صحيًا ونفسيًا.. تعرف على التباعد الاجتماعي والجسدي

‪ أيهما أفضل في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد؟
صحيًا ونفسيًا.. تعرف على التباعد الاجتماعي والجسدي

وسط كل الدعوات في جميع أنحاء العالم تقريباً للتباعد الاجتماعي، باعتباره أقوى أداة لدينا حتى الآن لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد، تضيع حقيقة مهمة وهي: أننا كائنات اجتماعية بالأساس، ويمكن أن يحملنا التباعد الاجتماعي ثمناً نفسياً باهظاً، وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك وقت لدراسة تأثيرات التباعد الاجتماعي المتعلقة على وجه التحديد بالفيروس التاجي، فإن الخبراء يعلمون الكثير عن تأثير العزلة الاجتماعية على الصحة العقلية والبدنية، التي غالباً ما يكون مرهقاً للغاية، بل وقد يصبح ضاغطاً وساماً، خاصة عندما يسبب الوحدة ومن ثم يزيد من خطر التوتر والقلق والاكتئاب.

وحسب الخبراء فإن للعزلة الاجتماعية تأثيرًا سلبيًا مكافئًا على الصحة الجسدية لتدخين 15 سيجارة في اليوم، كما أنها ترتبط بخطر على الصحة أكبر من السمنة، مع مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، وفي دراسة مثيرة للاهتمام وثيقة الصلة بموقفنا الحالي، فقد استجاب الطلاب الذين أبلغوا عن مستويات أعلى من الوحدة بشكل أقل قوة للتطعيم ضد فيروس الإنفلونزا.

ولذلك فقد أطلق الخبراء دعوات متزايدة لتغيير مصطلح "التباعد الاجتماعي" إلى "التباعد الجسدي"، إدراكاً منهم لما يمثله مفهوم التباعد الاجتماعي من مخاطر على الصحة النفسية والجسدية، وهو اعتراف بأن ما نحتاجه هي مسافة جسدية أكبر بين الناس وليس مسافة اجتماعية، حتى وإن كانت تلك المسافة الجسدية تعني بطبيعتها تعد انخفاضاً في الاتصال الاجتماعي، ولكن الفكرة لا تزال جيدة، حيث إن تقليل الاتصال الجسدي مع الحفاظ على الروابط الاجتماعية قد يساعدنا في الازدهار وفي الوقت نفسه في البقاء بصحة جيدة، بحيث نحمي أنفسنا نفسياً وجسدياً، بينما نقوم بكل ما هو ممكن لإبطاء انتشار الفيروس.

وبمجرد أن نميز بين التباعد الجسدي والاجتماعي، يمكننا إعادة التركيز على قوة البقاء على تواصل اجتماعي غير مادي، ويمكننا أن نكون مبدعين بسهولة في إيجاد طرق بناءة لمساعدتنا في تحقيق مثل هذا التواصل، بل ومساعدة أولئك الذين نهتم بهم الذين قد يشعرون بالعزلة، وهنا الخطوات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى آثار كبيرة، فمكالمات الفيديو والهاتف أفكار رائعة، خاصة إذا كان لديك أقارب أو أصدقاء من كبار السن ولديهم هواتف ذكية أو أجهزة كمبيوتر.

وإذا كنت تعمل من المنزل يمكنك لقاء زملائك من خلال إنشاء مجموعة عمل مثلاً عبر الإنترنت، أو أخذ استراحة للحديث الودي معهم أمام الكاميرا وأنت تتناول غداءك مثلاً كلما أمكن، كما أن الرسائل النصية تعد طرق سريعة وسهلة للبقاء على اتصال، فحتى قول جملة واحدة فقط قد تعطي معنى كبيرًا مثل: أفكر فيك، ولكن ما نقوم به الآن هذا ليس فقط لحماية أنفسنا، ولكن لإبطاء انتشار الفيروس بين الجميع، وخاصة أولئك الأكثر ضعفاً الذين قد يحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة.

وهناك أيضاً الكثير من الأشياء التي يمكننا القيام بها عبر الإنترنت، ولكننا نحتاج كذلك إلى اتخاذ خطوات لإدارة القلق الذي قد يصاحب انخفاض التواصل الاجتماعي، ولذلك يعد هذا وقتاً مثالياً لتطوير أو زيادة التمارين البدنية في المنزل، وكذلك لبدء أو زيادة ممارسة تمارين اليقظة الذهنية واليوجا مثلاً، لتخفيف الضغط وتحقيق قدر أكبر من الهدوء، وربما يمكننا أن نرتاح عندما نفكر في أن عزلتنا ستكون مؤقتة، وأن لدينا طرقاً كثيرة للبقاء على اتصال، فقط نحتاج للحافظ على الروابط التي تربطنا ببعضنا البعض ويحافظ كل منا على الآخر.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa