ترجمات

اغتيال فخري زاده.. ثغرات مذهلة في «الأمن الإيراني» وفشل في حماية الكوادر البارزين

حلقة جديدة من مسلسل الحروب الخفية ضد طهران

فريق التحرير

وصف الموقع الإخباري والبحثي النمساوي مينا ووتش عملية اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، بأنها حلقة جديدة من مسلسل الحروب الخفية ضد طهران، والتي دائما ما تعجز خلالها عن حماية برامجها السرية وقادتها الخطرين.

وفخري زاده كان مسؤولاً حكومياً بصفته رئيساً لأحد أقسام وزارة الدفاع الإيرانية. وبصفته عميدًا في الحرس الثوري، كان أيضًا عضوًا بارزًا في قوات النخبة المسلحة الإيرانية، التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية. فيما مثلت وفاته نقطة تحول لسبب آخر، فهو مؤسس ومصدر إلهام الأسلحة النووية الإيرانية وبرنامج الصواريخ الباليستية.

ووفق صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية، فقد "اعتبرت أجهزة المخابرات الغربية فخري زاده الرجل الأكثر طلبًا في إيران" و"أبو القنبلة الإيرانية". ويقال إنه لعب دورًا رئيسيًا في تطوير إيران لتصميم كامل وعملي للمتفجرات واختبار مكوناتها.

ومنذ عام 1997 ترأس فخري زاده برنامج الأسلحة النووية الإيراني. وكان من المفترض توفير البنية التحتية لبناء خمسة أسلحة نووية بحلول نهاية مارس 2003. في ذلك العام تم الكشف عن هذا البرنامج السري. وبينما أعلنت طهران وقف برنامجها، فإنها اكملته سرا بشكل جيد.

وجات في التعليمات ذات الصلة من وزارة الدفاع الإيرانية منذ نهاية عام 2003، نصًّا أنه "سيتم تقسيم العمل إلى جزأين"، وتحديداً إلى "سري (هياكل وأهداف سرية)" و"جزء مفتوح (هيكل منتظم)". 

منذ عام 2011، كان هذا البرنامج جزءًا من وزارة الدفاع الإيرانية تحت اسم "قسم البحث والتجديد التكنولوجي".

وقد حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فخري زاده باعتباره شخصية رئيسية في تطوير الأسلحة النووية الإيرانية في عام 2011: "محسن فخري زاده كان رئيس خطة العمل السري".

 منذ عام 2006، كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد في أعقابه. وقع الهجوم الأول ضده عام 2008، ونجا منه. وفي العام نفسه، قررت الولايات المتحدة معاقبته لممارسته "أنشطة تساهم في تطوير البرنامج النووي الإيراني". في عام 2013، بناء على دعوة من بيونج يانج، سُمح له بالمشاركة في التجربة النووية الكورية الشمالية الثالثة.

رفض النظام مرارًا رغبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحدث إلى فخري زاده. وقد حدث هذا مؤخرًا في عام 2015 في الفترة التي سبقت الاتفاق النووي.

وأكد «مينا ووتش»، أنه أيا كانت المجموعة التي نفذت الهجوم عليه، سواء عملاء وكالة المخابرات المركزية أو - على الأرجح - الموساد بالتعاون مع مجاهدي خلق، فقد قدمت خدمة ليس فقط لإسرائيل، ولكن للمنطقة بأسرها والعالم.

وأشار إلى أن إسرائيل تريد منع وجود قوة نووية في محيطها بأي ثمن. لهذا السبب دمر طياروها مفاعل أوزيراك الذي كان قد اكتمل في عراق صدام حسين عام 1981، مؤكدًا أنه في عام 2007، دمرت غارة جوية إسرائيلية المفاعل النووي السوري. كان لدى نظام الأسد بالفعل مفاعل نووي مخصص لإنتاج البلوتونيوم، وقد تم بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية. 

وكشف الهجوم على فخري زاده ثغرات مذهلة في جهاز الأمن الإيراني: النظام غير قادر على حماية أحد أهم كوادره. وكانت هذه خامس عملية اغتيال مستهدفة لمتخصص نووي. فقد قُتل الباحث النووي مجيد شهرياري، الذي دُفن فخري زاده بجوار قبره، في (نوفمبر) 2010، والاختصاصي النووي داريوش رضائي نجاد في يوليو 2011، والباحثين مسعود المحمدي ومصطفى أحمدي روشان في (يناير) 2012. 

في يناير 2018، واجه النظام إحراجًا كبيرًا آخر عندما نجحت المخابرات الإسرائيلية في ليلة مذهلة وعملية غامضة في سرقة 55000 ملف على 183 قرصًا مدمجًا تتضمن تفاصيل شديدة الخطورة حول مشروع الأسلحة النووية السري لطهران.

تبع ذلك مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في وقت سابق من هذا العام. وفي الصيف اشتعلت النيران في مصنع للطرد المركزي لليورانيوم في نطنز بسبب أعمال تخريبية مجهولة ناجحة. بعد ذلك بوقت قصير، تمكن عملاء أجانب من قتل نائب زعيم القاعدة، أبو محمد المصري، في وسط طهران. والآن فخري زاده. 

على هذا النحو يثبت جهاز الأمن الإيراني حاليًا فعاليته في نقطة واحدة فقط: عندما يتعلق الأمر بقتل واضطهاد وتعذيب شعبه.

 ولا عجب إذن أن "هناك فرح كبير بوفاة فخري زاده أكثر من الحداد في وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية"، كما ذكرت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج الألمانية، فزاده كان مسؤولاً أيضًا عن برنامج الصواريخ الباليستية - وقد أسقط أحد هذه الصواريخ طائرة ركاب أوكرانية في الثامن من (يناير) دون أن تعتذر طهران.

مرر للأسفل للمزيد