حليمة عدن.. عارضة أزياء مسلمة تمسكت بتعاليم دينها فأشعلت الجدل

أول محجبة تظهر على غلاف «فوج» البريطانية
حليمة عدن.. عارضة أزياء مسلمة تمسكت بتعاليم دينها فأشعلت الجدل

يشيد المعجبون بجمالها وشجاعتها، في حين ينتقدها آخرون بسبب صورها الجريئة قائلين: «لا مكان للمرأة المسلمة المؤمنة على منصات عروض الأزياء».

في عالم الموضة؛ حيث الغلبة للملابس التي تظهر مفاتن الجسد، تمشي عارضة الأزياء حليمة عدن على منصة العرض وهي تضع الحجاب، وترتدي أزياء تغطي كامل جسدها.

من لاجئة صومالية إلى أشهر عارضة أزياء

وصلت حليمة إلى الولايات المتحدة لاجئةً صوماليةً، وتربت في بيئة محافظة للغاية، ثم تمكنت في غضون عامين فقط من أن تصبح واحدة من أكثر الوجوه شهرةً في عالم الموضة.

لم تصبح حليمة عدن عارضة أزياء ناجحة ومعروفة بسهولة في الولايات المتحدة؛ فحليمة ولدت في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا، قبل أن تنتقل مع أسرتها إلى الولايات المتحدة في سن السابعة؛ حيث استقرت في بادئ الأمر في سانت لويس.

وأصبحت من أكثر العارضات طلبًا من الوكالات العالمية لعروض الأزياء والإعلانات في الآونة الأخيرة في أمريكا.

عرض الأزياء وتعاليم الدين الإسلامي

تقول حليمة: «أحاول الصلاة 5 مرات في اليوم، ولكني لا أنجح في هذا الأمر دائمًا. أتذكَّر نفسي أثناء أسبوع الموضة في نيويورك وأنا أركض حاملةً بيدي سجادة وأبحث عن مكان للصلاة. وغالبًا ما يكون هذا المكان هو غرفة تبديل الملابس».

أثناء أسبوع الأزياء المحتشمة في إسطنبول، كانت حليمة لا تفوِّت فرصة للتحدث مع أي شخص يمر قربها، أو أخذ صور شخصية مع العاملين على عرض الأزياء عن طيب خاطر، لكنها كانت تسير برفقة مديرة أعمالها وحارسها الشخصي، ومحاطة بمصورين ومصممي أزياء.

تبلغ حليمة عدن 22 عامًا وأصبحت أول عارضة أزياء محجبة تظهر على غلاف مجلة «فوج» البريطانية، وتظهر مرتدية رداء السباحة (بوركيني) على صفحات أميركان سبورتس إليستريتد، التي غالبًا ما تنشر صور عارضات شبه عاريات.

ورغم أن طول حليمة لا يتعدى 166 سنتمترًا -وهو أقل بكثير من الأطوال المطلوبة عادةً من عارضات الأزياء- فإن ماركات تجارية فاخرة تدعوها باستمرار إلى المشاركة في عروضها. وقبل عامين، أصبحت أول عارضة أزياء محجبة في العالم توقع عقدًا مع واحدة من أكبر وكالات الأزياء (IMG Models).

تقول حليمة: «لا تغيري نفسك، بل غيِّري قواعد اللعبة»، فهدفها جعل صناعة الأزياء أكثر شموليةً لفتح الطريق أمام الفتيات ليصبحن عارضات أزياء في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن انتمائهن العرقي أو الديني.

وتعبر حليمة عن نجاحها قائلةً: «لو لم أخض اختبارات الأداء فما كانوا ليختاروني في أي عرض. لم أفقد عزيمتي؛ لأني أحمل إيماني معي دائمًا؛ فالإيمان هو ما يمنحني الثقة بالنفس».

مَن حليمة عدن؟

ولدت حليمة في مخيم للاجئين في كينيا؛ فعائلتها فرَّت من الصومال في منتصف التسعينيات بسبب واحدة من أكثر الحروب دمويةً في القارة الإفريقية. مشت والدتها 12 يومًا قبل الوصول إلى كينيا. وعندما بلغت حليمة السادسة من عمرها انتقلت إلى الولايات المتحدة مع والدتها وشقيقها، وفقدوا التواصل مع والد حليمة بسبب الحرب.

