ما زالت وتيرة الأحداث تتصاعد على نحو متسارع داخل نادي برشلونة الإسباني، قبيل ساعات من قص شريط الموسم الجديد، على الرغم من احتفاظ الفريق الكتالوني بالقائد الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد كثير من اللغط الذي خيَّم على مستقبل هداف البارسا التاريخي؛ حيث يبقى التخبط الإداري السمة الأبرز بين أروقة البلوجرانا، وسط تحركات لسحب الثقة من الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو.
ولم يشهد هذا الصيف الاستعداد المثالي لبرشلونة قبل بداية الموسم الجديد للدوري الإسباني، بعد غد السبت، الأمر الذي يطرح تساؤلات مشروعة حول قدرة برشلونة تحت وطأة المشاكل ومع التغيرات الجذرية التي طرأت على منظومة كرة القدم في كامب نو، على تجريد ريال مدريد من اللقب المحلي، مع تصاعد نفوذ إشبيلية بطل الدوري الأوروبي.
وأمام حالة اللغط المثار حول استمرار إدارة بارتوميو، حسم في الاتجاه المقابل؛ خوان لابورتا، رئيس برشلونة بين عامي 2003 و2010، موقفه من الترشح في انتخابات رئاسة النادي الكتالوني المبكرة؛ التي تجري في 15 مارس المقبل.
وشدد لابورتا، عراب سداسية برشلونة التاريخية في عام 2009، في مقابلة مع «إذاعة سير كاتالونيا» الإسبانية، على أنه يعكف في الوقت الحالي على إعداد المشروع الذي سيقدمه؛ وفريق العمل الذي سيرافقه في مهمة إعادة البريق إلى كامب نو.
ويمتلك لابورتا أسهم كبيرة في المنافسة بقوة على المنصب الوثير في البارسا، بالنظر إلى الإنجازات التي تحققت في ولايته العامرة بالألقاب، رغم خسارة انتخابات عام 2015، أمام رئيس النادي الحالي بارتوميو، بعدما احتل المركز الثاني بـ15 ألفًا و615 صوتًا.
ولم يترك رئيس برشلونة السابق علامات الاستفهام مفتوحة حول موقفه من الترشح في انتخابات 2021، إلا أنه انتظر بعد الوقت من أجل جس النبض لقراءة المشهد العام، قبل أن يقرر مزاحمة؛ فيكتور فونت، ولويس فرنانديز آلا، وجوردي فاري، على الرئاسة.
وما تزال تداعيات أزمة إصرار ميسي على الرحيل عن برشلونة، ومحاولات الإدارة اختلاق أزمات للتعتيم على نكبة لشبونة التاريخية، تلقي بظلالها على العملاق الإسباني، على خلفية انطلاق حملة للتصويت على سحب الثقة من بارتوميو.
وتطور المشهد على نحو لافت، تحت شعار «أكثر من مجرد تصويت»، وسط دعم مستتر من جانب مرشحين محتملين في انتخابات البارسا؛ لتجمع نحو 7500 توقيع من أعضاء النادي، في الطريق نحو الحصول على تأييد 16520، قبل 17 سبتمبر الجاري؛ لإقامة تصويت على سحب الثقة من بارتوميو.
وفي حال نجاح تحركات سحب الثقة في الوصول إلى الرقم المطلوب، فإنها يتعين عليها إقناع ثلثي العدد الإجمالي لأعضاء النادي الكتالوني؛ البالغ 150 ألف عضو، على سحب الثقة من بارتوميو، والدعوة السريعة؛ لإجراء الانتخابات.
وتكبَّد البارسا هزيمة مدوية أمام الفريق البافاري، بثمانية أهداف مقابل هدفين، في المباراة التي جرت على ملعب «النور» بمدينة لشبونة البرتغالية، ضمن منافسات دور الثمانية من الشامبيونزليج.
وهز الزلزال البافاري جدران كامب نو، وسط حالة من الترقب لواحدة من أكبر عمليات إعادة الهيكلة في تاريخ البلوجرانا، التي بدأت رسميًّا بالإطاحة بالمدرب كيكي سيتين، وطالت المدير الرياضي الفرنسي إيرك أبيدال، لتمتد إلى باقي منظومة إدارة كرة القدم، مع استغناء عن الحمل الزائد في الفريق، وتقديم موعد الانتخابات الرئاسية للتخلص من عبء بارتوميو.
وحاول برشلونة لملمة الأوراق سريعًا واستعادة الكبرياء المفقودة، عبر الاستعانة بالمدرسة الهولندية التي تأثر تاريخيًّا بها، بإسناد المهمة إلى المدرب رونالد كومان، كما أجبر ميسي على البقاء موسمًا إضافيًّا، ويتحرك وإن كان الخطوات متثاقلة نحو تدعيم صفوف الفريق من جديد.
اقرأ أيضًا: