ترجمات

كيف خدع أردوغان شعبه بـ«المعجزة الاقتصادية» الزائفة؟ تقرير ألماني يجيب

3 مرشحين لخلافته

فريق التحرير

قالت صحيفة فرانكفورتر ألماينة تسايتونج الألمانية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورجاله أرغموا الإعلام على السكوت، قبل أن تتولى نوافذهم الإعلامية الموالية تضليل الرأي العام والتعتيم على الكوارث الاقتصادية والسياسية التي يرتكبها النظام وتدفع المواطنين دفعًا نحو منحدر العوز والفقر، ناهيك بإحاطتهم بمناخ غير مستقر وغير آمن.

وفجرت فيديوهات زعيم المافيا التركية الهارب، سيدات بيكر، فضائح عدة عن الجانب المظلم والمخجل لنظام أردوغان الذي لا يتردد في التعامل مع عناصر الجريمة المنظمة لتثبيت أركان حكمه القمعي بالترهيب.

وكشفت الفيديوهات عن أن تركيا أردوغان تعيش بروايتين إحداهما مضللة عن الرخاء المزعوم للبلاد، والأخرى صادمة، حيث تكشف عن كم التهاوي والفساد الصارخ في الاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية.

وتزعم الدائرة الضيقة حول أردوغان أن الاقتصاد التركي نما بنسبة سبعة بالمائة في الربع الأول من عام 2021، وأن البلاد تتصدر قائمة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمعدل نمو عالٍ، وجميعها أكاذيب كاملة. 

وحسب الصحيفة الألمانية فإن «المعجزة الاقتصادية» التي يروج لها أردوغان مزيفة برمتها، وهي بالأحرى من الحيل السحرية لمكتب الإحصاء الحكومي، الذي تغيرت إدارته الآن سبع مرات.

 فوفق مكتب الإحصاء، فإن التضخم مثلًا يبلغ ثلاثة عشر بالمائة، لكن على الأرض يبدو الأمر وكأنه ثلاثون بالمائة،  كما لا يمكن سد الثغرة التي تركها وزير الشؤون الاقتصادية، الذي أطاح به أردوغان في نوفمبر الماضي، صهره بيرات البيرق، في خزينة الدولة. ومع تبخر احتياطيات البنك المركزي البالغة 128 مليار دولار، أصبح من الصعب للغاية الحفاظ على استمرار فاعلية خطط الاقتصاد.

علاوة على ذلك، تراجعت الليرة التركية بنسبة 20٪ في شهرين فقط. ولم يعد ممكننًا أن يأمل المرء في السياحة، وهي أكبر مصدر للنقد الأجنبي في تركيا.

فبسبب كورونا فرضت روسيا حظرًا على الرحلات الجوية إلى تركيا. في ألمانيا وإنجلترا، اللتين يصدرا أكبر عدد من السياح بعد روسيا، تم وضع أنقرة على قائمة الحظر الحمراء أيضًا.

في تركيا، الفقر قبل كل شيء هو الذي يزدهر، بحسب صحيفة فرانكفورتر الألمانية، التي أشارت إلى ارتفاع عدد حالات الإفلاس بنسبة 130٪ مقارنة بشهر إبريل. 

ومن بين سكان البلاد البالغ عددهم 81 مليون نسمة، انزلق أكثر من عشرة ملايين إلى هوة الفقر، ونظرًا لأن الكثيرين غير قادرين على سداد ديونهم، فقد تحولت حالات نحو 25 مليونًا إلى السلطات للبحث في كيفية ترتيب أوضاعهم.

وأشار التقرير الألماني إلى أن عدد حالات الإفلاس مرتفع للغاية لدرجة أن جمعية دعم الأعمال الصغيرة نفسها على وشك الإفلاس هي الأخرى، في وقت تضاعف فيه عدد الأعضاء في العامين الماضيين، ولهذا قال رئيس مجلس الإدارة تونجر يلدز: "لقد أفلسنا وأسسنا جمعية على وشك الإفلاس. أموالنا شحيحة، وبالكاد نستطيع المساعدة".

بالنسبة للبطالة  أكثر من 11.1 مليون شاب عاطلون عن العمل. وهناك تقارير عن حالات انتحار بين الشباب كل يوم تقريبًا. 

وعلى مستوى المشاركة السياسية تتراجع نسب المتحمسين رويدًا رويدًا. فعدد الذين قالوا إنهم سيصوتون انخفض إلى مستوى قياسي. 

3 مرشحين

وكان استطلاع أجرته شركة الأبحاث متروبول مثيرًا بشكل خاص لأردوغان، وقد أظهرت استطلاعات الرأي عدة مرات أن أردوغان سيهزم على يد عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو في جولة الإعادة.

وأكد آخر استطلاع للرأي أنه يتخلف عن المرشحين الثلاثة الذين يعتبرون منافسين محتملين له.. أي أنه في الثلاثة سيناريوهات سيخسر: سيحصد 38.8 في المائة ضد إمام أوغلو، الذي سيحصل على 49.7 في المائة؛ وسينال 37.5 في المائة ضد رئيس بلدية أنقرة الحالي، منصور يافاس، الذي يمكن أن يعول على 49.4 في المائة، وبنسبة 38.5 في المائة سيخسر كذلك ضد ميرال أكسينار ، زعيمة الحزب القومي الليبرالي الذي يمتلك 42.5 في المائة من الأصوات.

 ليست هذه الاستطلاعات وحدها هي التي تُبقي أردوغان في حالة من القلق. فربما تكون أسوأ الأيام بالنسبة له هي التي تبث فيها مقاطع الفيديو الخاصة بسيدات بيكر، وهو رئيس مافيا/ منظمة إجرامية هرب إلى الخارج وقد حصدت فيديوهاته ما يقرب من مائة مليون مشاهدة. 

مرر للأسفل للمزيد