روى خبير الأرصاد الدكتور خالد الزعاق، قصة التاريخ الهجري وبدايته، قائلا: مضى على هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – 1442 سنة، وهذا الرقم يسمى بالتقويم الهجري نسبة إلى هذه الهجرة، والتقويم الهجري تقويم قمري أي أنه يعتمد دورة القمر حول الأرض والدورة الواحدة تسمى شهرًا يستغرق 29 أو 30 يومًا.
وتابع خالد الزعاق: التقويم الهجري لم يبدأ إلا بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – بـ «17» سنة، أي في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب حيث اتسعت رقعة العالم الإسلامي واحتاجت إلى تقويم لضبط أمورها؛ فكانت التقاويم تستخدم أسماء الشهور (محرم، صفر..) من دون سنة وهي التي استخدمها العرب قبل الإسلام بمئات السنين، وفق «العربية».
واستكمل خالد الزعاق: اجتمع الصحابة – حينذاك – فاقترح أحدهم أن تكون وفاة النبي بداية لهذا التقويم ولكنه أمر لم يستحسن؛ لأنها مناسبة حزينة على الأنفس، وقال علي بن أبي طالب: «نجعل هجرةَ النبي – صلى الله عليه وسلم – من مكة إلى المدينة مبدأ التقويم لأنها الحادثة الفاصلة بين الحق والباطل».
وأضاف خالد الزعاق: النبي هاجر من مكة إلى المدينة في 12 ربيع الأول الموافق 21 سبتمر سنة 622 ميلادي، لكنهم جعلوا مبدأ السنة الهجرية من شهر محرم؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في حجة الوداع: «إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضَر، الذي بين جمادى وشعبان».