خلال ثلاث مراحل أقيمت حتى الآن منذ استئناف فعاليات الدوري الألماني لكرة القدم «بوندسليجا» بعد أسابيع من التوقف بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس كورونا المستجد، لم تكن الأفضلية لأصحاب الأرض في معظم المباريات الـ27 التي أقيمت بالبطولة حتى الآن.
ويحاول خبراء الدوري الإسباني التكهن بما يمكن أن يكون عليه الحال في مباريات المراحل الـ11 المتبقية بالمسابقة التي ينتظر استئنافها في غضون أسبوعين من الآن.
ويشتعل الصراع بين برشلونة حامل اللقب ومتصدر جدول المسابقة، ومنافسه التقليدي العنيد ريال مدريد صاحب المركز الثاني بفارق نقطتين خلف برشلونة.
ومن بين 11 مباراة متبقية لكل منهما ، سيخوض برشلونة خمس مباريات فقط على ملعبه، فيما سيخوض الريال ست مباريات، ما يعني أن الأفضلية قد تكون للريال في هذه المراحل المتبقية.
ولكن نتائج «بوندسليجا» في المراحل الثلاثة الماضية التي أقيمت بعد استئناف المسابقة في منتصف مايو الحالي، قد تعطي مؤشرات مختلفة لقطبي الكرة الإسبانية.
وربما يضاعف من هذا أن كلا من برشلونة والريال لا يضمن خوض المباريات المتبقية على ملعبه الأساسي في ظل إمكانية إقامة مباريات كل منهما المقررة على ملعبه بالاستاد الثاني للنادي، والذي يتسع لستة آلاف مشجع فقط وهو الاستاد الخاص بمباريات الفريق الثاني للنادي، وينطبق هذا بشكل أكبر على الريال بسبب أعمال الإنشاءات الجارية في استاد «سانتياجو برنابيو».
وقد يصبح الموقف أكثر تعقيدًا للريال بقيادة مديره الفني الفرنسي زين الدين زيدان إذا خاض الفريق المباريات الستة المتبقية له على ملعبه في استاد «ألفريدو دي ستيفانو» الخاص بمباريات الفريق الثاني في النادي، والذي يقع خارج المدينة لاسيما وأن المباريات الباقية من الموسم الحالي ستقام بدون جماهير ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية المطبقة للحد من تفشي وباء كورونا بشكل أكبر.
ويرى أحد النجوم السابقين لبرشلونة أن خوض الريال لمبارياته الست المفترضة على ملعبه باستاد «ألفريدو دي ستيفانو» سيمنح الأفضلية لبرشلونة.
ومن بين 27 مباراة أقيمت في «بوندسليجا» بعد استئناف المسابقة منتصف الشهر الحالي، انتهت خمس مباريات فقط لصالح أصحاب الأرض مقابل عشرة تعادلات و12 هزيمة لأصحاب الأرض.
ولكن، هل يكون هذا دليلا على معاناة أصحاب الأرض في غياب الجماهير بسبب فيروس كورونا؟، الحقيقة أن الأرض لم تمنح أصحابها أفضلية كبيرة في «بوندسليجا» حتى قبل توقف المسابقة في مارس الماضي بسبب أزمة كورونا.
وفي 72 مباراة أقيمت منذ انتهاء العطلة الشتوية في منتصف يناير حتى توقف المسابقة في منتصف مارس الماضي ، شهد «بوندسليجا» 28 انتصارا فقط لأصحاب الأرض مقابل 28 هزيمة و16 تعادلًا.
ولكن اللاعبين والمدربين يكرهون خوض المباريات في غياب الجماهير خاصة عندما تكون مباريات على ملعب الفريق وليست على ملعب المنافس.
وقال إيرنستو فالفيردي المدير الفني السابق لبرشلونة: «اللاعبون سيعتادون ذلك ولكن المباريات الأولى ستكون صعبة».
وكان فالفيردي مسؤولًا عن الفريق في الموسم عندما التقى برشلونة فريق لاس بالماس في غياب الجماهير.
وقال مانو جارسيا لاعب خط وسط ألافيس عن مشجعي فريقه المشهورين بضوضائهم: «بالنسبة لنا، اللعب بدون جماهير يكون أمرا محزنا للغاية كما يضعف مستوانا بالفعل لأن مشجعينا يصنعون الفارق فعليا».
ولكن كل هذا قد لا يعني الكثير بالنسبة للريال الذي سيخوض على ملعبه مباراة واحدة فقط أكثر من برشلونة، علما بأن الريال سيخوض المباريات الباقية على ملعبه باستاد «ألفريدو دي ستيفانو» بسبب أعمال التجديد الجارية على استاد «سانتياجو برنابيو».
وفي المقابل، كانت هناك بعض الاقتراحات في برشلونة بأن يخوض الفريق المباريات المتبقية له على ملعبه باستاد «يوهان كرويف» وهو الملعب الذي تقام عليه مباريات الفريق الثاني للنادي وتبلغ سعته أيضا ستة آلاف مشجع، ولكن لاعبي برشلونة أبلغوا النادي برغبتهم في الاستمرار على استاد «كامب نو».
ويتفهم خوان أنطونيو بيزي المهاجم السابق لبرشلونة، والذي كان مدربا لبلنسية الإسباني عندما واجه بازل السويسري في غياب الجماهير عام 2016 ، السبب وراء تمسك لاعبي برشلونة بالبقاء في «كامب نو».
كما قال بيزي: «أعتقد أنه حتى بدون وجود الجماهير، سيظل الريال يشعر بارتياح أكبر للعب في برنابيو أكثر من اللعب في ملعب دي ستيفانو».
ويرى بيزي أن استاد «كامب نو» قد يرعب الفريق المنافس بشكل أكبر عندما يكون خاويا من لجماهير.
وقد لا يكون لهذا أي معنى، إذا سارت النتائج على نهج ما يحدث الآن في «بوندسليجا»؛ حيث تستمتع الفرق خارج ملعبها بغياب الجماهير وتعلن تفوقها على أصحاب الأرض.
اقرأ أيضًا