ترجمات

تقارير استخباراتية تكشف سر «تغلغل» حزب الله في ألمانيا

قرار برلين لم يقض على المنظمة الإجرامية

فريق التحرير

قالت هيئة الإذاعة الألمانية، إن قرار حظر أنشطة حزب الله اللبناني على الأراضي الألمانية، والصادر في أبريل من عام 2020 من قبل حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، لم يقض بفاعلية على أنشطة المنظمة الإجرامية اللبنانية.

ومنذ أكثر من 3 عقود يستغل حزب الله المناخ القانوني والسياسي المتساهل في ألمانيا، لتتحول البلاد إلى ملاذ آمن لعناصره وجمعياته التابعة، كما أن وجود أعداء للمنظمة وراعيتها الأكبر إيران، كالمعارضين لنظام الملالي أو الأكراد الإيرانيين في ألمانيا، ساعد على ترسيخ وجود عناصر حزب الله هناك، حتى يتسنى لهم مراقبة أعداء طهران عن كثب، بل واستهدافهم بالقتل أحيانًا، بحسب هيئة الإذاعة الألمانية.

ورغم مرور أكثر من عام على قرار الحظر الألماني، إلا أن الملاحظ هو تضاعف زيادة أعداد عناصر حزب الله المجندين أو المتعاطفين أو الوافدين، لا العكس.

وكان مكتب حماية الدستور، جهاز المخابرات الداخلية لولاية ساكسونيا السفلى، كشف نهاية الأسبوع الماضي في تقريره الجديد، عن زيادة كبيرة في عدد أعضاء والمتعاطفين مع منظمة حزب الله اللبنانية الإرهابية.

وبحسب تقرير المخابرات الألمانية، فقد ارتفع عدد المؤيدين والأعضاء من 1050 في عام 2019 إلى 1250 في عام 2020. وفي ولاية ساكسونيا السفلى، وهي مركز تجمع مهم لغالبية المتشددين، فهناك حوالي 180 عضوًا ومؤيدًا لحزب الله، بزيادة قدرها 20 عضو مقارنة بـ 160 في عام 2019.

وتؤكد وكالة حماية الدستور بولاية ساكسونيا السفلى، أن أنصار حزب الله في ألمانيا يحافظون على التماسك التنظيمي والأيديولوجي عبر عدد من جمعيات المساجد المحلية، والتي يتم تمويلها بشكل أساسي من خلال التبرعات.

وفي العام الماضي، حظرت وزارة الداخلية الاتحادية جميع أنشطة حزب الله على أراضي ألمانيا الاتحادية. وقد ورد ذكر حزب الله 37 مرة في وثيقة استخباراتية مؤلفة من 436 صفحة عام 2020 تشرح على نحو مفصل ما يقوم به حزب الله من تهديدات لأمن النظام الدستوري والديمقراطي في ولاية سكسونيا السفلى وحدها.

وذكرت الوثيقة أن الجمعيات العاملة لصالح حزب الله تعمل ضد التفاهم الدولي والتعايش السلمي بين الشعوب، كما بررت المخابرات اجراءاتها ضد عناصر المنظمة، بأن أيديولوجية حزب الله المعادية للغرب وإرهابه يسمحان بمراقبته من قبل عمال المخابرات الألمانية.

وبحسب تقرير المخابرات فإن عناصر حزب الله يعدون "أتباع نفس الجمعيات ويزورون نفس المساجد".  يقول التقرير: «لا ينبغي الاستهانة بقدرة حزب الله على التعبئة في ألمانيا».

وجاء في التقرير أن عناصر التنظيم تنتشر أكثر في هانوفر وأوسنابروك وجنوب ساكسونيا السفلى وكذلك في ولاية بريمن. وتظهر بيانات الخدمة السرية أن المؤسسات التابعة للمنظمة تمول نفسها بشكل أساسي من خلال رسوم العضوية وأنشطة التبرع.

وبالإضافة إلى ألمانيا، تم تصنيف منظمة حزب الله على أنها منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية وهولندا وإسرائيل وكندا وبريطانيا العظمى والنمسا وجمهورية التشيك واليابان وليتوانيا وسلوفينيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى ودول أمريكا اللاتينية. 

فيما أشارت فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي ببساطة إلى ما يسمى بالجناح العسكري لحزب الله على أنه وحدة إرهابية.

وكانت الحكومة الألمانية ردت على طلب إحاطة تقدمت به الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر بشأن تبعات حظر حزب الله على الأراضي الألمانية، بأن القرار الأخير لم يسفر عن أي أمر إيجابي بشأن أمن البلاد حتى الآن، ما اعتبره الحزب أمرًا محبطًا يجب على الحومة التدخل لحله فورًا.

ورغم قرار الحظر لم تلحظ السلطات الألمانية أي موجات هجرة لعناصر حزب الله من أراضيها، بينما حدث العكس، سواء على مستوى تجنيد عناصر أو متعاطفين، فضلًا عن وصول عناصر وكوادر من المنظمة إلى البلاد.

مرر للأسفل للمزيد