تعيش عائلة حليمة في ولاية مينيسوتا التي تضم واحدة من أكبر الجاليات الصومالية في الولايات المتحدة، وتتذكر قائلةً: «اعتقد أصدقائي في أمريكا أنني أميرة صومالية؛ لأنني كنت أخبرهم كيف انتقلنا باستمرار من منزل إلى آخر في كينيا. لم يعرفوا أن المنازل التي عشنا فيها كانت مصنوعة من قِنينات بلاستيكية ومن ركام الأبنية.. كان ذلك كل ما استطاعت والدتي العثور عليه».

وتضيف حليمة: «سخر زملائي مني وقالوا إنني أرتدي غطاء رأس لأن شعري متسخ، كما كانوا يلقون نكات عن الإرهابيين. لكن كما تعلمين كنا في الثانوية».

عندما بلغت حليمة عامها التاسع عشر، أصبحت أول مشارِكة على الإطلاق تظهر على المسرح مرتدية الحجاب ورداء السباحة البوركيني في مسابقة ملكة جمال مينيسوتا.

حليمة عدن والحجاب

تقول حليمة: «ارتديت الحجاب منذ الطفولة؛ لذا فهو بالنسبة إليَّ جزء لا غنى عنه في خزانة ملابسي، كما هي الحال مع الأحذية التي لا يمكن الخروج دونها».

ولدى حليمة متطلبات صارمة تتعلق بالثياب التي تعلن عنها؛ فمعتقدها لا يسمح لها أن تكشف إلا عن وجهها ويديها وقدميها علنًا، وقد كُتب ذلك في عقود عملها.

وتستطرد: «أنا مسلمة، ويجب أن أتذكر هذا خارج المنصة. لذلك، يبذل المصممون ومنظمو العروض كل ما بوسعهم كي يكون لديَّ غرفتي الصغيرة التي أشعر فيها بالراحة».

وتقول: «في أي بلد في العالم، لا ينبغي لأي امرأة ارتداء الحجاب دون رغبتها، ولا ينبغي لأي امرأة خلعه تحت الإكراه».

طموحات حليمة عدن

يبدو أن حليمة تمكنت من تحقيق ما تطمح إليه وما كانت تحلم به: مصممون مشهورون يصطفون للعمل معها.. معجبون يلاحقونها من عرض إلى آخر، وأكبر مؤسسات الإعلام العالمية تدعوها لإجراء المقابلات. ومع ذلك، فلدى العارضة حلم معلق: «أود فعلًا أن تجلس والدتي في الصف الأول في أحد عروضي لمرة واحدة، لكن هذا يجب أن يكون أكبر عرض أزياء في حياتي. آمل أن يتحقق هذا في يوم من الأيام».

وتابعت: «يمكننا الآن أن نرى سياسيات ونساء أعمال وصحفيات وغيرهن من النساء الناجحات اللواتي يرتدين الحجاب أمام الملأ دون أدنى مشكلة».

وأكدت حليمة: «أنا فخورة لأنني اتخذت هذه الخطوة وظهرت على مجلة سبورتس إليستريتد، بهدف إبراز الجمال الذي تتمتع به النساء اللاتي يرتدين هذا النوع من الملابس».

كيف تعتني حليمة عدن ببشرتها؟

وقالت حليمة إن لديها نظامًا ليليًّا للعناية بالبشرة، يساعدها على الحصول على الترطيب المناسب لبشرتها التي تكون جافة في الشتاء ودهنية في الصيف؛ فهي لديها 6 منتجات أساسية تستخدمها لمزيد من النضارة لبشرتها، وهي فيتامينات للبشرة للحصول على النضارة المطلوبة، وسيروم الوجه الذي يجدد الخلايا، وكريم الترطيب للحصول على بشرة ناعمة، وزيت الوجه لمزيد من النعومة، وكريمات التقشير التي تستخدمها مرتين أسبوعيًّا، بجانب مرطبات الشفاه للحصول على شفاه ناعمة خالية من التشققات.

ولإزالة المكياج تنصح حليمة عدن باستخدام المزيلات التي تحتوى على عناصر طبيعية؛ للحفاظ على مسام الوجه وتنشيط الدورة الدموية فيه.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa