ترجمات

الإنفاق العسكري.. العالم يشترى سلاحًا بـ1.98 تريليون دولار في 2020

زيادة بنسبة 2.6% رغم أزمة كورونا..

فريق التحرير

على الرغم من تفشي جائحة كورونا خلال عام 2020، وتثيرها على الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن هذا لم يؤثر على الميزانية التي تخصصها الدول للدفاع، والتي وصلت إلى 1.98 تريليون دولار، وفقًا للتقرير السنوي لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، الذي نُشر اليوم الإثنين.

وزاد الإنفاق العسكري العالمي لعام 2020 بنسبة 2.6% عن العام السابق (2019)، وقال التقرير، إن هذا النمو مدفوع باستثمارات من الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا والمملكة المتحدة، والتي شكلت أكثر من 60% من الإنفاق حول العالم.

وأوضح دييجو لوبيز دا سيلفا، الباحث في برنامج SIPRI للأسلحة والإنفاق العسكري: يمكننا أن نقول على وجه اليقين أن الوباء لم يكن له تأثير كبير على الإنفاق العسكري العالمي في عام 2020، ومع ذلك، يمكن رؤية التأثير على المدى الطويل.

وأضاف دا سيلفا: يبقى أن نرى ما إذا كانت الدول ستحافظ على هذا المستوى من الإنفاق العسكري خلال العام الثاني للوباء، وعلى الرغم من نمو الاستثمار على مستوى العالم، فقد قررت بعض الدول، مثل تشيلي وكوريا الجنوبية، إعادة تخصيص جزء من الميزانية المخصصة للدفاع إلى خطط مكافحة الوباء.

قلصت دول أخرى من ميزانيتها العسكرية لعام 2020، مثل البرازيل وروسيا، رغم عدم ارتباطها تلك الموازنة بالإنفاق على خطط مكافحة الوباء.

ومع الأخذ في الاعتبار المتوسط العالمي لنسبة الإنفاق العسكري والناتج المحلي الإجمالي العالمي، خلص التقرير إلى أنه في العام الماضي (2020)، كانت نسبة الإنفاق 2.4%، مقارنة بـ2.2% عام 2019، وهي أعلى زيادة على أساس سنوي منذ الأزمة المالية عام 2009.

الولايات المتحدة والصين في الصدارة

عززت الولايات المتحدة مكانتها باعتبارها الدولة ذات الإنفاق العسكري الأعلى في العالم، وخصصت 778 مليار دولار، وهذا يعني 39% من الإنفاق العسكري على مستوى العالم، بزيادة 4.4% عن العام السابق.

وقالت ألكسندرا ماركشتاينر، الباحثة في برنامج SIPRI للأسلحة والإنفاق العسكري: "يمكن أن تُعزى الزيادات الأخيرة في الإنفاق العسكري الأمريكي في المقام الأول إلى الاستثمار المكثف في البحث والتطوير، وبعض المشاريع طويلة الأجل مثل تحديث ترسانتها النووية وشراء الأسلحة على نطاق واسع.

وتشير ألكسندرا إلى أن هذه الحقيقة تعكس القلق المتزايد من تصور التهديد من قبل المنافسين الاستراتيجيين مثل الصين وروسيا ورغبة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، في تعزيز ما اعتبره تراجعًا في الإنفاق العسكر.

من جهتها، جاءت الصين في المرتبة الثانية بقيمة إنفاق يقدر بـ252 مليار دولار، ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 1.9% مقارنة بعام 2019 و76% في العقد الماضي.

ونما إنفاق الصين أيضًا لمدة 26 عامًا متتالية، وهي أطول سلسلة من الزيادات المستمرة من قبل بلد سجلتها المنظمة.

وذكر التقرير أن النمو المستمر في الإنفاق الصيني يرجع في جزء منه إلى خطط التحديث والتوسع العسكري طويلة الأجل، بما يتماشى مع الرغبة الواضحة في اللحاق بالقوى العسكرية الرائدة الأخرى.

وتأتي الهند في المرتبة الثالثة بـ72.9 مليار دولار وبزيادة 2.1%، تليها روسيا بـ62.7 مليار بزيادة 2.5%، ثم المملكة المتحدة بـ59.2 مليار دولار بزيادة 2.9% مقارنة بعام 2019.

حلف الناتو

أما بالنسبة للدول الشريكة في حلف الناتو، فقد زادت جميعها من إنفاقها العسكري، في العام الماضي، أنفقت عشرات الدول الأعضاء أكثر من 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.

مقارنة بالدول التسع التي حققت هذا الرقم في العام السابق، تجاوزت فرنسا ثامن أكبر دولة إنفاقًا في العالم، عتبة 2% لأول مرة منذ عام 2009.

حسب المنطقة، نما الإنفاق العسكري في أوروبا بنسبة 4%، بينما انخفض في أمريكا الجنوبية بنسبة 2.1%، ويرجع ذلك إلى تخفيض البرازيل (القوة الرئيسية في المنطقة) لإنفاقها العسكري بنسبة 3.1%، كما انخفض الإنفاق العسكري في 11 دولة في الشرق الأوسط لعام 2020، بنسبة 6.5%.

وفي دول أفريقيا، زاد الإنفاق بنسبة 3.4% وفي دول الساحل، أصبح هناك تعبئة عسكرية متزايدة لمواجهة التهديدات الأمنية الجديدة، كما هو الحال في تشاد التي زادت من إنفاقها العسكري بنسبة 3% ومالي 22% وموريتانيا 23% ونيجيريا 29%، وأوغندا التي شهدت أكبر زيادة ملفتة للنظر بنسبة 46%.

مرر للأسفل للمزيد