تجددت أمس الثلاثاء، الاحتجاجات ضد وحشية الشرطة والعنصرية الممنهجة في الولايات المتحدة، ما يمهّد الطريق لحدوث صدامات جديدة محتملة بعد أسبوع من اشتعال احتجاجات في جميع أنحاء البلاد في أعقاب مقتل جورج فلويد في مينيابوليس بولاية مينيستوتا وسط غرب البلاد .
وسار المتظاهرون في شوارع عدة مدن بما في ذلك واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس.
وفي عاصمة البلاد، تجمع المئات أمام سياج تم تركيبه حديثًا لمنعهم من دخول حديقة أمام البيت الأبيض، والتي قامت القوات الاتحادية بإخلائها من المتظاهرين، الاثنين، باستخدام الغاز المسيل للدموع وذلك للسماح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتقاط صورة أمام كنيسة.
وبدا أنَّ الحكومة الاتحادية عازمة على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الموجة الأخيرة من الاحتجاجات في واشنطن.
وقال النائب العام وليام بار الثلاثاء: سيكون هناك المزيد من من الدعم لإنفاذ القانون الليلة في المنطقة.
وتحوَّلت التظاهرات السلمية في أغلبها خلال الأيام السابقة في بعض الأحيان إلى أعمال شغب ونهب في الليل، مما تسبّب في تدمير الممتلكات وإلحاق الضرر بالشركات.
وأصيب أربعة من ضباط الشرطة في سانت لويس بولاية ميسوري بجروح من طلقات نارية، وكذلك شرطي في لاس فيجاس بولاية نيفادا، خلال مواجهات مع المتظاهرين ليل الاثنين/ الثلاثاء ، فيما لم يتم معرفة الملابسات الدقيقة للوقائع.
وأصيب عدد من المتظاهرين أيضًا وأُلقت الشرطة القبض على المئات في عدد من المدن في أنحاء البلاد.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين بنشر الجيش إذا رفضت المدن أو الولايات اتباع توصيته بنشر الحرس الوطني لوقف الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها البلاد على مدار ستة أيام بعد وفاة جورج فلويد.
وقال ترامب في أول تصريحات له من البيت الأبيض على ضوء تلك الاضطرابات، إنّه يتعيّن على حكام الولايات تحقيق تواجد ساحق لـ (سلطات) تنفيذ القانون ونشر الحرس الوطني بأعداد كافية لنتمكن من السيطرة على الشوارع.
وأضاف: إذا رفضت المدينة أو الولاية اتخاذ تلك الإجراءات، فسأقوم بنشر الجيش وحل المشكلة بسرعة لهم.
وكان حكام ولايات نيويورك وماساتشوسيتس وميشيجان من بين الحكام الذين عارضوا أمر ترامب باستخدام القوة ضد المتظاهرين في محاولة لتعزيز مكانته كزعيم يفرض القانون والنظام، وذلك بعد ليلة لجأ فيها ترامب للقوات الاتحادية في واشنطن لإظهار القوة ضد المتظاهرين.
تمّ نشر الحرس الوطني في 24 ولاية، من قبل الحكام، ولكن إلى حد كبير في دور احتياطي. وتم فرض حظر التجول في مدن بولايات كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن ومناطق حضرية أخرى.
وانتقد جو بايدن، نائب الرئيس السابق الذي سيخوض الانتخابات منافسًا لترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، الرئيس الحالي، قائلًا إنّه يؤجج الانقسامات ويحول البلاد إلى ساحة معركة تمزقها مسببات الاستياء القديمة والمخاوف الجديدة.
وتعهد بايدن في خطاب ألقاه في فيلادلفيا، المدينة التي شهدت احتجاجات وعنفًا متواصلًا، أنه إذا تم انتخابه رئيسًا، فسوف يفعّل إصلاحات الحقوق المدنية. وأضاف: لن أتاجر في الخوف والانقسام. لن أذكي نيران الكراهية.
ومع اقتراب الانتخابات، يأتي ترامب متأخرًا فى بعض الاستطلاعات الوطنية، إلا أنّ محللين حذروا من الإفراط في تفسير الأرقام في هذه المرحلة.