قالت مجلة دير شبيجل الألمانية، إن فوز قاضي الإعدامات، إبراهيم رئيسي، بمسرحية الانتخابات الرئاسية في إيران، بمباركة تامة من المرشد الأعلى علي خامنئي، إنما تمثل ساعة الحقيقة بالنسبة لنظام الملالي وورطة كبيرة له وتفضح مسؤولية المرشد ورجاله عن جرائم طهران.
ووفق المجلة الألمانية، لم يعد في المشهد أي مسؤول محسوب على التيار البراجماتي أو الإصلاحي، ومن ثم صارت كل المسؤولية السياسية والجنائية لسلوك طهران في الداخل والخارج في رقبة المتشددين، ولم يعد لدى النظام أي فرصة للتنصل من جرائمه وإلصاقها بخصومه.
وحسب صحيفة ستاندأرد النمساوية، فإن العنصر الإصلاحي غادر السلطة في طهران بغير رجعة، خاصة أن رئيسي يمثل النظام القضائي الإيراني وهذا بدوره يمثل النظام الاستبدادي الأعلى في إيران.
وبعد البرلمان، عادت الحكومة الآن بحزم إلى أيدي القوى المتشددة، ولم يعد المحافظون المعتدلون أو حتى الإصلاحيون يلعبون أي دور، في مقابل تعاظم قبضة الحرس الثوري.
وكان رئيسي المرشح الأفضل بلا منازع للقطاع الأيديولوجي المتشدد. وهو يمثل تيارات عنيفة ضد أهم مشروع لحكومة حسن روحاني منذ البداية، وهي التسوية مع المجتمع الدولي، وقبل كل شيء مع الولايات المتحدة، في الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني.
وأِشارت الصحيفة النمساوية، إلى أن الاستنتاج المنطقي بعد فوز رئيسي هو أن مفاوضات فيينا بشأن «إنقاذ» الاتفاق النووي الذي أبرم هناك في عام 2015 قد انتهت. لكن إيران لا تعمل بهذه السهولة، ودومًا ما تحب المراوغة، ناهيك بأن الأزمات الاقتصادية ربما تجبر خامنئي وتابعه رئيسي على مجاراة المفاوضات بحثًا عن أي مكاسب.
وانتهت الجولة السادسة من المحادثات يوم الأحد، بعد ساعات من إعلان نتائج الانتخابات الإيرانية، ومع ذلك عبر الجميع عن تفاؤل حذر. كما أن استلام رئيسي لمهام عمله رسميًا في أغسطس، سيكون له ميزة أنه لا يزال من الممكن تمرير الكثير من النقاط بشأن الصفقة الجديدة مع الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني.
غير أن مراقبين يرون أن الأمر لن يكون سهلا بالنسبة لروحاني لأن القرار لا يتخذ من قبل رئيس حالي أو جديد، بل من قبل القائد الأعلى خامنئي.
ومع رئيسي، سيحصل علي خامنئي على رئيس يتسم بشيئين: أولًا، هو على خطاه تمامًا، وثانيًا، لهذا السبب تحديدًا، سيتمكن من اخضاع الحرس الثوري الذي تعرضت سياسته الخارجية لانتقادات. وبالتالي إذا قرر خامنئي أن صفقة جديدة مع الولايات المتحدة ضرورية لجلب الإغاثة الاقتصادية إلى إيران - والسكان المنهكين - فستكون موجودة وسينفذها رئيسي.
كما أن خامنئي مهتم أيضًا بأن يكون رئيسي ناجحًا - لأنه يحتاج إليه أكثر من ذلك بكثير: لإعادة بناء جمهورية الملالي لفترة ما بعد رحيله، وهو في هذا الشأن لا يهمه أن لعبة المتشددين والإصلاحيين قد انتهت، ولا يهمه أن الجميع في الداخل والخارج أصبحوا على يقين أن نظام الملالي هو المسؤول عن جرائمه، وبخاصة أنه لم يعد له أي خصوم.