محلل سياسي: انسحاب القوات الأجنبية من طرف واحد يُهدد أمن الانتخابات الليبية

محلل سياسي: انسحاب القوات الأجنبية من طرف واحد يُهدد أمن الانتخابات الليبية

قال المحلل السياسي والمراقب للأوضاع في ليبيا، طارق عزيز، إن إنسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا يجب أن يتم بشكل متزامن، لافتًا إلى أن سحب قوات الشركة العسكرية فاجنر من الأراضي الليبية في هذا التوقيت أمر خطير؛ نظراً لأنه هناك آلاف المرتزقة السوريين والافارقة الموجودين داخل ليبيا في المنطقة الغربية واحتمالية انقلابهم على المسار السياسي أمر وارد جداً.

وأضاف، في تصريحات صحفية، أنه من المحتمل أن يعود الإرهاب إلى ليبيا من جديد لصعوبة فرض السيطرة بشكل كامل من قبل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر دون أي دعم عسكري أو لوجيستي من الشركة العسكرية الروسية الخاصة التي عُرفت بمدى قدرتها على التصدي للجماعات الإرهابية.

وتابع المحلل السياسي قوله بأن أكبر حيوي العالم تعجز عن استئصال الإرهاب بشكل كامل، فما بالنا بجيش ضعيف نسبيا ومفروض عليه حظر تسليح دولي، مشيرا إلى أن إنسحاب قوات الشركة العسكرية قد يؤثر سلباً على الأوضاع في ليبيا على الرغم من أن هذا الانسحاب هو تنفيذ لمطلب محلي ودولي ولكن أثره سيكون كبيراً جداً في حال تحركت الميليشيات والمرتزقة نحو شرق ليبيا الذي أصبح فريسة سهلة المنال على الرغم من وجود الجيش الوطني الليبي.

وأكد أن الأحداث تتطور في ليبيا بشكل متسارع مع ضيق الوقت وإقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر من العام الجاري بعد انتظار دام لأكثر من عشرة أعوام منذ سقوط حكم الزعيم الراحل معمر القذافي عام 2011؛ بسبب تدخل حلف الناتو في ليبيا.

وقال: تعيش ليبيا حالة من الفوضى وعدم الإستقرار منذ ذلك الوقت بسبب ظهور الجماعات المتطرفة والإرهابية القادمة من جميع أنحاء القارة الأفريقية إلى ليبيا بسبب موقعها الاستراتيجي.

وأوضح أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وبدعم من قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاجنر نجح على مر السنوات القليلة الماضية من القضاء على هذه التنظيمات التي عاثت في ليبيا فساداً ودماراً أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

وأضاف أنه مع اقتراب موعد الانتخابات وبعد أن تم التأكد من بسط حالة الأمن والإستقرار في ليبيا، وبالأخص في المنطقة الشرقية بفضل قوات الشركة العسكرية الخاصة إلى جانب الجيش الوطني الليبي، بدأت الشركة في سحب قواتها من الأراضي الليبية تنفيذاً للمطالب المحلية والدولية التي دعت لخروج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية قبيل الانتخابات الرئاسية. وتمضي قوات فاجنر قدماً نحو مكافحة الإرهاب في القارة السمراء، ومن المتوقع أن تتوجه الشركة نحو مالي بعد أن دخلها الإرهاب وبدأ في افتعال ما افتعله في ليبيا من خراب ودمار.

وتأتي هذه المعلومة استناداً إلى الأنباء والصور التي تداولتها وكالات الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي والتي أفادت بأن الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاجنر بدأت في سحب قواتها ومنظومات الدفاع الجوي بانتسير التي كانت تستخدمها لدعم قوات المشير حفتر في حربه ضد الإرهاب.

وبحسب المراقبين للأوضاع في ليبيا فإن إنسحاب الشركة العسكرية الخاصة أمر في غاية الخطورة كونه يجعل ليبيا عرضة للهجمات الإرهابية مرة أخرى الأمر الذي يُهدد المسار السياسي السلمي الراهن.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa