تجدد الجدل بشأن مصير مقاتلي تنظيم «داعش» السابقين المحتجزين في معسكرات بسوريا والعراق، مع مطالبة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بإعادتهم إلى بلدانهم من جديد، معتبرًا أن الوضع في المعسكرات «لا يطاق».
وقال بلينكن، الاثنين في مؤتمر صحفي للتحالف الدولي ضد «داعش» في روما، إنَّ «الاحتجاز المستمر لمقاتلي تنظيم داعش في معسكرات سوريا والعراق لا يطاق، ويجب إعادتهم من جديد إلى بلدانهم الأم»، حسبما نقلت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية.
ويبدو أنَّ تصريحات الوزير الأمريكي تحمل توجيهًا مباشرًا إلى فرنسا وبريطانيا على وجه الخصوص، وكلاهما رفض دعوات متكررة لإعادة مواطنيهم المنضمين لصفوف التنظيم في سوريا والعراق، خوفًا من عدم توافر وسيلة قانونية لمحاكمتهم، وأن تحكم المحاكم المحلية بمنحهم حرّيتهم، ما يضع أعباء إضافية على وكالات المخابرات.
وقال: «هذا الوضع لا يمكن أن يستمر ببساطة إلى الأبد.. الولايات المتحدة تواصل حثّ البلدان، بما فيهم شركاؤنا في التحالف، على إعادة مواطنيهم وإعادة تأهيلهم ومحاكمتهم إذا اقتضى الأمر».
وفي الوقت نفسه، أشاد بلينكن بموقف إيطاليا التي قررت إعادة مواطنيها من سوريا والعراق، وكذلك كازاخستان التي أعادت 600 مقاتل وعائلاتهم ووضعتهم في برامج إعادة تأهيل إجبارية. كما أعادت الولايات المتحدة 28 أمريكيًا من سوريا، بينهم 16 طفلًا، ومحاكمة عشرة منهم بتهم الإرهاب.
وعلى صعيد آخر، كثّفت بعض الدول الأوروبية جهودها لمحاكمة عناصر التنظيم داخل أوروبا، وأعلن الادعاء الفيدرالي في بلجيكا محاكمة 14 من داعمي التنظيم هذا العام، لدورهم في هجمات باريس، في نوفمبر العام 2015، والتي قتلت 130 شخصًا على الأقل.
وقبيل انعقاد قمة روما بأيام، طالبت قوات سوريا الديمقراطية، شريكة التحالف الدولي في سوريا، «بالمساعدة في إعادة المقاتلين السابقين إلى بلدانهم، وتمويل برامج التعليم ومواجهة التطرف، ودعم الاستقرار والتعافي الاقتصادي في المناطق المحررة من سوريا من أجل التخلص نهائيًا من العوامل المشجعة على الإرهاب».
وترددت المخاوف نفسها في تصريحات سابقة لقائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكينزي، حذر فيها من «تحول أطفال المقاتلين داخل معسكر الحول إلى التطرف، ما لم نجد وسيلة لإعادة تأهيلهم، ودمجهم في المجتمع.. هناك مقاتلون بعمر الخمس والسبع سنوات، وتلك مشكلة خطيرة. ستكون هناك أزمة عسكرية في غضون سنوات إن لم نتحرك ونصلح الجوانب غير العسكرية الآن».
ويُعتقد أن أكثر من 60 ألف مقاتل سابق من «داعش» محتجزون في معسكر الحول في شمال سوريا.
وقالت «ذا جارديان» إن التحالف الدولي ضد «داعش» شهد انقسامًا كبيرًا إبان الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، بسبب قراره أحادي الجانب سحب القوات الأمريكية من سوريا، ما أضعف موقف الحلفاء الأكراد.