المعدية، التي تنتقل بسهولة من الحيوانات إلى الإنسان، حيث أن حبس الحيوانات في أقفاص مغلقة في ظروف غير طبيعية يرفع مستويات التوتر والإجهاد لديهم، ما يعرضهم للأمراض.
كما أن وضع حيوانات من فصائل مختلفةجنبًا إلى جنب لم يكن ليتلاقوا في الحياة البرية المعادية يزيد فرص انتقال الفيروسات بينها.
وكانت السلطات الصينية قد أغلقت السوق الشعبية في مدينة ووهان، مصدر الفيروس الأصلي، وجرمت بيع الحيوانات الحية في الأسواق الشعبية.
ويعتقد العلماء بدرجة عالية من الثقة أن فيروس «كوفيد19» مصدره الأصلي الخفافيش التي يتم بيعها في سوق ووهان الشعبية، ومن هناك انتقل إلى الإنسان عبر وسيط هو حيوان البنغولين.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الأمراض حيوانية المنشأ تتسبب سنويًا في مليارات الإصابات بين البشر وملايين الوفيات، وأن 75% منها مصدرها الحيوانات البرية، وأبرزها الإيبولا وتم تعقبه إلى أشخاص تأكل الخفافيش، وفيروس نقص المناعة المكتسب، ويعتقد أنه ظهر مع تناول لحم القرود.