ترجمات

«سبوتنيك V».. حصان طروادة الروسي بين الشرق والاتحاد الأوروبي

في ظل تباطؤ توزيع لقاحات أسترازينيكا وفايزر..

فريق التحرير

تتزايد الخلافات والانقسامات بين الدول الأوروبية في ظلّ تباطؤ الاتحاد في توزيع لقاحات أسترازينيكا وفايزر، وعدم موافقة وكالة الأدوية على لقاحي «سبوتنيك V»، الروسي وسينوفارم الصيني.

وتسبَّبت صفقة غير معلنة للقاحات «سبوتنيك V»، الروسي المضاد لفيروس كورونا، في أزمة حكومية بسلوفاكيا، مؤخرًا، تقدم على إثرها رئيس الوزراء إيجور ماتوفيتش باستقالته.

وكان ماتوفيتش (47 عامًا)، أول رئيس حكومة لإحدى دول الاتحاد الأوروبي يستقيل بسبب إدارته للوباء.

ووفقًا لصحيفة الباييس الإسبانية، فإنَّ الأزمة في سلوفاكيا تظهر، مجددًا، أن بعض دول مجموعة فيشجراد (سلوفاكيا والمجر وبولندا والتشيك) ليس لديها مشكلة في خروج عن سياسات الاتحاد الأوروبي من أجل المصلحة الوطنية.

وتهدد العاصفة السياسية التي حدثت في سلوفاكيا، بالانتشار إلى جمهورية التشيك المجاورة، التي تضررت بشدة من وباء كوفيد-19.

وقال جريجوريج ميسزنيكوف، مدير المعهد السلوفاكي للشؤون العامة لصحيفة الباييس: كان شراء لقاح سبوتنيك القشة الأخيرة لجهود الحكومة الكارثية، لقد أحبط ماتوفيتش كل التوقعات التي وضعتها الجماهير عليه.

وأضاف ميسزنكيوف: لا أحد يعرف ماذا سيحدث الآن بجرعات «سبوتنيك V»، التي وصلت إلى براتيسلافا.

وكانت سلوفاكيا (خلال الموجة الأولى من فيروس كورونا)، نموذجا لاحتواء الوباء، لكن مثل باقي جيرانها في دول فيشجراد، دمرت الموجة الثانية كل شيء.

ويوضح ميسزنيكوف أنه يمكن اعتبار شراء اللقاح الروسي محاولة يائسة من قبل ماتوفيتش لتحسين الوضع، إنه ليس زعيما مواليا لروسيا على الإطلاق، لكن ما فعله هو شيء غريب.

وأثار تباطؤ الاتحاد الأوروبي في توزيع اللقاحات سخط المواطنين، وهو استياء شجعه قادة متشككون في أوروبا مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي تعاقد على لقاح سبوتنيك واشترى أيضا جرعات من اللقاح الصيني.

وقال أندراس بيرو ناجي من معهد الحلول السياسية في بودابست: "لقد ازداد تقبل المجريين للقاحات الشرق جزئيا بفضل الدعاية الحكومية التي تعدد مزايا «سبوتنيك V»، أو سينوفارم على حساب اللقاحات الغربية.

ووفقا لتقرير صادر عن مركز الأبحاث السلوفاكي (جلوبيزك)، فإنَّ خدمات المعلومات الروسية وراء حملات التضليل المستمرة حول لقاحات مثل أسترازينيكا في سلوفاكيا.

ويشير المحللون أيضا إلى أن هناك جزءا من سكان مجموعة فيشجراد يشعر بخيبة أمل في الغرب، على الرغم من تراثه ما بعد الشيوعية.

وتوضح زوزانا ستوتشليكوفا، الباحثة في مركز أبحاث، أوروبيوم، للسياسة الخارجية من براغ: إنهم لا يرون الفوائد التي جلبها الاندماج في الاتحاد الأوروبي، بل يشعرون بأنهم في الجانب الخاسر من العولمة.

من جانبها، تتجاهل بولندا، الدولة التي تضم أكبر عدد من السكان في المنطقة، اللقاح الروسي، لكنها تحافظ على اتصالات مع بكين من أجل الحصول على اللقاح الصيني في المستقبل.

مرر للأسفل للمزيد