ترجمات

نووي إيران.. قنبلة موقوتة أشعلت فتيلها سياسات ترامب

العقوبات «المنضبطة» الحل الأخير

فريق التحرير

قالت صحيفة فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج، الألمانية، إنه لم يكن لدى إيران من قبل كمية من اليورانيوم عالي التخصيب كما هو الحال الآن، لافتة إلى أن دولة الملالي يمكنها الاستفادة من تلك الميزة الخطرة في المفاوضات النووية مستقبلًا.

ووصفت الصحيفة بأن الوضع النووي الإيراني في الوقت الراهن أشبه بقنبلة موقوتة، مشددة على أن الفضل الأول في هذا الأمر المريع يرجع بالأساس إلى سياسات متشنجة وغير مدروسة اتبعها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

وأشارت إلى أن الاتفاق الذي أقرته إدارة باراك أوباما ونائبه آنذاك جو بايدن في عام 2015 أظهر بشكل مؤلم أن احتواء طموحات طهران النووية لا يحل بأي حال من الأحوال جميع المشاكل التي تسببها دولة الملالي للمنطقة ودول الجوار، ومع ذلك، فإن العامل الحاسم يظل في المقدار الذي تمتلكه طهران من قنبلتها النووية المرجوة: فكل مشكلة تنشأ في المنطقة نتيجة للصراع على السلطة بين إيران الشيعية وعرب الخليج السنة مثلًا، إنما تزداد وتتعقد وتصبح خطرًا داهمًا إذا كان بإمكان القيادة في طهران امتلاك أسلحة نووية.

وحسب فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج، كان الارتياح في أوروبا كبيرًا عندما تعهد بايدن بإنقاذ الصفقة النووية التي خربها سلفه دونالد ترامب.

وانسحب ترامب في صيف العام ٢٠١٨ من الاتفاق النووي بشكل أحادي، ما ساهم في خروقات ضخمة من جانب طهران سرعت من امتلاكها أرصدة أكبر في طريق صنع القنبلة النووية.

لقد تمكنت طهران في خضم الغضب العالمي من ترامب من دفع برنامجها إلى الأمام بعيدًا بصورة غير مسبوقة. ومن ثم فحقيقة أن لديها الآن يورانيوم عالي التخصيب إنما يعزز موقفها التفاوضي.

إن القيادة الإيرانية تريد بالضبط قبل أيام من الانتخابات الرئاسية في البلاد ضغط الملف النووي وتعقيده وإثقاله بالتطورات حتى يصبح الأمر بالنسبة للمفاوضين كافة بمن فيهم من ذوي الخبرة شاقًا للغاية.

ووفق الصحيفة الألمانية فإنه لا سبيل لردع إيران إلا عبر الاستخدام المنضبط للعقوبات، فالعقوبات ستكون فعالة إذا بدت وكما في عهد أوباما، غير متعارضة مع المناخ السياسي دوليًا.

وبالتالي فالعقوبات يمكن أن تكون ضارة إذا تم تمريرها ضد شركاء سابقين، كما كان الحال من قبل ترامب. فسجل الأخير بالنسبة لإيران واضح حتى الآن: فلولاه لم تكن طهران لتقترب من القنبلة الذرية مما هي عليه الآن.

مرر للأسفل للمزيد